شهد العقد الأخير من القرن العشرين تحولاً هاماً في طريقة مواجهة المشاكل البيئية التي يتسبب فيها نشاط الإنسان. ففي الواقع شكل ذلك خطوة إضافية نحو تطور الفكر البيئي (الجدول 0.1). ومع ذلك، فإن أهم ما ميز ذلك العقد هو الإدخال التدريجي لمفهوم الوقاية؛ وذلك يعني تفادي المشاكل البيئية في منشئها بدل تصحيح العواقب الناجمة عنها. وخلال هذه الفترة الطويلة أصبح من الواضع أنه من المربح أكثر تفادي الآثار السلبية بدل تصحيحها بحد حدوثها. وأصبحت فائدة الوقاية واضحة عندما دعت الضرورة إلى القيام باستثمارات كبيرة لتصحيح وقع النشاطات السابقة التي كان يُعتقد خطأ أنه لن ينجم عنها أية مصاريف عن طريق إبعاد الآثار البيئية (وفي جميع الأحوال لم يكن المنتجون الذين "يبعدون" التلوث يتحملون أية مصاريف). ومما لا شك فيه أن مفهوم الإنتاج الأنظف لعب دوراً حاسماً في عملية تغييرالعقلية نحو الوقاية في المصدر. فالإنتاج الأنظف هو طريقة الوقاية الأكثر انتشاراً في أي جزء من العالم بين المقاولات الصغيرة و المتوسطة، لهذا تم استخدامه في هذا الدليل.
والهدف من هذه المقدمة هو توجيه الطالب بخصوص:
الفترة | رؤية المشاكل | التشريعات، المعايير | التكنولوجيا |
---|---|---|---|
قبل السبعينيات | المشاكل المحلية | التدابير المحلية | التذويب |
السبعينيات |
|
|
|
الثمانينيات |
|
|
|
التسعينيات |
|
|
|
تكوّن الجامعات التقنيين الذين سيكون لهم تأثير حاسم في تصرف الشركات والمجتمع، سواء كمربّين على العديد من الأصعدة أو كمحترفين عاملين بالصناعات والمؤسسات. لهذا فإن الجامعات تتحمل مسؤولية توعية الطلبة وتمكينهم من المعارف الضرورية وتدريبهم عمليّاً على آليات التدبير الجديرة بتحقيق تطور مستدام في نهاية المطاف. فالجامعات تتوفر على القدرة على تطوير الإطار المفاهيمي لهذا الهدف ويتعين عليها لعب هذا الدور في التكوين والبحث والإعلام العمومي والمساعدة على تطوير استراتيجيات وسياسات ملائمة لتلك الأهداف.
وكجزء من هذه المهمة يتعين على الجامعات:
يهدف هذا الدليل إلى تزويد الطالب بتحيين لمبادئ ومنهجية الإنتاج الأنظف وتهيئه للعمل في المستقبل. وهو موجه للطلب الجامعيين والمهنيين الذين يرغبون في اكتساب تكوين كامل في الإنتاج الأنظف الذي يشكل المنهج الأكثر انتشاراً والذي يركز على الوقاية، أو في معرفة المفاهيم الرئيسية بغية إدخالها في منظور متغاير للتقنيات البيئية.
هذا الدليل ليس إخبارياً ولا موسوعياً وإنما يهدف إلى تقديم تكوين في تطبيق المنهج وفي العناصر التي تؤيد المنهج. وقد تم تصميمه كدليل لتعريف مهنيي المستقبل بالإنتاج الأنظف، مع الأخذ بعين الاعتبار التجربة التي تم الحصول عليها خلال مدة تطوير الإنتاج الأنظف.
ويمكن استعمال الدليل كوسيلة للتكوين الذاتي أو تحت إشراف أستاذ يوجه تكوين الطلبة. وهذه الدروس تكتسي أهمية خاصة في الحالات المدروسة وفي التطبيقات الواردة في نهاية كل فصل لأنه غالباً ما تتعدد الطرق الممكنة لتأويل طرح معين أو إيجاد الحلول. وحتى بالنسبة لأسئلة الاختبار الذاتي التي تتخلل النص، يمكن –في ظروف معينة– إيجاد حلول أفضل من الحلول المقترحة في هذه الوثيقة. ويجوز للأساتذة تطبيق تكوينهم وتجربتهم الخاصة للتوصل إلى ما إذا كانت أجوبة الطلبة تنحصر في سياق معقول.
كما هو الشأن بالنسب للعديد من النصوص التي تهدف إلى نقل نتائج العديد من التجارب المعينة في شكل منهجية، فإنه يتعين تقسيم الفصول حسب وظيفة محتواها عوض تقسيمها حسب القطاع الصناعي الذي يمكن تطبيق التجارب عليه. فهذه قد تكون مقاربة أخرى للتكوين في مجال الإنتاج الأنظف، إلا أنها مقاربة أقل نجاعة (وأصعب في التطبيق) في السياق الجامعي.
ولحسن الحظ، وكتكملة، توجد حالياً كمية هائلة من المراجع الممكن تطبيقها في معظم المجالات الصناعية والتي يمكن للقارئ الولوج إليها عندما يكون بصدد تطبيق المنهج. توجد العديد من الكتب والمقررات المكتوبة التي تقدم وصفاً مسهباً لكل قطاعٍ على حدة. إلا أنه من الممكن الحصول على أكبر قدر من المعلومات عبر شبكة الإنترنيت.
وينقسم الدليل إلى الفصول التالية
يشرح الفصل 1 كيفية إدماج الإنتاج الأنظف في الأهداف العامة للتطور المستدام. تشكل قمة ريو 1992 حافزاً حاسما في هذا الاتجاه وتأخذ بعين الاعتبار البيئة إلى جانب العوامل الاقتصادية والاجتماعية كإطار للتنمية. لأجل التوصل إلى تصحيح أنماط الإنتاج والاستهلاك الماضية، تأكدت ضرورة تنمية التكنولوجيات النظيفة ونقلها.
يحدد برنامج الأمم المتحدة للبيئة نموذج الإنتاج الأنظف، ويتعلق الأمر ببرنامج للنجاعة البيئية ينطوي على مزايا بيئية واقتصادية، موجه خصّيصاً للمقاولات الصغيرة والمتوسطة. ويستعرض هذا الفصل عملية تطوير مفهوم الإنتاج الأنظف وإدخاله إلى العديد من مناطق العالم، من بينها منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويبرز الدول الذي ينبغي أن تلعبه الحكومات في الإنتاج الأنظف.
في الفصل الثاني يتم التطرق إلى العلاقة بين الإنتاج الأنظف والمقاولة وتحديد مفهوم المقاولة الصغيرة والمتوسطة. في مقابل الإجماع الذي تم التوصل إلى في منهج الإنتاج الأنظف، يُلاحظ، من جهة أخرى، وجود اختلافات كبيرة في الطريقة التي يجب اتباعها في إدخال هذا المنهج في الشركات الصناعية الكبرى أو في المقاولات الصغرى والمتوسطة وفي العوامل ذات الأثر الإيجابي أو العوامل التي تحول دون اعتماد الإنتاج الأنظف. وبالرغم من تعدد الفرص بصرف النظر عن نوع الشركة، إلا أن عوائق تطبيق الإنتاج الأنظف تختلف كثيراً حسب حجم الشركة وقدرتها الإقتصادية. .
وفي الفصل 3 يتم تحليل العلاقة ما بين الإنتاج الأنظف وأدوات أخرى للتحسين البيئي. وتهدف بعض هذه الأدوات إلى التفكير أو تُستعمل كمؤشرات تمكّن من تحليل استدامة التنمية. أما البعض الآخر فيتمثل في أدوات أو استراتيجيات هدفها تقديم التوجيه بخصوص استعمال الموارد بأحسن الأوجه، مثل الإيكولوجيا الصناعية والتصميم الإيكولوجي وتحليل دورة الحياة، الخ. وخصوصاً أنظمة التدبير البيئي. وفي هذا الصدد، تم اعتماد معايير سلسلة الإيزو 14000 على الصعيد العالمية بمثابة أنظمة خاصة للتدبير البيئي. وفي إطار الاتحاد الأوربي كذلك تم نشر مخطط للتدبير والمراقبة البيئية، النظام الأوربي لتدبير البيئة ومراقبتها، والذي يعتمد حالياً معايير الإيزو 14000 ويتخذ الوقاية البيئية كإحدى أهدافه. يشمل التوجيه الأوربي لإدماج الوقاية من التلوث ومراقبته الوقاية وتطبيق أفضل التكنولوجيات المتوفرة وضمنياً تطبيق الإنتاج الأنظف.
يتطرق الفصل 4 للجوانب الاقتصادية اللازمة لإبراز مزايا الإنتاج الأنظف. ولكي تقتنع إدارة مقاولة ما بموضوعية بجدوى الاستثمار في الإنتاج الأنظف يجب عليها أن تتوفر على نظرة مالية صحيحة للمصاريف المترتبة عن التيارات المتبقية وأن تتوصل بنفسها إلى أن تطبيق إجراءات النجاعة الإيكولوجية سيساعدها على تقليص هذه المصاريف وعلى جعلها أكثر تنافسية. في هذا الفصل تتم مراجعة بعض الجوانب الخاصة بالمحاسبة البيئية ومعايير تخصيص التكاليف لنشاط و/أو منتج معين ومعايير التحليل المالي التي يمكن استعمالها لتحديد قابلية تطبيق فرص الإنتاج الأنظف والتركيز على أن الإنتاج الأنظف لا يدر أرباح اقتصادية فحسب، بل يقدم فوائد بيئية كذلك.
يتطرق الفصل 5 إلى منهجية تطبيق الإنتاج الأنظف. تتمثل أهم خاصية للإنتاج الأنظف في اعتماده لمنهجية بسيطة ومتناسقة وسهلة التطبيق في إطار المقاولات الصغرى والتوسطة. ويتطرق الفصل بإسهاب لمكونات برنامج وتقييم للإنتاج الأنظف ويعرض الدور الذي يلعبه كل مستخدمي المقاولة، بدءا بالإدارة وبشخصية أساسية تتمثل في المنسق الذي يتكلف بالقيادة والتنظيم، إيماناً منه بأن الأمر يتعلق بمجهود جماعي. يصف الفصل المراحل الواجب اتباعها للتوصل إلى خيارات ناجعة إيكولوجياً والتي يجب تقييمها من الناحية التقنية والاقتصادية، ويسلط الضوء على فائدة العمل حسب معايير للأسبقية وإبراز الفوائد المحصل عليها من خلال تطبيق الإنتاج الأنظف. ويتم فيه تقديم تقييم الأخطار الناجمة عن المواد السامة والتي ورد الحد منها في التعريف الخاص بالإنتاج الأنظف في برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
توجد خيارات خاصة للإنتاج الأنظف بالنسبة لكل قطاع، تكون مرتبطة بالتكنولوجيا الخاصة به، إلا أنه توجد كذلك مجموعة من الفرص المشتركة بين كل القطاعات الصناعية. ويحتوي الفصل 6 على جرد لخيارات الإنتاج الأنظف هذه في مختلف مراحل دورة الإنتاج، بدءا بالخيارات ذات الطابع العام والتي تشمل الممارسات البيئية الجيدة التي يجب على كل معمل صناعي اتباعهابعد ذلك يتم وصف الفرص المختلفة التي تشمل ما يمكن لمصلحة المشتريات القيام به إلى تطبيق الإنتاج الأنظف في التشغيل والصيانة، مع إشارة خاصة لانتقاء المذيبات البديلة.
في الفصل 7 يتم تقديم الحالة الخاصة لإدماج الإنتاج الأنظف في الصناعة الكيماوية التي ربما توجد بها غالبية الخيارات الموجودة في القطاعات الأخرى، إضافة إلى خيارات خاصة بهاويضم الفصل وصفاً يخص الكيفية التي يتم بها إدخال مفاهيم النجاعة الإيكولوجية والإنتاج الأنظف في مختبرات البحث والتطوير تحت تسميات من قبيل الكيمياء الخضراء. ويتم وصف تراتبية العمليات التحويلية والمنهجية التي يجب اتباعها في البحث عن خيارات الإنتاج الأنظف في التفاعل الكيماوي، وهي خاصية تطبع الصناعة والتي تتطلب معارف علمية وتكنولوجية متخصصة. ويتم تفصيل حالة العمليات المتقطعة التي تميز المقاولات الصغرى والمتوسطة.
في الفصل 8 يتم استعراض المفاهيم الرئيسية في التدبير الصناعي للماء. كان الماء يُعتبر مورداً من السهل الحصول عليه وبتكلفة ضئيلة بالمقارنة مع المواد الأولية الأخرى. ولم يحظى ادخار الماء في الدول المصنعة بالاهتمام الكافي من قبل الصناعات إلى منذ زمن قريب. عندما تبين أن هذا المورد ليس غير متناهٍ كما كان سائداً وأن عمليات التصنيع تخضع أساساً للماء وتكلفة الماء الجيد أصبحت في تزايد مستمر، تم الشروع في عملية خاصة للحفاظ على هذا المورد واسترجاعه. ويتناول هذا الفصل وصف الطرق الممكنة للحفاظ على الماء وتدوير المياه المستعملة. ويقدم الفصل أمثلة عن أنظمة فعالة لادخار الماء في حالة مرحلة الشطف بالماء في صناعة معالجة المساحات التي تستهلك كميات هائلة من المياه. ويتم التعريف بتكنولوجيا الفصل بالأغشية كمثال على التكنولوجيات الحديثة والتي تحظى بعناية خاصة من قبل الباحثين.
كما هو الحال بالنسبة للفصل السابق ينصب الفصل 9 على هدف خاص موجه نحو الطاقة كمكون خاص للإنتاج الأنظف. فالاهتمام بادخار الطاقة كان أولوية صناعية لأسباب اقتصادية إثر أزمة الطاقة لسنة 1973، قبل تنظيم الإنتاج الأنظف بمدة طويلة. وفي الواقع فإن التجربة الطاقية أدت إلى اكتساب منهجية إنتاج أنظف بسرعة. وبالرغم من أن المصلحة الخاصة المتمثلة في ادخار الطاقة عرفت بعض التراجع، إلا أنها انبعثت في إطار برامج الإنتاج الأنظف نظراً لأهميتها في التغير المناخي. ويصف الفصل نظام الطاقة ويحلل الأدوات الرئيسية للتقييم الطاقي وكذلك بعض الخيارات بهدف التحسين. ويتم اللجوء إلى صناعة البيرة لتسليط الضوء على بعض التطبيقات الخاصة.
في الفصل 10 يتم وصف الكيفية التي ينبغي اتباعها لتقييم التحسينات الناتجة عن تطبيق الإنتاج الأنظف وربطه بعملية التجديد والمساهمة في الإنتاج الأنظف للانتقال نحو مستقبل مستدام. ويخضع التطور المستدام للقدرة التجديدية للتوصل إلى عامل ضرب للنجاعة في استعمال الموارد. ويحتاج تدبير الانتقال نحو مجتمع مستدام كذلك تغييرات مؤسساتية في تدبير المعرفة وتطبيق سياسة تكنولوجية تركز على المسار المستقبل بطريقة صحيحة. ويمكن للكثير من الصناعات الاستفادة من تجربتها في الإنتاج الأنظف لتحديد دورها بطريقة ملائمة في هذا الانتقال.
من المعتاد ألا توفر الجامعات إمكانية تمكين كل الطلبة من إنجاز تجارب حقيقية للإنتاج الأنظف في إطار صناعة معينة، وخصوصاً عندما يكون عدد الطلاب كبيراً. ففي هذا الفصل يتم شرح الفرص المتاحة للتقرب من الحقيقة الصناعة بواسطة عناصر في متناول الجمييع. فمصنع الذكاء ممارسة جماعية من نوع ألعاب المقاولة، وتسمح باستكشاف القدرات المكتسبة خلال التكوين النظري في محيط حقيقي جزئياً. ومن بين أمثلة تطبيق الإنتاج الأنظف الأكثر تجسيداً هناك تقييم تدبير المطبخ العائلي (وهو مصنع غذائي في متناول يد الجميع) وملاحظة أوجه الشبه بين العمليات المنجزة أثناء الطبخ وعمليات التصنيع الحقيقي. ويوجد تطبيق آخر يتمثل في تقييم مختبرات الكليات التجريبية بهدف وضع قائمة لخيارات الإنتاج الأنظف. وأخيراً، يتم عرض تشخيص كلية كحالة عملية سهلة التطبيق في أي كلية في أي جامعة.
يحتوي كل فصل على جزء نظري يتوفر على فهرس خاص به وجزء تطبيقي يشمل مجموعة من التمارين التي تشكّل وقفة للاختبار والتأمل أكثر منها للتقييم الذاتي.
ومن جهة أخرى تتوفر غالبية الفصول كذلك على:
يرتبط الإنتاج الأنظف بالصناعة والبيئة. فالصناعة أداة اقتصادية واجتماعي للرفاهية وجودة الحياة، إلا أنها في الوقت ذاته تتسبب في نزاعات بيئية. لهذا فإنها تدخل في إطار أهداف التطور المستدام. ففي العديد من دول منطقة البحر الأبيض المتوسط تم اعتماد الإنتاج الأنظف للوقاية من التلوث في المصدر
يتمثل هدف الفصل في:
إن مفهوم التطور المستدام دخل إلى [1]، [2] القاموس المعتاد إثر نشر تقرير مستقبلنا المشترك [3] سنة 1987 المعروف كذلك باسم تقرير بروندتلاند الذي أعدته لجنة الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية. وكان هدف اللجنة يتمثل في ربط المشاكل البيئية بالتنمية، عن طريق قرن محاربة الفقر بالاقتصاد والإيكولوجيا. وتم تحديد الخطوط الأولى لعمل التنمية المستدامة سنة 1992 في أجندة 21 [4]
وتُعرّف التنمية المستدامة بكونها تنمية تسد الحاجيات الحاضرة بدون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على سد الحاجيات الخاصة بها. بينما يعني النمو الاقتصادي زيادة في الكم يعبّر عنه بوحدات نقدية، فإن التنمية المستدامة تفسر كنمو في الكيف يحفظ الموارد الأولية ويحفظ من الوقع البيئي.
خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية المستدامة المنعقد بريو دي جانيرو سنة 1992 تم وضع خطة أولى للعمل بالنسبة للقرن الواحد والعشرين والذي أطلقت عليه تسمية أجندة 21. هذه الأجندة الشاملة تشكل مرجعا للحكومات والشركات وكافة المنظمات لتحقيق التنمية المستدامة. وتهدف أجندة 21 إلى تحسين جودة الحياة الإنسانية عن طريق الحفاظ على قدرة التحمل الخاصة بالأنظمة البيئية. ويعني هذا الهدف الحفاظ على الموارد وتدبيرها بشكل صحيح ودعم دور المجموعات المعنية، بما فيها الصناعة. وتتم مراجعة الأهداف بعمق مرة في كل خمس سنوات. وقد شكلت أجندة 21 حافزاً لوضع برامج الإنتاج الأنظف بطريقة تدريجية في كل أنحاء العالم.
في سعيه وراء صياغة التنمية المستدامة وضع برنامج الأمم المتحدة للبيئة مفهوم الإنتاج الأنظف في سنة 1989، ويمكن أن يعرّف كشكل للإنتاج يتطلب –من الناحية المفهوماتية وخلال عملية التطبيق– الأخذ بعين الاعتبار كل مراحل دورة حياة منتج أو عملية ما بهدف الوقاية أو الحد من الخطر على الأشخاص والبيئة، سواء على الأمد القريب أو البعيد.
عندما ثبت أن تذويب الملوثات في البيئة يعد شكلا من أشكال التدبير البيئي غير المستدام، تم إدخال المعالجات في نهاية التصنيع عندما ثبت أن تذويب الملوثات في البيئة يعد شكلا من أشكال التدبير البيئي غير المستدام، وتعرف كذلك بنهاية الأنبوب، والتي كانت تهدف إلى القضاء على مشاكل التيارات المتبقية في عملية التصنيع أو الحد منها بطريقة منفصلة عن عملية التصنيع، أي بعد التسبب في هذه التيارات المتبقية. في سلّم تدبير التيارات المتبقية (الجدول 1.1)، تجيء حالياً هذه المعالجات كخيار في الصف ما قبل الأخير. ومن حيث ترتيب الأفضلية تأتي قبل أماكن التفريغ المراقبة فقط.
ويُنظر إلى المعالجات اليوم على أنها طريقة غير ناجعة للموارد من الناحية المادية والمالية على حد سواء. صحيح أنه بإمكانها الحد من الخطر المقترن بالتيارات المتبقية، إلا أنها تنقل التلوث بشكل واسع نحو وسط آخر (على سبيل المثال تنظيف الإصدارات الجوية تُترجم بمياه ملوثة، علاج الإصدارات المائية يخلف نقايا صلبة، الخ).
يسمح الإنتاج الأنظف بتفادي والحد من ضرورة معالجة التيارات المتبقية بعد التصنيع. فمثلا في قطاع دبغ الجلود، تطبيق تقنية تتمثل في استنزاف حمامات الكروم إلى أقصى الدرجات كإجراء من إجراءات الإنتاج الأنظف يسمح بادخار المواد الأولية وفي الوقت ذاته بتخفيض الحمولة الملوثة للمياه الناجمة.
إن الإنتاج الأنظف الإنتاج الأنظف تم تحديده من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة [5]على أساس أنه:
لمفهوم الإنتاج الأنظف مدى واسع، إلا أنه وجد خلال التسعينيات أفضل تطبيقاته في عمليات التصنيع المتواجدة وخصوصاً كبرنامج للنجاعة الإيكولوجية موجه للمقاولات الصغرى والمتوسطة. وفي القرن الواحد والعشرين عرف تطوراً مطرداً في قطاع المنتجات والخدمات.
ويهدف الإنتاج الأنظف إلى الوصول إلى نقطة الصفر في التلوث، إلا أن كل البقايا تعتبر ملوثة محتملة وما كل البقايا ممكنة التفادي. لو كان من الممكن القضاء على كل البقايا –عن طريق إعادة دورانها على سبيل المثال–، سوف يتم حل مشكلة الإنتاج الأنظف بسهولة، على الأقل من الناحية النظرية. وفي كل الأحوال، فبالرغم من أن الإنتاج الأنظف مستحيل التحقيق، كما هو الشأن بالنسبة لدرجة الصفر في الإصدارات، إلا أنه يمثل حافزاً للسعي وراء التحسين المستمر للنجاعة البيئية. لهذا السبب يتم استعمال مصطلح الإنتاج الأنظف لتفادي المأزق الذي يترتب عن استعمال مصطلح الإنتاج النظيف.
التطبيق المستمر لإستراتيجية للوقاية البيئية المتكاملة في العمليات والمنتجات والخدمات بهدف الزيادة من نجاعتها البيئية والحد من أخطارها على الإنسان والبيئة. ويطبَّق الإنتاج الأنظف:
ويتطلب إدماج الإنتاج الأنظف تغييرات في المواقف من شأنها أن تضمن تدبيراً بيئياً مسؤولاً وأن تخلق سياسة وطنية حكيمة، وكذلك تقييم الخيارات التكنولوجية.
وقد تم اعتماد تعريف برنامج الأمم المتحدة للبيئة من قبل العديد من دول منطقة البحر الأبيض المتوسط [6] في شكله الأصلي أو مع بعض التعديلات الطفيفة. لا يوجد تعريف وحيد رسمي ولا غير رسمي للإنتاج الأنظف في تلك الدول المنتمية للاتحاد الأوربي التي تربط الإنتاج الأنظف بالتنمية المستدامة (إيطاليا) أو التي تشبّهه بالتحسينات التقنية المتواجدة (اليونان).
إن ضرورة الانتقال إلى أشكال أكثر نجاعة في التدبير الصناعي بدأ يروّج لها في الولايات المتحدة منذ السبعينيات. توجد أمثلة من تلك السنوات كبرنامج الوقاية من التلوث مربحة. إن تطبيق برنامج التقليص مرتبط أيما ارتباط بتلوث التربة. فخلال الستينيات، في غالبية الدلو، كان من المعتاد استعمال آبار أو حفر مهملة للتخلص من النفايات. وغالباً ما تكون هذه الأبار والحفر قريبة من التجمعات السكنية، في أراضي ذات أثمان بخسة وتكلفة نقل ضئيلة. وقد أدت كوارث مثل "قناة لوف"، التي تسببت في عواقب وخيمة بسبب وجود مواد سامة تم طمرها من قبل في مناطق مسكونة، أدت إلى تزايد قلق المواطنين، إلى درجة دفعت بالكونغريس الأمريكي إلى المصادقة على قانون استرجاع الموارد لسنة 1970 وقانون الحفاظ على الموارد واسترجاعها لسنة 1976.
وقد تمت مناقشة قانون الحفاظ على الموارد واسترجاعها في الكونغرس بموازاة مع قانون مراقبة المواد السامة الذي يتطرق إلى مشكلة إدخال مواد كيماوية جديدة في الشبكة التجارية. من المحتمل أن تكون التكلفة الباهظة الناجمة عن تنظيف التربة في إطار برامج تقدر أغلفتها المالية بعدة ملايين الدافع الذي جعل مجلس البحث الوطني، في سنة 1985، ووكالة تقييم التكنولوجيا، في سنة 1986، إلى التوصية بالتخفيض من النفايات كبديل أقل تكلفة للحد من التلوث. وبعد ذلك بقليل نشرت الوكالة الأمريكية المكلفة بحماية البيئة تحليلا لأفضل البدائل للحد من التلوث وأطلقت عليها تسمية تقليل النفايات [7]. يعني تقليل النفايات بالنسبة للوكالة الأمريكية المكلفة بحماية البيئة أية مجهود يكون الغرض منه التخفيض من حجم أو سمومية النفايات الخطيرة المنظمة. لهذا فإن ذلك لا يشمل التخفيض في المصدر فحسب، بل كذلك إعادة التدوير والمعالجات.
وباعتبار أن التقليل –كما تم تحديده رسمياً– لم يكن يعطي الأولوية الكافية للتخفيض من التلوث في المصدر، تمت المصادقة في سنة 1990 بالولايات المتحدة على قانون الوقاية من التلوث الذي يعرّف الوقاية من التلوث على أنها "أية ممارسة تحد من كمية أية مادة خطيرة أو ملوثة تتسرب إلى التيارات المتبقية أو إلى المحيط (بما فيها الانبعاثات العارضة) قبل إعادة دورانها أو معالجتها أو التخلص منها".
(وفي القاموس الإنجليزي، تعد كلمة pollution الكلمة المفضلة للتعبير عن التلوث الذي يمكن أن يُحدث الأضرار).
وخلال الثمانينيات عملت حكومة أونطاريو بكندا على تشجيع التخفيض بالمصدر وفي سنة 1987 نشرت دليلاً متطوراًَ لمراقبة النفايات الصناعية وتقليلها . [8].
بالنسبة للحكومة الفيدرالية لكندا، فإن الوقاية من التلوث هي أي عمل ينقص أو يقضي على خلق مواد ملوثة أو بقايا في المصدر، عن طريق أنشطة تدعم أو تشجع أو تفرض تغييراً في الأنماط الأساسية لتصرف المنتجين الصناعيين والتجاريين والمؤسساتيين والمجتمع والحكومات والأشخاص. وتشمل الوقاية من التلوث الممارسات التي تهدف إلى حذف أو الحد من استعمال مواد، الخطيرة منها أو غير الخطيرة، أو الطاقة أو الماء أو مصادر أخرى، وكذلك الممارسات التي تحمي الموارد الطبيعية عن طريق الحفاظ عليها واستعمالها بطريقة أنجع.
منذ سنة 1977، قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بمساهمة اللجنة الاقتصادية الأوربية بمجموعة من النشاطات لتحفيز اعتماد أشكال تصنيع أكثر صحة من الناحية البيئية أُطلق عليها اسم تكنولوجيا منخفضة أو عديمة النفايات، والتي أصحبت تُطلق عليها في بعض التظاهرات الأوربية خلال الثمانينيات تسمية التكنولوجيات النظيفة [9].
ومن أول المحاولات نحو تطبيق الإنتاج الأنظف بأوربا نجد مشروعاً يهدف إلى التقليل من النفايات تم تنفيذه في لاندسكرونا (السويد).
وانطلقت دراسة لاندسكرونا سنة 1987 بهدف استغلال الفوائد الاقتصادية والبيئية لتقليل الانسكابات السائلة والانبعاثات الغازية في المصدر. وابتداء من سنة 1988 تم إنجاز دراسة في هولندا تتعلق بخصائص الإنتاج الأنظف أُطلق عليها اسم "بريسما". وأفضت الدراسة إلى أنه من الممكن، على الأمد القريب، التخفيض من إنتاج النفايات والتمكن من تحسين جودة المنتجات والرفع من المردودية في الوقت ذاته. وإثر النجاح الذي حققته دراسة بريسما تم إعداد مشروع أوربي تحت عنوان (المقاربات الوقائية لحماية البيئة بأوربا)شجع مشاريع في العديد من الدول الأوربية عن طريق تطبيق منهجية الإنتاج الأنظف.
بهدف خلق شبكة يكون الغرض منها دعم نقل التكنولوجيات النظيفة، أوصى فريق الخبراء –المجتمعين في إطار برنامج الأمم المتحدة للبيئة خلال سنتي 1988 و 1989– على إصدار نشرة تحت عنوان الإنتاج الأنظف، وكانت هذه انطلاقة انتشار مفهوم الإنتاج الأنظف.
وقد أدخل مؤتمر ريو سنة 1992 البيئة، إلى جانب العوامل الاقتصادية والاجتماعية، كإطار للتنمية المستدامة. وللتوصل إلى تصحيح أنماط الإنتاج والاستهلاك الماضية، تأكدت ضرورة التنمية ونقل التكنولوجيات النظيفة وتم تحقيق خطوة حاسمة في الاتجاه المرسوم للإنتاج الأنظف.
وخلال سنوات قليلة عمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة على ترويج منهجية الإنتاج الأنظف ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية على تطبيقها في أزيد من عشرين بلد ذات اقتصاد انتقالي (شرق ووسط أوربا) وفي دول نامية (في أمريكا اللاتينية، آسيا وأفريقيا) ونقلت، فيما بين الدول، التجربة الخاصة المكتسبة في العديد من القطاعات الصناعية. وبموازاة مع مشروع برنامج الأمم المتحدة للبيئة/منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، اختارت بعض دول أمريكا اللاتينية وأوربا، وعياً منها بأن المقاولات الصغرى والمتوسطة لا تتوفر دائماً على الوسائل والوقت الضروريين لتطبيق النموذج الجديد، اختارت كذلك نشر مفاهيم مشابهة نابعة من تجربتها الشخصية، كان لها وقع كبير في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
من بين أول المبادرات في مجال الإنتاج الأنظف في منطقة البحر الأبيض المتوسط نجد تلك التي طورتها حكومة كتالونيا (إسبانيا) سنة 1991، عن طريق وضع دليل لتقييم الفرص في العمليات الصناعية للتقليل من النفايات [10]. وبعد ذك، واستناداً إلى العديد من التجارب في مختلف القطاعات تم نشر دليل للتدبير الإيكولوجي: التشخيص البيئي لفرص التقليل [11]. وفي سنة 1994 وعلى المستوى المؤسساتي، تم إنشاء مركز المبادرات للإنتاج النقي الذي أصبح فيما بعض يحمل اسم مركز المقاولة والبيئة، بغرض دعم أهداف ومزايا التقليل في مصدر التلوث في أوساط المقاولات الكتلانية.
وعموماً في دول البحر الأبيض المتوسط، وأمام انعدام مراكز متخصصة تعنى بالإنتاج الأنظف، فإن وزارات البيئة ووكالاتها (مثل وكالة البيئة وترشيد الطاقة بفرنسا) إلى جانب الجمعيات البيئية وغرف التجارة والصناعة والجامعات، تعمل كوكلاء للتحسيس ونشر التكنولوجيات الصحيحة من الناحية البيئية وكذلك الإنتاج الأنظف الذي يُنظر إليه على أساس أنه جمع بين التدبير والتكنولوجيا.
أصبح إنشاء مراكز الإنتاج الأنظف ومؤسسات مشابهة ينتشر تدريجياً، ولا سيما في الدول الواقعة في المنطقة الشرقية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط مالطا وتونس، إلى جانب كتالونيا، كانتا السباقتين في المنطقة إلى إنشاء مراكز متخصصة في الإنتاج الأنظف. ففي مالطا، ابتداء منذ سنة 1994، يوجد مركز للتكنولوجيا النظيفة بجامعة مالطا تابع لمصلحة حماية البيئة. وفي تونس، وبإشراف الوكالة الأمريكية المكلفة بحماية البيئة في البداية ثم برنامج الإنتاج الأنظف لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية/برنامج الأمم المتحدة للبيئة ابتداء من سنة 1996، انطلقت حركة مكثفة لتطبيق الإنتاج الأنظف في البلد من قبل مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة [12]. بعدها شرعت معظم دول جنوب وشرق البحر المتوسط في إنشاء مراكز الإنتاج الأنظف، بدعم من الوكالات الدولية للتعاون والتنمية في أغلب الحالات.
أما دول الاتحاد الأوربي عموماً فهي لا تتوفر على أنظمة خاصة للإنتاج الأنظف وإنما تعتبره جزءاً من النشاطات المقننة بموجب التوصيات البيئية للاتحاد الأوربي، ولا سيما الوقاية والمراقبة المتكاملين للتلوث الناجم عن النشاطات الصناعية وأفضل التقنيات المتوفرة، باستثناء حالة إسبانيا التي توجد بها مؤسسة "ثيما" بكتالونيا و "إيهوبي" بمنطقة الباسك.
المبادئ الأساسية التي تضبط إستراتيجية الإنتاج الأنظف حسب الوكالة الأوربية للبيئة [13] هي:
وقد ورد في المبدأ 15 لتصريح ريو لسنة 1992 ويحث الدول على تطبيقه قدر الإمكان بهدف حماية البيئة. ويفيد مفهوم الاحتياط ما يلي: "أينما توجد أخطار خسائر فادحة أو يستحيل إصلاحها، فإن انعدام اليقين العلمي يجب ألا يشكل سبباً في تأخير اتخاذ إجراءات ناجعة للحيلولة دون التدهور البيئي".
ويختلف هذا المبدأ عن المبدأ السابق في أنه عندما يكون من المعروف أن منتجاً أو عملية يتسببان في اضرر، فإنه من الواجب إدخال تغييرات على السبب. وتتطلب الوقاية الانتقال نحو الأعلى في عملية الإنتاج لتفادي المشكل في المصدر بدل محاولة التحكم في الضرر الناتج. ويحث على استعمال الطاقات المتجددة والنجاعة في الطاقة بدل الإسراف في استهلاك الطاقة الأحفورية.
يفيد التكامل اعتماد نظرة شاملة لدورة إنتاج توفر حماية متكاملة وتتفادى نقل المواد الملوثة فيما بين الأقسام البيئية (الهواء، الماء والتربة) والتي تأخذ بعين الاعتبار دورة حياة المنتج بكاملها.
مبدأ الديمقراطية يشرك كل الأشخاص المعنيين من حيث الصيحة التي يتم بها تدبير النشاط الصناعة، بما فيها المواطنين والعمال والأشخاص القاطنين محلياً. ويتضح المبدأ، على سبيل المثال، في التوصية الأوربية "خطة التدبير والمراجعة البيئية اثنين" (الاختيارية)، في جوانب التواصل والعلاقات الخارجية وإشراك المستخدمين. ويشير مبدأ الديمقراطية كذلك وبشكل مطلق إلى الحق في الإعلام البيئي.
وتبين التجربة المتراكمة من خلال تطبيق الإنتاج الأنظف أنه عندما يتعلق الأمر بالصناعة، فإن أفضل طريقة لتنفيذ المبدأ 2 و 3 هي إدماج الحماية البيئية في عملية الإنتاج [14].
النجاعة الإيكولوجية هي إستراتيجية تجميع بين التحسين البيئي والفوائد الاقتصادية. وكإستراتيجية تسمح بالتوصل إلى عمليات إنتاجية أكثر نجاعة وفي الوقت ذاته تحد من استهلاك الموارد والتلوث (الرسم 2.1). وتحث النجاعة الإيكولوجية على التجديد والتنافسية وبالتالي يمكنها أن تتيح فرصاً مقاولاتية ثمينة. ويتمثل هدفها في إنماء الاقتصاد من حيث الكيف وليس من حيث الكم. وباختصار تسعى وراء خلق المزيد الفوائد مقابل وقع أقل.
الرسم 2.1 الإنتاج الأنظف والنجاعة الإيكولوجية في الوقاية في مصدر التلوث
تم اعتماد النجاعة الإيكولوجية كمفهوم بسيط من قبل مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية . وقد انتقل مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة من استعمال النجاعة الإيكولوجية كمفهوم بسيط (كما كان يفعل سنة 1991) إلى تعريفه كأداة لتحسين تصرف الشركات. وقد أقر مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة الشبه الموجود بين النجاعة الإيكولوجية والإنتاج الأنظف؛ فكلا المفهومين تشكلا تقريباً في نفس الوقت وتطورا بصفة متوازية من خلال تبادل المعارف والتجارب، بحيث ساهم كل مفهوم في تقوية المفهوم الآخر [15]، [16].
بالنسبة لمجلس مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة ، الذي يحظى بدعم من بعض كبريات الشركات العالمية، لا يمكن تحقيق النجاعة الإيكولوجية إلا إذا تمكنّا من عرض منتجات وخدمات تم إنتاجها تنافسياً قادرة على تلبية حاجيات الإنسان وتحسين نوعية الحياة، وفي الوقت ذاته يتم الحد تدريجياً من الوقع الإيكولوجي واستعمال الموارد بشكل يتماشى، على الأقل، مع الطاقة الاستيعابية للأرض.
ومنظمة التجارة والتنمية الاقتصادية بدورها تدعم مفهوم النجاعة الإيكولوجية. إن الفرص مفتوحة في وجه مختلف أنواع الشركات، بالرغم من أن طريقة تطبيق النجاعة الإيكولوجية عادة ما تختلف من الشركات الكبرى إلى المقاولات الصغرى والمتوسطة.
بالنسبة لمنظمة التجارة والتنميةالاقتصادية تعبر النجاعة الإيكولوجيةعن النجاعة التي يتم بها استعمال الموارد لتغطية حاجيات الإنسان. ويمكن اعتبارها بمثابة العلاقة بين الإنتاج أو الاخدمات المحصل عليها (المخرجات) وحاصل إضافة الضغوط البيئية التي تم توليدها (المدخلات)ويمكن أن تشير هذه العلاقة إلى شركة أو قطاع صناعية أو إلى الاقتصاد ككل. وقد أكدت دراسات منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية التجارب المنجزة في الإنتاج الانظف لأنه تبين لها أن الصناع وجدوا طرقاً مربحة لتخفيض استعمال المواد والطاقة والماء في كل وحدة إنتاجية بنسبة تتراوح ما بين 10 و 40 بالمائة. ومن جهة أخرى، وتذكر الدراسات كذلك نوع التكنولوجيات الكفيلة بالحد من استعمال المواد السامة بنسبة 90 بالمائة أو أكثر.
بالنسبة لمنظمة التجارة والتنمية الاقتصادية تتمركز فرص النجاعة الإيكولوجية في أربعة مجالات:
تتوفر الشركات الكبرى على مجموعة من الوارد الخاصة بها التي تسمح لها بإدماج النجاعة الإيكولوجية انطلاقاً من وجهة نظر وبواسطة وسائل داخلية. وهذا فرق كبير بينها وبين القدرة المحدودة للعديد من المقاولات الصغرى والمتوسطة. لهذه الأسباب تم، في البداية في بعض الدول الصناعية ثم بعد ذلك عن طريق برامج دولية، تنظيم الإنتاج الأنظف كمنهجية خاصة لوضع النجاعة الإيكولوجية في متناول المقاولات الصغرى والمتوسطة، سواء في الدول المصنعة والدول النامية على حد سواء.
تلقي منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية على عاتق الحكومات مسؤولية وضع إطار سياسي يهدف إلى تقصير المسافة بين المصالح الاجتماعية والخاصة ويقوي تماسك المجهودات التي يتعين على المقاولات بذلها لتحسين مجموع الجوانب المتعلقة بنشاطاتها، مثل الجوانب الاقتصادية والمهنية والبيئية, الخ. وفيما يخص الوسائل الواجب استعمالها، أقرت منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية، إلى جانب التشريعات والمحفزات الاقتصادية، ضرورة خلق مناخ ملائم للتجديد يسمح بفتح خيارات جديدة لتحسين تلك الجوانب. وتلعب الحكومات كذلك دوراً هماماً في التواصل من أجل تحسين فهم الجمهير للفرق بين الوقاية من النفايات والنشاطات التقليدية مثل إعادة التدوير [17].
وفيما يخص التصرف البيئي للمقاولات، من الضروري أن يهدف الإطار إلى:
بالنسبة لمنظمة التجارة والتنمية الاقتصادية، يشكل الإنتاج الأنظف والنجاعة الإيكولوجية مبادرتين ضروريتين سمحتا بالرفع من مستوى النجاعة في مجال الوقاية من النفايات. وتطلب هذه المنظمة استراتيجية حكومية تولي الأولوية لتلك النفايات أو المواد التي تنطوي على خطر أو عواقب غير مباشرة مهمة خلال استخراجها أو استمالها أو تدبيرها.
وتتميز إستراتيجية الوقاية من النفايات بأربعة جوانب:
انطلاقاً من التسعينيات بينت دول منطقة البحر الأبيض المتوسط تقدماً مستمراً في اتخاذ إجراءات ساهمت، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في فسح المجال لتنفيذ الإنتاج الأنظف [6]، [12]. وخلال هذه الفترة تم إنشاء –أو قيد الإنشاء– مراكز وطنية للإنتاج الأنظف في معظم دول شرق وجنوب منطقة البحر الأبيض المتوسط. .
لم تكن المراكز الوطنية للإنتاج الأنظف هي الوحيدة في دعم هذا النمو، بل شاركت فيه مؤسسات أخرى مثل غرف التجارة والصناعة والجامعات ومراكز أخرى كالتي تختص بالطاقة.
وتوجد العديد من هذه الدول في مرحلة تحديث الصناعة وارتأت مؤسساتها العمومية أن الإنتاج الأنظف من شأنه أن يشكل أداة لتحسين العمل البيئي للمقاولات وفي الوقت ذاته للرفع من التنافسية، حتى في الحالات التي يتميز فيها تطبيق التشريعات من قبل السلطات البيئية بالتساهل. عملت معظم الدول التي طورت أو حيّنت مخططاتها الخاصة بالعمل الوطني من أجل البيئة على تعميم الإنتاج الأنظف كعنصر حاسم في تنفيذ التنمية المستدامة في القطاع الصناعي.
وبالمقابل فإن المراكز المختصة بالإنتاج الأنظف قليلة للغاية في دول شمال منطقة البحر المتوسط، باستثناء إسبانيا، لأن الإنتاج الأنظف يُنظر إليه كقسم من أقسام البرامج العامة المعتمدة من قبل المنظمات المسؤولة عن تدبير النفايات.
صادقت معظم دول منطقة البحر الأبيض المتوسط على قوانين وتنظيمات ذات توجه وقائي في مجال حماية البيئة، قد تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، تقييمات الأثر الصناعية للمشاريع الصناعية والمراقبة المتكاملة والوقائية للتلوث ومعايير وضع البطاقات الإيكولوجية، الخ
وتظهر الفوارق في التطبيق الفعلي للتنظيم. بحيث توجد اختلافات ملحوظة بين الدول، قد تكون راجعة لعدة مسائل منها انعدام ضغط الرأي العام وقلة الموارد الاقتصادية والبشرة الضرورية في المؤسسات البيئية وكذل انعدام التنسيق بين هذه المؤسسات.
وفي أغلب دول منطقة البحر الأبيض المتوسط ارتفع عدد البرامج، والمبادرات وتطبيق الأدوات المختلفة لدعم الإنتاج الأنظف، إما نتيجة iلوضع تلك الدول لاستراتيجيات خاصة بها لتنمية البيئة وحمايتها أو كنتيجة للتعاون الدولي.
وتتوجه معظم المبادرات الخاصة بالإنتاج الأنظف إلى المقاولات الصغرى والمتوسطة التي لم تتوصل من قبل بالعناية الكافية من قبل المؤسسات والتي لم تشارك في رهانات الاستدامة، بالرغم من أن مثل هذه الشركات تشكل العنصر المنتج المهيمن.
بالرغم من التقدم الملموس المحرز، إلا أن العديد من الدول المتوسطية ما زالت تواجه العديد من العراقيل التي تحول دون التنفيذ الفعلي للإنتاج الأنظف. وهذه العراقيل تبدأ من غياب التوعية الجماعية وجهل مزايا الإنتاج الأنظف إلى انعدام الدعم المالي الضروري لتنفيذ إجراءات النجاعة التي يتطلبها الإنتاج الأنظف.
فالجهل المقترن بانعدام المعلومات والتكوين والخبراء ونشر التجارب الإيجابية للآخرين عادة ما تعتبر مشاكل تعاني منها العديد من الدول كلها مؤشرات تدل على قلة الموارد البشرية المتخصصة لدعم الإنتاج الأنظف. ويُضاف إلى كل هذا انعدام الوثائق التقنية المكتوبة باللغة المحلية، مما يؤثر بصفة خاصة على المقاولات الصغرى والمتوسطة.
إن المساعدات الاقتصادية لدعم المنهج الوقائي للإنتاج الأنظف محدودة وغير كافية. وفي بعض الدول يمكن أن يُفسَّر انعدام الدعم المالي الحكومي للشروع في تقييم الإنتاج الأنظف بداخل المقاولات بضعف تأثير مراكز الإنتاج الأنظف في السياسات والأنظمة الوطنية.
في فترة تعرف فيها العديد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط الأقل تطوراً تحولاً اقتصادياً هاماً يطبعه ميول إلى خصخصة الشركات العمومية، يُفتقر إلى التزام حكومي أكبر ودعم مؤسساتي لإحراز التقدم في تطبيق الإنتاج الأنظف. وفي أغلبية الحالات لا تشتمل مخططات العمل لإعادة الهيكلة الصناعية بصراحة على شكل من أشكال الإنتاج الأنظف. من دون الآليات الإدارية الضرورية ونظراً للتساهل في تطبيق التنظيمات فإن الصناعة لن تتبنى مبادرة الإنتاج الأنظف.
وفي العديد من الحالات تم اكتشاف نوع من التخوف لدى المسؤولين الكبار في الشركات بخصوص التجديد وكذلك صعوبة إقناع المستخدمين المنتمين إلى المستوى الإداري المتوسط، والذين يعدون مثالاً عن مقاومة الشركات عامة لتغيير ممارسات التدبير وعمليات الإنتاج الموجودة. فالمقاولات الصغرى والمتوسطة على الخصوص تعبر عن مواقف جد محافظة في هذا الاتجاه.
وكنتيجة للقدرة الضعيفة للمقاولات الصغرى والمتوسطة على إنجاز حسابات التكلفة وانعدام دعم الخبراء، فإن أصحاب تلك المقاولات لا يرون بوضوح الفوائد المباشرة التي قد تكون للإنتاج الأنظف على عمليات التصنيع.
ومن جهة أخرى فإن الفرص المتاحة للقطاع الخاص، وخصوصاً المقاولات الصغرى والمتوسطة، للحصول على الدعم المالي المباشر من المؤسسات البنكية في مشاريع الإنتاج الأنظف الخاصة ضئيلة جداً. فالمؤسسات المالية نفسها تفتقر إلى نظام يسمح لها بسهولة بإنجاز تقييم اقتصادي لمشاريع الإنتاج الأنظف، ولهذا فهي ترفض تمويلها.
فإمكانيات الحصول على دعم مالي تكون محدودة أكثر عندما تنعدم تحليلات معمقة للتكلفة أو تطبيق المناهج التحليلية للتكلفة-الربح أو عمليات تقييم المزايا غير الملموسة للبدائل التكنولوجية عند إجراء مقارنة بينها.
وعلى المستوى الميكرو اقتصادي فإن المشهد السياسي الدولي لا يعترف بعد بالتبعية المعقدة الموجودة بين البيئة والاقتصاد، وهذا الاعتراف ضروري للتوصل إلى تنمية مستدامة. إن أنظمة الحسابات الوطنية الحالية تشكل المرجع الذي تُستمد منه المؤشرات الاقتصادية الرئيسية التي تشكل فيما بعد الأساس الذي يُعتمد لتطوير السياسات الوطنية وقياس نجاعتها.
فالساسة والمقاولون الكبار ووسائل الإعلام وحتى المواطنون المهتمون يتخذون قراراتهم استناداً إلى تلك المعطيات. إلا أن نظام الحسابات الوطنية لا يأخذ بالحسبان اختفاء الموارد الطبيعية أو تدهورها، وبالأحرى ضرورة تحقيق التطوير المستدام. هذه النواقص هي العوائق الأساسية التي تواجه التقدم في مشوار احتساب التكلفة البيئية في تكلفة الشركات والتي تؤدي إلى الدعم الاعتباطي لثمن بعض الموارد غير المتجددة.
فبعض دول منطقة البحر الأبيض المتوسط ما زالت تدعم مصاريف الطاقة والماء بالنسبة للصناعة. فثمن الماء والطاقة المنخفض نسبياً خير دليل على الوقع السلبي لهذه العوامل على فرض التزام الصناعة بترشيد استعمال الموارد، لأنها لا تثبط الادخار فحسب، بل تشجع على التبذير.
وعلى المستوى الماكرو اقتصادي، فإن الصعوبات تظهر عندما تدخل فرص تنفيذ الإنتاج الأنظف في منافسة مع استثمارات أخرى ضرورية مثل تحسين الوقاية أو الرفع من جودة العمليات، عندما لا تتوفر الشركة على موارد خاصة بها تكفي لكل المشاريع. عادة ما تفتقر الشركات –المقاولات الصغرى والمتوسطة شكل خاص– للقدرة على إنجاز تقديرات كاملة بما فيه الكفاية لتكاليفها البيئية.
وقد تتخلى الشركة عن الاستثمار في خيارات الإنتاج الأنظف بصرف النظر عن مردوديته، إذا كانت مضطرة للحصول على التمويل من مصادر خارجية عندما تكون الظروف الاقتصادية غير مواتية، وهي وضعية عادية بالنسبة للقطاعات الإنتاجية.
ويجهل المسؤولون عن الإدارة مصدر المصاريف البيئية التي تتحملها الشركة. وبما أنه لا يتم احتسابها ولا تسجيلها عن طريق تخصيصها للمنتجات الخاصة بها فإن المقاولين يعجزون عن إثبات أن المعالجة في نهاية سلسلة الإنتاج أو التخلص من النفايات له تكلفة أكثر من المنهج الوقائي. هذه المعلومات الاقتصادية تكون غائبة في لحظة اتخاذ القرارات.
هناك أيضاً عائق مالي يتمثل في الموقف المتزمت الذي تتبنه مؤسسات الائتمان الخاصة التي لا يأخذ قرارها عند تمويل مبادرات الإنتاج الأنظف بعين الاعتبار جدوى المشروع بذاتها، وإنما يؤخذ هذا القرار تبعاً للمعطيات الاقتصادية والمالية التي تتوفر عليها الشركة عموماً، والتي قد لا ترقى لمستوى مشروع الإنتاج الأنظف الخاص المزمع إنجازه..
باستثناء بعض الحالات التي تُستعمل فيها أموال دائرة تديرها المؤسسات لتمويل مشاريع الإنتاج الأنظف، فإن الوضع غير مرضٍ تماماً.
خلال السنوات الأخيرة، وبعد الاعتراف بأن تمويل المشاريع يعد أحد الجوانب الحاسمة للتوصل إلى إطار ملائم للإنتاج الأنظف، أولى برنامج الأمم المتحدة للبيئة وعاملين آخرين منخرطين في مجال دعم الإنتاج الأنظف عناية خاصة للبحث عن سبل لحل هذه المشكلة. أضف إلى ذلك أن خبراء الإنتاج الأنظف يبحثون عن الآليات الملائمة التي تسمح بتحبيب هذه الاستثمارات للمؤسسات المالية. وبالرغم من المجهودات المبذولة في هذا الاتجاه فإنه يمكن القول بأنه لم يُعثر على أي نظام لتخطي هذا العائق الكبير.
ليس بإمكان المؤسسات الداعمة للإنتاج الأنظف فعل الكثير على المستوى الماكرو اقتصادي. وعلى العكس من ذلك فإنه بإمكانها أن تساعد المقاولات بواسطة تقديم المعارف الخاصة بالمحاسبة البيئية. ولكي تكون المساعدة فعالة، يجب أن يتقرب التعاون من الأقسام الإدارية أو المحاسبية للمقاولات وأن يقترح وسائلة ثبتت فعاليتها في التقييم التحليلي للتكلفة وتخصيص التكاليف البيئية.
إن انعدام المعلومات يعتبر واحداً من بين العراقيل الرئيسية لتطبيق الإنتاج الأنظف. ومع ذلك، ففي الفترة الراهنة أصبحت تتوفر معلومات كاملة بخصوص الإنتاج الأنظف وقضايا أخرى مثل الوقاية البيئية والنجاعة الإيكولوجية، قد حضرتها بعض المراكز من بينها برنامج الأمم المتحدة للبيئة/شعبة التكنولوجيا والصناعة والاقتصاد ومركز النشاط الإقليمي للإنتاج الأنظف، والتي تشتغل على المستوى الدولي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، على التوالي.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت تتوفر كمية هائلة من المعلومات والموارد والمواد التعليمية التي تتطرق إلى كل المواضيع المتعلقة بالإنتاج الأنظف، سواء على الورق أو على شبكة الإنترنيت: كتب ومنشورات ودراسات لحالات حقيقية في كل القطاعات الصناعية وأدوات لتحسين النشاط المهني (التصميم الإيكولوجي ومناهج الشراء الأخضر والمحاسبة البيئية، الخ.) ودلائل إرشادية بخصوص أنظمة التدبير البيئية، الخ.
وفي حالة هذا الأخير، يمكننا العثور في موقعه على مواد مختلفة تخص تطبيق الإنتاج الأنظف في القطاع الصناعية بهذه المنطقة، من بينها مجموعة من بطاقات "ميدكلين" التي توضح حالات حقيقية لشركات أدخلت تغييرات على أنظمتها الإنتاجية للتقليل من المؤثرات البيئية المقترنة بهذه الأنظمة (في هذا الاتجاه، أنظر البطاقة ميدكلين رقم 6, التي تمثل حالة عامة حول تطبيق الإنتاج الأنظف في صناعة النسيج بتركيا).
وفي الفترة الراهنة، وبفضل البريد الإلكتروني ومنتديات الخبراء، يمكن لمحترفي الإنتاج الأنظف التواصل فيما بينهم من أي نقطة في العالم. وتقدم مواقع المؤسسات المتخصصة الرئيسية في مواقعها على الإنترنيت الموارد المتوفرة وكذلك روابط لبوابات أخرى ذات العلاقة وروابط لأفضل الموارد الموجودة حول الإنتاج الأنظف والوقاية من التلوث.
وبالرغم من أنه يمكن تحميل معظم هذه المعلومات من شبكة الإنترنيت، إلا أن العديد من المقاولات المنتمية للقطاع الصناعي، ولا سيما الصغرى منها والمتوسطة، لا تتوفر على وصلة الإنترنيت. ويوجد هناك عائق آخر يتمثل في فرط تكاثر المعلومات –عديمة الفائدة في بعض الأحيان– والذي قد يثبط عزم المقاولين الذين لا يتوفرون على الكثير من الوقت. وتجدر الإشارة إلى الصعوبة التي تجدها العديد من الشركات في التعامل مع المعلومات المتوفرة لأنها مكتوبة بلغة غير لغتها (أغلب المعلومات موفرة باللغة الإنجليزية) وبالتالي يستحيل على معظم (إن لم نقل على كل) مستخدمي الشركات استعمالها.
قد يكون لمراكز لإنتاج الأنظف والجامعات دور هام جداً في تسهيل نشر هذه المعلومات وفي تهيئ المهنيين. إلا أنه من المعروف –والمؤسف– أن العلاقة الموجودة بين الجامعات والصناعة غير مُرضية تماماً. وحتى في الحالات التي تم التوصل فيها إلى نوع من التعاون بين الجانبين، تبقى المجهودات المبذولة غير كافية لتغطية حاجيات المقاولات. ويمكن للجامعا، بوصفها مراكز لتكوين تقنيي المستقبل الذين سينخرطون في النسيج الإنتاجي، أن يلعبوا دوراً متميزاً في الإنتاج الأنظف من خلال إدماج مبادئها في برامج لنقل المعرفة.
يفترض التطور المستدام تحقيق أهداف في ثلاثة أنظمة: البيولوجي (الإيكولوجي)، الاقتصادي والاجتماعي. ضع في خانة النظام المناسب الأهداف والأغراض النمطية التالية [18].
الأنظمة | الأهداف | الأغراض النمطية |
---|---|---|
بيولوجي (إيكولوجي) | ||
اقتصادي | ||
اجتماعي |
إن الإنتاج الأنظف ملائم وممكن التطبيق في أي مقاولة، بصرف النظر عن حجمها، إلا أن هذه الشركات لا تتوفر على نفس الوسائل لتطبيقه. ويهدف هذا الفصل إلى استعراض للعلاقات بين الإنتاج الأنظف والمقاولة، مع تركيز خاص على المقاولات الصغرى والمتوسطة:
يتم الإنتاج الصناعي في شركات لها خصائص تختلف كثيراً حسب
حتى في الدول الأكثر تصنيعاً توجد شركات ذات بنية ووظائف بسيطة جداً. ومن جانب آخر توجد الشركات الكبرى بمراكزها الإنتاجية المتعددة ومقاولات كثيرة –بصرف النظر عن حجمها– التي تطبق عمليات إنتاج عصرية معقدة إلى حد ما
عادة ما تنتمي عمليات الإنتاج الصناعي الحديثة إلى إحدى الأصناف التالية:
إن النجاعة الإيكولوجية تتوفر على فرص في كافة أنواع الشركات. ففي الواقع تتوفر العديد من المقاولات المشمولة بتسمية المقاولات الصغرى والمتوسطة عادة على قدرة تطبيق تحسينات مجددة لا تتوفر عليها الشركات الكبرى ذات بنية مركزية ضخمة.
المقاولات الصغرى والمتوسطة تتوفر عموماً على خصائص تميزها عن الشركات الكبرى [19]:
ليس للمقاولة الصغرى والمتوسطة تعريف محدد، وإنما تكون خاضعة إلى حد ما للمكان الذي تطبق فيه، أضف إلى ذلك أنها تختلف حسب الزمن، وخصوصاً من حيث العوامل الاقتصادية. ويجب أيضاً التمييز بين المقاولة الصغرى والصغيرة جداً.
إذا اعتمدنا كمرجعية التعريف الحالي للاتحاد الأوربي، فإن المقاولة الصغرى والمتوسطة هي كل مقاولة تتوفر على:
أما المقاولة الصغيرة فتتوفر على:
ويمكن تطبيق تسمية المقاولة الصغيرة جداً على كل مقاولة تتوفر على أقل من 10 مستخدمين
يتعذر تحديد المساهمة النسبية للمقاولات الصغرى والمتوسطة في الأثر البيئي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه من المحتمل أن يكون كبيراً، لأن نسبة 80-90 بالمائة على الأقل من مجموع الشركات تنتمي إلى صنف المقاولات الصغرى والمتوسطة، ومساهمتها في الإنتاج الإجمالي هامة وهي مهيمنة في قطاعات عادة ما تكون ملوثة، مثل النسيج ودباغة الجلود والطباعة وتلبيس السطوح، الخ.
وفي بعض، الدول، أدى توفر الأراضي الصناعية والطلب على منتجات الاستهلاك الرخيصة وتوفر اليد العاملة التي تفتقر إلى أي نوع من التكوين، أدى إلى تشجيع خلق مقاولات صغرى ومتوسطة من مستوى تكنولوجي منخفض بداخل المدن. وقد حظي العديد من هذه الشركات بحماية الحكومة وتسامحها، مما سمح لها بالاستمرار في تدبير شؤونها بطريقة غير فعالة وأقل إنتاجية. وفي هذه ا لحالات، ساهم نمط التنمية إلى في ظهور نقط سوداء للتلوث.
وفي بعض الدول توصلت الصناعة إلى عدم استدامة التطور على الأمد البعيد لهذا النموذج وأقرت بضرورة تفادي أو الحد من التلوث عن طريق فرض إجراءات وقائية وتشجيع تطبيق الإنتاج الأنظف. وبدأت أنماط الإنتاج الاستهلاك في هذه الدول تتحسن ببطء. ويجب أن يكون دور المقاولات الصغرى والمتوسطة مهماً في تحسين الوقع البيئي ليتوافق مع وزنها في مجموع الإنتاج الصناعي.
تمر بعض دول شمال شرق حوض البحر الأبيض المتوسط من عملية إعادة هيكلة اقتصادية نتيجة للإصلاحات السياسية بعد سقوط الشيوعية وبداية عملية التحرير التدريجي للسوق. وقد رافق اندثار التخطيط المركزي إصلاحات قانونية ومؤسساتية وعملية الخصخصة. وأبدت هذه الدول –مع اختلافات في السرعة من دولة إلى أخرى– مستوى التزام اجتماعي عالٍ عن طريق اعتماد تحسينات تكنولوجية تتعايش مع تكنولوجيات عتيقة وملوثة. وفي هذه الوضعية بدأت المقاولات الصغرى والمتوسطة عملية تنمية ومساهمة في الإنتاج الصناعي.
ولتكييف عملياتها مع المعايير البيئية تلجأ كبريات الشركات إلى فريقها الخاص الذي يتوفر على المعارف المعارف والتجارب الكافية في ميدان التدبير البيئي أو تعمد إلى موردها الكافية للاستفادة من الخدمات الخارجية الملائمة لحاجيات المستجدة. وخلاف ذلك، عادة ما تكون للمقاولات الصغرى والمتوسطة نظرة محرفة عن الإنتاج الأنظف وتجد مشاكل في تطبيقه وبالتالي تحويل جزء من الشروط والمعايير إلى عامل إيجابي.
عندما لا تولي المقاولات الصغرى والمتوسطة الاهتمام والموارد الكافية للتدبير البيئي فإن الأعذار التي تقدمها عادة ما تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قلة الوقت، انعدام الأموال أو التكنولوجيا الملائمة. هكذا فإننا عادة ما نسمع أعذاراً مثل أن المستخدمين المتخصصين منهمكون في أشغال أخرى بحيث يتعذر استخدامهم في إيجاد أجوبة استباقية للمتطلبات البيئية، أو أن الموارد المالية تخصص للأولويات أولاً أو أن انعدام المعلومات الضرورية لتصميم إستراتيجية للتغيير. في هذه الحالات يكون السبب المقدَّم مقترناً مع الاعتقاد بأن العامل البيئي ليس له سوى خصائص سلبي بالنسبة للشركة.
ومن جهة أخرى فإن العديد من المقاولات الصغرى والمتوسطة تتوفر على قدرة تجديدية ومرونة للتكييف مع الظروف السائدة تفوق قدرة كبريات الشركات. ويمكن لهذه الشركات الصغرى والمتوسطة أن تستغل الفرصة المتمثل في أن التعقيد الصناعي يتطلب أنظمة إنتاج لا مركزية ومرنة قادرة على التأقلم بسهولة مع موجات التغيير التي تصدرها السوق. ويتوفر الإنتاج الأنظف على المكونات الضرورية لتشكيل منصة إطلاق تستعملها هذه المقاولات لتحقيق إستراتيجية مجددة. وعلى العكس من ذلك، فإن الشركات التي تتوفر على نظرة متزمتة بخصوص القضايا البيئية من المحتمل أن تفوت على نفسها فرصة التحول إلى شركات أكثر تنافسية عن طريق تطبيق إجراءات النجاعة الإيكولوجية والإحراز على مكانة في المستقبل الصناعي.
إن أول حجة تقدمها الشركات لتطبيق تدبير بيئي يشمل الإنتاج الأنظف هو تسهيل تطبيق الشروط والمعايير التشريعية. إلا أنه بينما للإجراءات البيئية الأخرى تكلفة فإن إجراءات الإنتاج الأنظف تبرر نفسها بنفسها لأنها تشكل ربحاً اقتصادياً ملموساً أو ما يمكن أن يشكل تحسيناً للشركة يكون أقل وضوحاً.
إن فرص تطبيق الإنتاج الأنظف عديدة، وخصوصاً عندما تكون الشركات مرغمة على احتساب التكلفة البيئية في تكلفة إنتاجها لأنه يطبق على تلك الشركات شكل من أشكال مبدأ "من يلوث يدفع الثمن" أو لأنه يجب عليها إجراء المعالجات بعض التصنيع أو لأنها مرغبة على دفع مبالغ مالية مقابل خدمات مدبر بيئي يتكلف بالنفايات.
فالأسباب الاقتصادية غالباً ما ترافقها أسباب من نوع آخر مثل ضرورة الحفاظ على سمعة الشركة أو المسؤوليات التي تترتب عن أي ضرر قد يطال الأشخاص أو البيئة بسبب التلوث الذي قد يقترن في رأي الناس بنشاط الشركة.
وخلاصة القول أن الحوافز التي قد تبرر تطبيق الإنتاج الأنظف جد متنوعة ويمكن أن تشمل:
يمكن الإشارة إلى سبب آخر يكتسي أهمية متزايدة لتطبيق برنامج الإنتاج الأنظف في بعض الشركات. عادة ما تورد المقاولات الصغرى والمتوسطة منتجات للشركات الكبرى التي تفرض على مورديها سياسة وتصرفاً صحيحاً من الناحية البيئية وإثبات ذلك، وإلا فسيتم التشطيب على المقاولة الصغرى أو المتوسطة المخالفة من قائمة الموردين. تدريجيا أصبحت المقاولات الصغرى والمتوسطة تجد نفسها مجبرة على اعتماد نظام للتدبير البيئي يتماشى مع رغبة الزبون، يكون جزءاً من سلسلة الإنتاج.
إن التكيف مع بعض شروط الزبائن الصناعيين أو المستهلكين وكذلك إمكانية الظهور بمظهر بيئي لائق يمكن أن تكتسي حالياً نفس الأهمية التي تكتسيها معايير الجودة أو التوريد في الوقت المناسب (JIT). فبنفس الطريقة التي يُطلب بها من المورد التوفر على شهادة الجودة إيزو 9000، كذلك يُمكن أن يُطلب منه شهادة لضمان الجودة البيئية أو التوفر على نظام للتدبير البيئي (الفصل 3) يحتوي بشكل أو بآخر الإنتاج الأنظف.
في مقابل الحوافز المذكورة من قبل، قد يتعين تخطي بعض الصعاب لتطبيق الإنتاج الأنظف. ولتخطي الصعاب المذكورة، يجب التعرف على المشاكل وحلها، وفي الوقت ذاته توضيح مزايا الإنتاج الأنظف. في العديد من دول منطقة البحر الأبيض المتوسط ما زالت توجد العديد من العوائق التي تحول دون تطبيق الإنتاج الأنظف [20].
من بين الصعوبات الرئيسية التي تواجهها بعض الدول نجد صعوبات:
في المجال الماكرو اقتصادي، لا يعترف المشهد الاقتصادي الدولي بالعلاقة المعقدة بين الاقتصاد والبيئة، وهي مسألة ضرورية للتوصل إلى التنمية المستدامة. إن نظام المحاسبة الوطنية الذي تستمد منه المؤشرات الاقتصادية الرئيسية التي تستعمل في تطوير السياسات وقياس نجاعتها لا يأخذ بعين الاعتبار اندثار الموارد الطبيعية ولا تلوث المجال. وعليه فإنه لا يتطرق للتنمية المستدامة ولا يشجع عملية احتساب التكلفة البيئية في تكلفة الإنتاج.
علاوة على ذلك، ما زالت بعض دول منطقة البحر الأبيض المتوسط تقدم الإعانات المالية للطاقة والماء في الصناعة، مثبطة بذلك مجهودات اعتماد تقنيات تهدف إلى ترشيد استعمال الموارد.
إن تطبيق برنامج الإنتاج الأنظف قد يكون أسهل عندما تكون لدينا نظرة دقيقة عن خصائص الشركة التي نريد تطبيقه فيها. ففي مرحلة أولى، وخصوصاً إذا كان تطبيق الإنتاج الأنظف سيتم بتعاون مع مستشار خارجي، فإنه من الأفضل، إلى جانب التوفر على البيانات الخاصة بالشركة (العنوان، المسؤولون، القطاع الصناعي، الحجم، الخ.)، الحصول على مواصفات الصناعة وخصائصها، ولا سيما الجوانب الآتية:
من بين العوامل الأكثر تميزاً بالشركة نجد سياق التعقيد التقني للتصينع، والذي يكون عموماً شديد الارتباط بالقطاع الصناعي المعني. وقد تم اقتراح 10 مجموعات لتصنيف الشركات [21]، إلا أنه يكفي تقليصها إلى أربع مجموعات إذا أردنا التركيز على الإنتاج الأنظف:
عندما تُصنع منتجات مختلفة، من المفيد في تخطيط التقييم معرفة توزيع النسب المائوية للمنتجات المختلفة وترتيب الإنتاج. وربما تكون المشاكل البيئية متمركزة في القليل من المنتجات أو مراحل الإنتاج التي تستحق أكبر قدر من العناية.
للحصول على تحليل شكلي لبنية التنظيم يمكن طرح بعض الأسئلة بخصوص بعض الأبعاد أو المتغيرات الأولية لأي منظمة [21]:
في عمليات التصنيع العصرية يكتسي تقييم درجة التكامل والتبعية لشركة ما في سلسلة الزبون-المورد أهمية فائقة. ويجب معرفة بعض جوانب مستوى التبعية الموجودة بين الأطراف:
توجد هناك طريقتين رئيسيتين للنظر إلى منظمة ما: النظرة الوظيفية و نظرة العمليات.
وترتبط النظرة الوظيفية ببيان تنظيم الشركة. الموارد تنتمي لأقسام الشركة. الوظائف المتخصصة تجتمع في الأقسام التي ترتبط ببعضها البعض من حيث البنية من خلال تراتبية المعلومات. وتهدف البرامج الوظيفية للتحسينات إلى الرفع من نجاعة وفعالية الوظائف الخاصة والأقسام.
أما نظرة العمليات فتركز على العمل بذاته وتحدد عناصر العمل (العمليات) التي يجب تنفيذها لضمان عمل الشركة. هذه النظرة للشركة لها إيجابياتها في العلاقة ما بين المورد والزبون لانها تتوافق مع الشكل الذي يتفاعل به الزبون مع الشركة: التعاقد، ضمان الجودة، استلام المنتجات والخدمات، الدفع وشرط المساعدة بعد البيع. وتتقسم العمليات الأساسية إلى عمليات فرعيةالتي تتقسم بدورها إلى نشاطات . .
أمثلة عن العمليات الفرعية النموذجية للعمليات:
مثال لتحليل الأنشطة تم تطبيقه على عملية شراء المواد:
إن التقسيم الكلاسيكي للعمل أدى بالشركات إلى اعتماد نظام الأقسام. كل قسم وظيفي يساهم في خلق منتج أو خدمة عن بواسطة عمليات يمكن تدبيرها بفصل الواحدة عن الأخرى. إلا أن العديد من النشاطات تخترق حدود الأقسام خلال العمليات أو التدفق بين الأقسام المذكورة. إن أنظمة التدبير الشامل للتكلفة هي السبب وراء هذه النظرة للعمليات لأنها تسمح، على سبيل المثال لا الحصر، بتخصيص التكاليف العامة على أساس علاقة سبب-مسبب (الفصل 4).
العمليات الست التي تعتبر أساسية هي [22]:
لمشاهدة تطور التصرف البيئي لشركة ما من بعض الجوانب المهمة وإيصال هذا التصرف بطريقة سهلة يُنصح باستعمال المؤشرات البيئية [[23]، [24]. وتقدم هذه المؤشرات معلومات بخصوص الحالة الراهنة وتسمح بإنجاز متابعة مقارنة للتحسينات المحصل عليها خلال مدة من الزمن. بالنسبة للكثير من الشركات يكون من الأفضل اعتماد مفهوم تقييم التصرف البيئي الذي تم تطويره من قبل معيار إيزو 14031 [25].
بالنسبة لمنظمة التجارة والتنمية الاقتصادية، فإن المؤشر هو متغير أو قيمة مستمدة من مجموعة من المتغيرات، يشير/يقدم معلومات عن/يشرح حالة ظاهرة/وسط بيئي/قطاع بواسطة مدلول يتعدى نطاق ما هو مقترن مباشرة مع قيمة المتغير [26]. المتغير هو خاصية مُقاسَة أو ملاحظة، كما أن المؤشر هو مجموعة من المتغيرات أو المؤشرات المضافة أو المرجَّحة. والإطار التحليلي المعتمد بكثرة بالنسبة للمؤشرات البيئية هو الضغط-الحالة-الجواب (صورة 1.2).
الصورة 2.1 الإطار الخاص بالمؤشرات البيئية: الضغط-الحالة-الاتستجابة
إن تقييم التصرف البيئي عملية داخلية وأداة تدبير تم تصميمها لتزويد الإدارة بمعلومات موثوقة وممكنة قابلة للمراقبة بهدف تحديد ما إذا كان تصرف الشركة يتماشى مع المعايير المحددة من إدارة الشركة بشكل آني.
ومن وجهة نظر إدارة الشركة تؤدي المؤشرات ثلاثة وظائف رئيسية:
وتخضع فعالية المؤشرات لمدى تحقيقها ل:
وعموماً يتم اعتماد مجموعة –غير مبالغ فيها– من المؤشرات التي تغطي مختلف الجوانب البيئية.
في المعيار إيزو 14001 [27] يتم تحديد الجوانب البيئية مثل عناصر النشاطات أو المنتجات أو الخدمات بشركة ما والتي يمكن أن تتفاعل مع البيئة. ومن أهم هذه الجوانب نجد:
أكدت جامعة لويل على ست جوانب رئيسية للإنتاج المستدام [24] يجب أخذها بعين الاعتبار في اقتراح مجموعة مؤشرات بيئية (انظر حالة الدراسة بالفقرة 12.2):
يرى هاس أن الفرق ما بين وجهة النظر العملية (كيف يمكننا القيام بعمل ما بطريقة أفضل؟) ووجهة النظر الإستراتيجية (كيف يمكننا استعماله للتفوق على المنافسين؟) شاسع جداً [28]. ويجب دائماً الأخذ بعين الاعتبار ثمانية جوانب للإنتاج مترابطة فيما بينها. فالقرارات المتخذة بخصوص هذه الجوانب الثمانية للتصنيع أساسية للوصول إلى التفوق الإستراتيجي. وقد انطلق بيرغلوند [29] من هذه الجوانب الثمانية التي يرى هاس أنها أساسية وأنجز تحليلاً للطريقة التي تؤثر بها الوقاية من التلوث على كل هذه الجوانب:
يجب أن يؤدي إلى منتجات أقل سمومية وأقل مقاومة للزمن وأكثر قابلية على إعادة الدوران أو أسهل في المعالجة. ويجب التركيز على:
خلص كتّاب هذا البرنامج، من خلال تجربتهم في شركة يونيون كاربايد، إلى أن الوقاية في الشركات الصناعية تتم على مراحل:
المرحلة الأولى: تتوجه المجهودات الأولى إلى بدائل أكثر بساطة وضوحاً ومردودية؛ ويدخل فيها الممارسات العملية الجيدة، فصل النفايات، إعادة دوران سهلة من دون علاجات. ويتم التركيز فيها على التشغيل أكثر منه على النظام الملموس وتكون لها نتائج اقتصادية جيدة.
المرحة الثانية: تظهر مشاريع أكثر تعقيداً وتكلفة، غالباً ما تكون مقرونة بتغيير المعدات وتغيير العمليات ومراقبة العمليات. ويمكن أن تشمل إضافة أو تكييف معدات الدعم للمعالجات البسيطة في المصدر، ربما لإعادة تحريك المواد. وعموماً يكون لها مردود استثمار آني أقل وتتطلب تبريراً أكبر.
المرحلة الثالثة وتتوجه إلى النفايات الأصلية (التي تكون ملازمة للشكل الأساسي للعملية الصناعية)، إعادة دوران أكثر تعقيداً، تغييرات أكثر أهمية في المعالجة، تغييرات في المواد الأولية أو العوامل الحفّازة أو إعادة صياغة المنتج. وبما أن المدة التي تستغرقها الاستثمارات للبدء في إعطاء مردوديتها تكون أطول، فإنه من السهل تطبيقها عندما يتم تطوير وحدة أو عملية جديدة.
هناك جانبين لهما أهمية خاصة. الجانب الأول يتعلق بالإدماج الكامل للمصنع؛ أي مصنع قادر على الاستعمال الأقصى لكافة المنتجات والمنتجات الفرعية بداخل نفس المصنع. من السهل التوصل إليه عن طريق توسيع مفهوم سلسلة الزبون-المورد. والجانب الثاني هو سهولة الصيانة وإدخال التعديلات على العملية.
بالإضافة إلى نظام يسمح بتحقيق أمثلية المردودية وتقليل المنتجات الفرعية غير المرغوب فيها، يجب التوصل إلى فرض مراقبة البقايا (أو مدبري البقايا عندما لا تنتهي المسؤولية بتسليم البقايا للمدبر) والحد من مواقف التسيب (التوفر على نظام قوي).
للتوصل إلى إشراك كل المستخدمين، يعتبر من المهم تكوينهم وتدريبهم على التعرف على فرص الوقاية والإخلاص والإشادة بالتحسينات التي يحققونها ومكافئتها.
تعتبر الجوانب الأربعة الآتية بالغة الأهمية:
العلاقات ما بين الزبون والمورد إن الوقاية من النفايات والحد منها يمكن تحقيقها بطريقة أفضل عن طريق علاقة وثيقة ما بين المورد والزبون. وذلك يشمل توريد المعدات والمواد الأولية على حد سواء.
يجب أن يأتي الدعم والالتزام من كل قطاعات الشركة التي يجب أن تكون منظمة بشكل يحفز العمل الجماعي والتفاعل بين كافة المستخدمين. على سبيل المثال، الدور المتميز الذي يلعبه قسم المحاسبة في التعرف على أفضل الفرص واكتشاف فوائد برنامج الوقاية، وهو أمر لا يؤخذ بعين الاعتبار في أغلب الأحيان.
ويقترح بيرغلوند مجموعة من الخصائص لكل قطاع وظيفي وجانب من جوانب التطبيق والنزعات التي لها علاقة بالوقاية (والإنتاج الأنظف) (الجدول 1.2).
القطاع الوظيفي | الخصائص التي لها علاقة بالإنتاج الأنظف | جوانب التطبيق التي تفترضها | النزعات ذات الصلة التي تدخلها الشركة |
---|---|---|---|
تصميم المنتج |
|
|
|
تصميم العملية |
|
|
|
تكوين المصنع |
|
|
|
أنظمة المراقبة والمعلومات |
|
|
|
الموارد البشرية |
|
|
|
البحث والتطوير |
|
|
|
العلاقات بين الموردين والزبائن |
|
|
|
التنظيم |
|
|
|
من بين الشركات التالية، أذكر الشركات التي قد تكون مقاولات صغرى أو متوسطة:
أذكر ما إذا كان الظرف المعبر عنه من المحتمل أن يسهل أو يعقِّد اعتماد الإنتاج الأنظف في شركة من الشركات:
من بين القائمة التالية، ما هي التعابير التي تقترن أكثر مع المفهوم الوظيفي أو نظرة العمليات؟
تقترحVelleva & Ellenbecker [25] مجموعة مكونة من 22 مؤشر أساسي للإنتاج المستدام لهم علاقة بالجوانب الآتية:
صنّف كل واحد من بين المؤشرات 22 التالية بداخل واحد من بين الجوانب الستة المذكورة:
إن منفذ برنامج الإنتاج الأنظف لا يكون عادة متخصصاً في تدبير الشركات، وبالرغم من ذلك، يتعين عليه تحديد الإمكانيات والصعوبات التي قد تظهر خلال إنجاز التقييم. وعندما يشتغل مع المقاولات الصغرى والمتوسطة فإنه لا يحتاج إلى الولوج إلى نظريات متطورة في تدبير المقاولات، إلا أنه يجب عليه التمرن حتى يتمكن من التعرف على الخصائص المميزة للصناعة التي يرغب تطبيق الإنتاج الأنظف فيها.
وحتى يتسنى له التمرن على الإنتاج الأنظف، من الأمثل له أن يلجأ إلى إحدى الشركات الصناعية القريبة وإنجاز قائمة للبيانات العادية والخصائص المميزة لها، مثل:
خلال تقييم تكنولوجي متقدم لشركة ما، قد تكتسي المعلومات التالية أهمية خاصة:
في إطار تنمية مستدامة، تم دعم العديد من طرائق البحث عن تحسينات لها علاقة بالنجاعة الإيكولوجية والإنتاج الأنظف. وبعض هذه الطرائق موجه إلى التفكير أو إلى الاستعمال كمؤشرات تدل على مدى (عدم) استدامة التنمية (تدفق المواد، المعامل 4، البصمة الأيكولوجية، الخ.)، وبعضها الآخر تتمثل في استراتيجية تهدف إلى تقديم التوجيه بهدف استعمال الموارد بشكل أفضل، بدءا بتخطيط الأنظمة والمنتجات ونتهاءا باتخاذ القرارات، سواء من قبل الصانع أو من وجهة نظر المستهلك (الإيكولوجيا الصناعية، التصميم الإيكولوجي، تحليل دورة الحياة، الخ.). ويمكن لهذه العناصر الأخيرة أن تجد فضاء لها بداخل الإطار العام لنظام للتدبير البيئي الذي يُفترض أن يكون لكل شركة [30]، [31].
ويتمثل هدف هذا الفصل في:
إن نظام التدبير البيئي (الإطار 1.3) هو شكل منهجي ومخطط لتدبير الجوانب البيئية للشركات. ويمكن أن يكون نظام التدبير البيئي خاصاً بالشركة أو مكيفاً مع المعاير الدولية.
خلال عقد التسعينيات، تم توحيد تطبيق أنظمة التدبير البيئي إثر وضع مجموعة من المعايير الدولية للتدبير البيئي، من إصدار المنظمة الدولية لتوحيد المعايير (ISO)، والتي تم تجميعها تحت تسمية إيزو 14000 [32]. والهدف من هذه المعايير هو دعم التدبير البيئي بالشركات بطريقة تشبه تدبير الجودة التي تنظمها معايير إيزو 9000.
وفي سنة 1996، تم صدر أول صيغة لمعايير إيزو 14000. ويحدد معيار إيزو 14001 الشروط الضرورية التي يجب أن يتوفر عليها نظام التدبير البيئي لصياغة سياسة وأهداف معينة، مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط القانونية والمعلومات الخاصة بالآثار البيئية الهامة، إلا أنه المعيار المذكور لم يحدد الإجراءات الواجب اتخذها.
ويمكن تطبيق هذا المعيار الدولي من قبل أية منظمة ترغب في تطبيق وتحيين وتحسين أنظمة التدبير البيئي.
مجموعة معايير إيزو 14000 الخاصة بالتدبير البيئي | |
---|---|
إيزو 14001 | أنظمة التدبير البيئي: خصائص وضوابط تطبيقها. |
إيزو 14004 | أنظمة التدبير البيئي. الضوابط العامة الخاصة بالمبادئ والأنظمة وتقنيات الدعم. |
إيزو 14010 | ضوابط المراقبة البيئية. المبادئ العامة. |
إيزو 14011 | ضوابط المراجعة البيئية. إجراءات المراجعة. مراجعة أنظمة التدبري البيئي. |
إيزو 14012 | ضوابط المراجعة البيئية. معايير تأهيل المراجعين البيئيين. |
إيزو 14031 | التدبير البيئي. تقييم التصرف البيئي. الضوابط. |
إيزو 14041 | التدبير البيئي. تحليل دورة الحياة. تعريف الهدف ومجال الجرد وتحليله. |
إيزو 14050 | التدبير البيئي. معجم. |
مراحل تطبيق معيار إيزو 14000 هي:
يفرض المعيار على المؤسسة تحديد سياسة بيئية تكون مدعومة ومعتمدة من قبل أعلى المستويات الإدارية، تكون في علم مستخدمي المؤسسة وكافة الأطراف المعنية.
تشمل السياسة البيئية الالتزام بالتحسين المستمر والوقاية من التلوث، وكذلك الالتزام باحترام كافة التشريعات والقوانين البيئية المعمول بها.
لا يشتمل المعيار إيزو 14000 صراحة على مراجعة أولية، إلا أنه عادة ما يتم إنجازها لكي يتم اتخاذ قرارات بخصوص جدوى تحسين عملية ونسب الجريان في دورة مغلقة أو إعادة التدوير الداخلي أو الخارجي. وعلى هذا الأساس فإن مرحلة التخطيط تشمل:
في هذه المرحلة يجب تحديد بنية نظام التدبير البيئي ومسؤولياته.
ومن بين الدعائم الأساسية للعمل الجيد لنظام التدبير البيئي هناك مسألة التوفر على تواصل سلس، وكذلك تحسيس وتكوين كل مستخدمي المؤسسة.
ويجب تطوير آليات لتحيين التواصل بداخل مستويات الشركة ووظائفها، واستقبال وتوثيق والإجابة على مراسلات الأطراف المعنية.
وكذلك يجب توثيق كل النظام والتعرف على كل العمليات والأنشطة المقترنة بالجوانب البيئية الهامة بهدف وضع المراقبة الضرورية للعمليات.
وأخيراً، في هذه العملية يجب وضع وتحيين خطط الطوارئ والقدرة على الرد بهدف الوقاية والحد من الآثار البيئية التي قد تكون مقترنة بهذه الخطط.
بعد وضع النظام يتعين على المؤسسة تحديد الآليات الخاصة بمتابعة وقياس العمليات والأنشطة التي قد يكون لها أثر هام على البيئة.
ويجب على المؤسسة وضع وتحيين الآليات التي تحدد المسؤولية والسلطة من أجل مراقبة والتحقيق بخصوص أية خروقات، وذلك عن طريق العمل الهادف إلى الحد من التأثيرات واتخاذ التدابير التصحيحية والوقائية اللازمة.
وأخيراً، يجب على المؤسسة وضع وتحيين برامج وآليات تهدف إلى إنجاز مراجعات داخلية لنظام التدبير البيئي بصفة دورية.
يجب أن تراجع الإدارة العليا للمؤسسة نظام التدبير البيئي في فترات محددة وكافية لضمان ملائمته ونجاعته. وتختلف أهمية هذه المراجعة حسب المعارف المتوفرة عن إمكانيات التحسين قبل مرحلة التخطيط. وقد يعني ذلك إعادة تحديد الأهداف أو تغيير السياسة (إذا اقتضى الأمر) و/أو تغيير الوثائق.
عملت معظم الدول المتوسطية على الجمع بين الإنتاج الأنظف ونشر نظام التدبير البيئي. وقد اعتمدت العديد من الصناعات تطبيق إيزو 14001 للحصول على الاعتراف بالالتزام بالبيئة المصرَّح به. وتساهم غرف التجارة، بفضل قدرتها على النشر، في اعتماد هذه المعايير من قبل تلك الدول.
مع بعض الاستثناءات يكون تطبيق معايير إيزو 14000 مرتبطاً بالمصلحة المتمثلة في الحصول التدريجي على البطاقات الإيكولوجية التي تشهد بالجودة البيئية للمنتجات. وإذا أخذنا بعين الاعتبار هذا الهدف، فإنه يجب تقييم معيار إيزو 14041 لتحليل دورة الحياة على أنه واحد من بين الأدوات الأكثر ملائمة لتسهيل الولوج إلى التجارة الدولية، بما فيها التجارة في إطار منطقة البحر الأيبض المتوسط.
إن إيزو 14000 معيار موحد لنظام التدبير البيئي، إلا أنه ليس معياراً موحداً يضمن الجودة البيئية. ويتمثل هدفه في توريد إطار عام لتنظيم الأشغال الضرورية لتدبير بيئي فعال، إلا أنه لا يحفز على الذهاب أبعد من احترام التشريعات ولا يميز بين ما إذا كان يحقق ذلك عن طريق الوقاية أو العلاجات [33]. ولهذه الأسباب، وبالرغم من أنه يتعين على كل شركة أن تتوفر على نظام للتدبير اليبئي وأن الاعتماد الطوعي لمعيار إيزو 14000 يجب أن يُنظر إليه على أنه خطوة متميزة إلى الأمام، فإن الإنتاج الأنظف يشكل تكملة جيدة لضمان الجودة البيئية في تصرف الشركات.
يجوز لدول الاتحاد الأوربي اختيار خطة التدبير والمراقبة البيئية، وهي نظام للتدبير والمراقبة الإيكولوجية،وهي مسألة لا يفرضها معيار إيزو 14000. وقد تمت المصادقة على الصيغة الأولى ل خطة التدبير والمراقبة البيئية من قبل مجلس الاتحاد الأوربي في شكل نظام رقم 1836/93 (Ecomanagement and Audit Scheme). من منظور خطة التدبير والمراقبة البيئية، إن نظام التدبير البيئي هي "ذلك الجزء من النظام العام للتدبير الذي يشمل البنية التنظيمية والمسؤوليات والممارسات والمناهج والعمليات والموارد لتحديد السياسة البيئية وتنفيذها".
خطة التدبير والمراقبة البيئية هي نظام للتدبير والمراجعة البيئية يسمح بالمساهمة الطوعية للشركات التي تمارس نشاطات صناعية بهدف تقييم وتحسين نتائج نشاطاتها فيما يتعلق بالبيئة. وبعد اعتماد الشركة لها يتعين عليها إنجاز تقييم بيئي أولي (اختياري في حالة معيار إيزو 14000) ونشر "إعلان بيئي" والمرور من عملية مراجعة (شهادة في حالة معيار إيزو 14000) تنجزها مؤسسة معتمدة.
في سنة 2001 نشر الاتحاد الأوربي مراجعة للنص الأولي تحت تسمية خطة التدبير والمراقبة البيئية II [34]. وتنص الصيغة الجديدة لخطة التدبير والمراقبة البيئية II للتنظيم الأوربي CE 761/2001 الذي يسمح للمؤسسات بالانخراط بصفة طوعية في نظام مشترك للتدبير والمراقبة البيئية، تنص على أن أنظمة التدبير البيئي سوف تطبق بمقتضى شروط إيزو 14001. ويتيعن على الشركات الحاملة لشهادة إيزو 14001 والتي ترغب في الانخراط في خطة التدبير والمراقبة البيئية أن تأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
تفرض خطة التدبير والمراقبة البيئية إجراء تحليل أولي للأنشطة والمنتجات والخدمات بهدف تحديد الجوانب البيئية كأساس لوضع نظام للدبير البيئ للمؤسسة. ويكفي أن تأخذ الشركات الحاملة لشهادة إيزو 14001 بعين الاعتبار الجوانب البيئية المنصوص عليها في الملحق السادس من نظام خطة التدبير والمراقبة البيئية.
تفرض خطة التدبير والمراقبة البيئية احترام التشريعات البيئية. وسيستشير الجهاز المختص في النظر في تقييد المؤسسات في السجل السلطة البيئية بخصوص احترام المؤسسة صاحبة الطلب للتشريعات البيئية.
هذا الشرط الخاص بشفافية المؤسسة تجاه الجمهور يتجسد أساساً في إنجاز إعلان بيئي. ويشكل الإعلان البيئي أداة للتواصل والحوار مع الجمهور والأطراف الأخرى المعنية بخصوص التصرف البيئي للمؤسسة وتحسينها المستمر.
يتعين على المؤسسة إشراك المستخدمين في التحسين المستمر للتصرف البيئي، على سبيل المثال من خلال مجلس للبيئة أو صندوق المقترحات، الخ.
إن السياسة البيئية هي الأداة الأساسية للإخبار العمومي عن أولويات المؤسسة ونواياها البيئية ويجب أن تكون مكتوبة ومعتمدة من قبل أعلى مستويات الشركة. بعد ذلك، ستطور المؤسسة تقريرات وستنجز تقييماً منهجياً ودورياً وموضوعياً لنظام التدبير البيئي من خلال استعمال مؤشرات بيئية تسمح بالمقارنة السنوية لتطور تصرفها البيئي.
يبدأ نظام التدبير البيئي بالإعلان عن سياسة بيئية للمؤسسة، وينبغي أن يشمل هذا الإعلان، على الأقل، الالتزام باحترام كافة التشريعات المعمول بها والتحسين المستمر لتدبيرها البيئي. ويفترض نظام التدبير البيئي عملاً تدريجياً ومتواصلاً في أربع مراحل: التخطيط، العمل، المراقبة والمراجعة. وعادة ما يتم مقارنته بعجلة ديمنغ التي تحسن تدريجياً التصرف البيئي على الأمد البعيد عن طريق النشاط الدوري. ومن الضروري أن تكون الأهداف المحددة في نظام التدبير البيئي قابلة للقياس قدر الإمكان.
للتوصل إلى تطبيق التدبير البيئي بشكل أكثر فعالية ونجاعة، من الضروري أيضاً إدماج التدبير البيئي كجزء (غير مستقل) من النظام الأشمل لتدبير المقاولة.
فعادة ما تبدي المقاولات الصغرى والمتوسطة بعض التحفظ في تطبيق نظم جديدة بسبب اعتقادها أن ذلك سوف يعرقل نشاطها الأولي المتمثل في الإنتاج. وفي بعض الأحيان، وحده ضغط زبون رئيسي في سلسلة المورد-الزبون يؤدي بالمورد إلى اعتماد نظام تدبير بيئي. وفي أحيان أخرى تكون تكلفة المعالجات التي ترتفع باستمرار الدافع وراء بحث الشركات عن تقليل التيارات المتبقية لكونها الإمكانية الوحيدة لادخار الأموال، وبالتالي السير قدماً نحو التصرف البيئي الصحيح.
وبما أن معظم التحسينات البيئية تتحقق عن طريق الممارسات البيئية الحميدة، فإن اعتمادها قد يؤدي بالشركة إلى الاقتناع بتطبيق الإنتاج الأنظف بمفهوم أوسع. وستساعد التجربة المحصل عليها في الأخير إلى التفكير في أن وضع نظام التدبير البيئي سوف لن يشكل إجراءاً عسيراً بالنسبة للشركة.
وكنتيجة للتوصية الخاصة بالمراقبة المدمجة للوقاية البيئية (IPPC)، نشر الاتحاد الأوربي مجموعة من الوثائق المرجعية [35] التي تصف أفضل التقنيات المتوفرة بالنسبة للقطاعات الصناعية المختلفة. وأفضل التقنيات المتوفرة هي مجموعة من التقنيات والنشاطات والعمليات ومناهج العمل التي تم تطويرها واعتمادها على المستوى الصناعي، تم تصميمها بشكل يمكن تطبيقها في سياق صناعي معين لتفادي أو – إذا تعذر ذلك– لتقليص الانبعاثات إلى الحد الأدنى، في ظروف اقتصادية ممكنة بالنسبة للشركة.
وتشمل العملية المتكررة التي يتم من خلالها تحرير مجموعة الوثائق المرجعية المراحل التالية:
بما أن انتقاء أفضل التكنولوجيات المتوفرة يجب أن يتم مقابل تكلفة غير مفرطة، فإن تقترن بطريقة مباشرة من الناحية الوقائية بالإنتاج الأنظف. وبما أن الجانب الاقتصادي يجب ألا يقطع التنافسية فإن أفضل التكنولوجيات المتوفرة يمكن أن تكون مفيدة كوثائق مرجعية في نفس مستوى المنشورات القطاعية لوكالة الحماية البيئية للولايات المتحدة الأمريكية أو أية وكالات أخرى بالدول الأوربية التي تُنجز بشكل مستقل (الوكالة الحكومية للبيئة وترشيد الطاقة بفرنسا ومركز المقاولة والبيئة بكتالونيا والشركة العمومية للتدبير البيئي بإقليم الباسك وإنفيرونوايز بالمملكة المتحدة، الخ.).
تعد المراجعة البيئية مكونا أساسياً من مكونات نظام التدبير البيئي. وتشمل تقييماً مهنجياً وموثقاً ودوريا وموضوعياً للتأكد من أن المؤسسة والتدبير والمعدات البيئية تشتغل على أحسن وجه وأنه يُهدف منها –في حالة خطة التدبير والمراقبة البيئية على سبيل المثال– التأكد مما يلي:
إن مفهوم المراجعة البيئية للشركات الصناعية كان موضوع العديد من النقاشات في نهاية عقد الثمانينيات إلى حد كبير بسبب انعدام الشفافية التي طبعت تطبيق البرامج التطوعية (مثل الصيغ المحلية للبرنامج الدولي العناية المسؤولة). وفي غياب أي موقف دولي بخصوص محتوى مفهوم المراجعة (كان مفهوم المراجعات البيئية يُستعمل بطريقة غير لائقة، لأن الأمر كان يتعلق بالتقييمات، ومن جهة أخرى لم تكن هناك رغبة في تحويل المراجعات إلى تفتيشات) ومسؤولية المراجعات والمنهجية الواجب اتباعها، اتخذت الغرفة الدولية للتجارة موقفاً في سنة 1989 بإصدار دليل أساسي [36] للمراجعة البيئية والتعريف ببعض العناصر الأساسية. ولم تتطرق هذه العناصر إلى الكيفية الصحيحة التي يجب اتباعها في الشركات، وإنما الكيفية الصحيحة الواجب اتباعها في إنجاز المراجعة للتمكن من الحكم بموضوعية على تصرف شركة ما.
وفيما يلي قائمة العناصر الأساسية للمراجعة البيئية للغرفة الدولية للتجارة:
تم تطوير مفهوم الأيض الصناعي [37] على أساس الشبه بين الأجسام الحية والأنشطة الصناعية ويمكن تعريفه بأنه مجموعة متكاملة وكاملة من العمليات الفيزيائية التي تحوّل المواد الأولية والطاقة زائد العمل إلى منتجات منتهية وتيارات متبقية في ظروف ثابتة نسبياً. ويتصرف النظام الاقتصادي كآلية منظمة للأيض عن طريق آلية الأسعار. ويمكن تطوير المدى المحدود للوظيفة الأيضية بإدخال وظائف أخرى إلى أن يُحصّل على مفهوم الإيكولوجيا الصناعية.
ويرتكز مفهوم الإيكولوجيا الصناعية على الشبه الموجود بين الأنظمة الإيكولوجية الطبيعية والأنظمة الصناعية. وفي السلسلة الغذائية للأنظمة البيولوجية، تكون بعض الأجسام مصدر تغذية لأجسام أخرى وعموماً يمكن استعمال النفايات التي ينتجها جسم معين كمصدر للمواد والطاقة لجسم آخر. فالمجتمع الإيكولوجي الناضج يتصرف كنظام لتقليل التيارات المتبقية. علاوة على ذلك، فإن العمليات والأنظمة الصناعية تتفاعل فيما بينها. فالتيارات المتبقية لبعض العمليات يمكن استعمالها كغذاء لعمليات أخرى. ويمكن لدراسة تدفق المواد بداخل نظام صناعية أن تكشف لنا عن فرص لإعادة التدوير أو إعادة استعمال المواد.
فالإيكولوجية الصناعية تبحث عن توازن شامل بين كل النشاطات، بدءاً بالتأمل في دورة حياة المنتجات وأنظمة الإنتاج. إن المفهوم المركزي للإيكولوجيا الصناعية هو تطور النظام الصناعي من خلال نظام خطي غير مستدام إلى نظام دوري للتوصل إلى التوازن [38]. ويمكن للإنتاج الأنظف أن يكون مشمولاً بالإيكولوجيا الصناعية كعنصر آخر لتنمية إنتاج واستهلاك مستدامين.
الصورة 2.3 الانتقال من النظام الخطي غير المستدام إلى نظام دوري
بعض الأمثلة تشمل الأنظمة الصناعية الرئيفة بالبيئة بالمجمع البيئي لكالوندبورغ بالدانمارك [39] أو النظام المغلق لدعم الحياة للوكالة الفضائية الأمريكية المقترح للإقامة في الفضاء.
الصورة 3.3 المجمع البيئي لكالوندبورغ (الدانمارك)
الصورة 4.3 النظام المغلق لدعم الحياة للوكالة الفضائية الأمريكية
ويوجد مثال خاص لتطبيق مفهوم الإيكولوجيا الصناعية يتمثل في إعادة إدخال مصل اللبن المتبقى من صناعة المنتجات اللبنية في الدورة الغذائية، بالطريقة التي تصفها البطاقة ميدكلين رقم 40 (مصر)
ومن وجهة نظر الإيكولوجيا الصناعية صدر انتقاد يتمثل في كون الإنتاج الأنظف محدود من جانبين [40]. ويتمثل الجانب الأول في كونه موجه لأنظمة الإنتاج الموجودة. والثاني في أن عمله يقتصر على الفرص التي تحسن التنافسية وتقلل من الأثر البيئي في الوقت ذاته (بالرغم من أن فائدة الإنتاج الأنظف تكمن هنالك بالضبط، مما يجعل الإنتاج الأنظف يحظى برضا رجال الصناعة). وترغب الإيكولوجيا الصناعية في تخطي هذا القصور عن طريق توجيه عملها نحو أي مجال من نظام الإنتاج، بما فيها التصميم الأولي للمنتجات والعمليات والخدمات، وكذلك كل الآثار البيئية، بما فيها تلك التي لا تذر أية أرباح اقتصادية.
كانت أنظمة الإنتاج الموجودة الهم الرئيسي للإنتاج الأنظف خلال العقد الأول من تطبيقه، بالرغم من أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة –على سبيل المثال لا الحصر– قام خلال هذه الفترة بإدخال المنتجات صراحة في تعريفه. بينما كان التصميم الإيكولوجي يتطور باستقلال وكانت مجهوداته تنصبّ خصوصاً على التلفيف ومواد الاستهلاك.
يدمج التصميم الإيكولوجي (والتصميم من أجل البيئة بالولايات المتحدة) الوقاية من التأثيرات البيئية المقترنة بالمنتج في مرحلة التصميم. ويشمل كذلك استراتيجية ذات قمية إضافية قصوى للمنتجات، تشكل جزءاً من مفهوم أوسع للنجاعة البيئية ويمكن أن يُفهم على أنه جانب من الإنتاج الأنظف مطبَّق على المنتجات المنتجات [41] بما ينطوي عليه من عوائق وحوافز التطبيق [42] .
تعطي البطاقة ميدكلين رقم 8الخاصة بالحد من استعمال كارطون التلفيف عن طريق التصميم الإيكولوجي (مالطا)، تعطي مثالاً ملائماً للتصميم الإيكولوجي.
التصميم الإيكولوجي
لم يحظى تصميم المصانع بنفس العناية من قبل المؤسسات العمومية، إلا أن المهندسون والصانعون أنفسهم أحرزوا تقدماً في إدماج التحسينات البيئية، إلا جانب تطبيق الإجراءات الوقاية، للحد من كافة أنواع الأخطار [43].
وتم تطوير العديد من التقنيات في المنهجية الخاصة بالتصميم الإيكولوجي. إن مصفوفة مِيتْ (الجدول 5.3) ودائرة استراتيجيات التصميم الإيكولوجي (الصورة 6.3) هما مثالين عن الأدوات المستعملة لتتحليل المنتجات الموجودة وتقييم التحسينات [44].
إن مصفوفة مِيتْ أداة وصفية للقيام بتحليل وظيفي للخصائص البيئية لمنتج ما. بالنسب لكل مرحلة من مراحل دورة حياة المنتج (بدءا بإنتاج المواد الأولية وانهاءا بالتخلص النهائي من المنتج) يتم إدخال التأثيرات البيئية مجمعة تحت ثلاث مفاهيم: دورة المواد واستعمال الطاقة والانبعاثات السامة.
وتسمح دائرة الاستراتيجيات باستعراض المجالات الرئيسية التي يُتوقع تحسين المنتج من خلالها، عن طريق تنقيط التوصيف من 0 إلى 5.
دورة المواد |
استعمال الطاقة |
الانبعاثات السامة |
||
---|---|---|---|---|
الإنتاج والتوريد الخارجي للمواد والمكونات |
|
|
|
|
الإنتاج الداخلي |
|
|
||
التوزيع |
|
|||
الاستعمال |
التشغيل * |
|
|
|
الخدمة |
|
|
||
نهاية دورة حياة النظام |
الاستعادة |
|
||
التخلص |
|
|||
(*) القيم المحتسبة بالنسبة لاستهلاك 4 أكواب من القهوة يومياً لأربعين شخصاً خلال 10 |
الصورة 6.3 دائرة استراتيجية التصميم الإيكولوجي
بالنسبة لمؤسسة علم السموم البيئي والكيمياء، يمثل تحليل دورة الحياة [45] طريقة لتقييم العواقب البيئية لمنتج أو عملية أو نشاط ما "من المهد إلى اللحد". وقد نشرت مؤسسة علم السموم البيئي والكيمياء في سنة 1993 مدونة للممارسات الجيدة بمثابة منهجية معيارية لتحليل دورة الحياة. وفي سنة 1994، عملت توصية البرلمان الأوربي 94/62/CEE الخاصة بالتلفيف وبقايا التلفيف، على دعم مفهوم تحليل دورة الحياة كأداة للتحليل. بعد ذلك، وبداخل مجموعة إيزو 14040، تم تشكيل منهجية دولية لتحليل دورة الحياة.
ويستمد تحليل دورة الحياة، شأنه في ذلك شأن مفاهيم أخرى، من الدراسات الخاصة بالطاقة خلال عقد السبعينيات إثر أزمة البترول. وكانت أول الدراسات التي اعتمدت مكونات تحليل دورة الحياة تتم عن طريق تحليل الموارد المستهلكة وإضافة الآثار البيئية لتصنيع بعض مواد التعبئة والتلفيف. بعد ذلك، أنتهت هذه الدراسات إلى تحليل دروة الحياة.
وتتكون منهجية دورة الحياة من ثلاثة عناصر رئيسية تطورت إلى أن أفضت إلى المعيارة إيزو 14040 الحالي:
من بين عناصر التفكير البيئي يكتسي المعامل 4 [46] أهمية خاصة نظراً لعلاقته بأهداف الإنتاج الأنظف. ويعني المعامل 4 أن كمية الثروة التي يمكن استخراجها من أي وحدة من وحدات الموارد الطبيعية يمكن أن تُضرب في أربعة. وإذا نحن قمنا بتحسين الإنتاجية عن طريق ضربها بهذا المعامل، يمكننا أن نعيش حياة أفضل بضعفين واستهلاك نصف الموارد فقط. وفي الفترة الراهنة يحول دون ذلك مشكل عدم النجاعة في استعمال الموارد والذي يجب تصحيحه. ويتعلق الأمر أساساً بحواجز ثقافية تمنع من السير قدماً نحو تحسين النجاعة في استعمال الموارد. ويكمن مفتاح تحسين النجاعة البيئية في التجديد التكنولوجي وتعميمه وفي المؤسسات التي يجب أن تدعم هذا التجديد.
وكمثال على انعدام النجاعة في الإنتاج والاستهلاك نجد دراسة أنجزتها أكاديمية الولايات المتحدة للهندسة التي كشفت عن أن ما يقرب من 93 بالمائة من المواد التي تُستهلك في البداية لا تجد طريقها إلى المنتج النهائي المعروض للبيع، أو أن نسبة 80 بالمائة من المنتجات يتم رفضها بعد استعمالها لمرة واحدة.
إن الحواجز الثقافية تشمل، على الصعيد العالمي، ما يلي:
من الصعب العثور على مقاولات صغرى ومتوسطة تتصرف –بالقدر الكافي– بموجب استراتيجيات بيئية متناسقة، حتى في كندا التي تعد بلداً متقدماً من الناحية البيئية. وبالرغم من أن معيار إيزو 14001 يمكن اعتباره واحداً من مؤشرات التوعية البيئية، إلا أنه في العديد من الدول لا يعكس إلا وضع الشركات متعددة الجنسية وفروعها. هذه بعض الخلاصات التي أفضت إليها دراسة اعتمدت على عنية من 386 شركة صغرى ومتوسطة ذات نوع من الوعي البيئي، موزعة على أربعة قطاعات: الطبع، الخشب، المعادن والكهرباء/الإليكترونيك [47]. وقد استنتج الكتاب أنه لتطبيق التصميم الذي يعتمد على دورة الحياة بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، يتم اتباع منحنى تعلّم من خمس مراحل (الصورة 7.3).
خلال المرحلة (I)، تصبح المقاولة على وعي بضرورة الحد من المشاركة في المشكلة البيئية لإنتاجها وتعتمد بعض الإجراءات الإيجابية. وهذه المرحلة يطبعها الارتجال أكثر من المقاربة المنهجية. ويمكن نعت التدابير المتخذة بأنها تفاعلية وهي علاجات بعد التصنيع.
وفي المرحلة (II)، يمكن اعتبار تطبيق إيزو 9000 كمرحلة مسبقة مفيدة لتطبيق إيزو 14000 فيما بعد، بالرغم من أن الهدف المنشود من خلال إيزو 9000 هو تشكيل نظام لجودة المنتج وتحقيق رغبات الزبائن.
إن التجربة المحصل عليها من خلال المرحلة السابقة تسهل اعتماد معيار إيزو 14001 في المرحلة (III) بطريقة أسرع وأرخص من المرحلة (II). وتدخل في إطارها مشابهات من قبيل مفهوم "صفر عيوب" الذي يحوّل إلى "صفر نفايات".
في المرحلة (IV) يبدأ تدبير المنتج على أساس دورة الحياة. وهذا يعني الدخول في مستوى تدبير أكثر تعقيداً يشمل نطاقاً أوسع من المبادرات البيئية.
وسيأخذنا هذا التطور إلى المرحلة (V)، التي يعرفها الكتاب على أنها الخطوة التي تقود إلى التصريح البيئي للمنتج (الذي يرتكز على معيار إيزو 14025 و مجموعة إيزو 14040 للمقارنة بين المنتجات بطريقة موضوعية وقابلة للمراقبة) وفي الوقت ذاته إلى التنمية المستدامة. وقد تشكل كذلك أداة ثمينة للتسويق، من شأنها ن تضفي على المنتج الذي يحصل عليها مزايا تنافسية.
الصورة 7.3 منحنى التعلّم في خمس مراحل
إن تقييم المسافة المقطوعة يمكن أن يتم وفق أربعة مؤشرات مختلطة للمستوى المحصل عليه:
هذه هي بعض مستنتجات الأشخاص الذين أنجزوا الدراسة:
من بين القطاعات الأربعة التي تمت دراستها:
أجب بنعم أو لا:
اربط المفاهيم الآتية بالإنتاج الأنظف أو بالإيكولوجيا الصناعية
لكي تكون إدارة المقاولة مقتنعة بمضوعية بفائدة الاستثمار في الإنتاج الأنظف يجب أن تتوفر على نظرة اقتصادية صحيحة للتكاليف الضرورية لإصدار التيارات المتبقية ويجب عليها أن تكون قادرة على ملاحظة الكيفية التي يساعدها بها تطبيق تدابير النجاعة الإيكولوجية على تقليص هذه التكاليف وجعلها أكثر تنافسية. يُهدف من الإنتاج الأنظف تحقيق ربح متزامن مع العاملين الاقتصادي والبيئي. ومع ذلك، فإن العديد من رجال الأعمال –وذلك بسبب انعدام البراهين المحاسبية– يفترضون أن الربح في جانب من هاذين الجانبين دائماً يؤثر سلبياً على الربح في الجانب الآخر.
وفي هذا الفصل تتم مراجعة:
إن المحاسبة البيئية عملية تتمثل في تحديد وجمع وتحليل المعلومات البيئية التي تقدم الدعم الموضوعي للتدبير واتخاذ القرارات، سواء لتحسين التدبير الحالي أو لتخطيط وتطبيق تدابير بيئية أخرى.
إن التحليل الاقتصادي لمختلف خيارات الإنتاج الأنظف يفترض تجميع كل التكاليف والأرباح التي تُنتظر من المشروع (الجدولان 1.4/2.4). هذا التحليل يعتبر جزءا من المعلومات الضرورية لتقرير الخيار الأكثر فائدة، كما يجري عادة عندما تُقارن الفوائد الاقتصادية لمشاريع مختلفة ينافس بعضها البعض.
الجدولان 4.1/4.2 جرد التكاليف/الأرباح المتوقعة من مشاريع الإنتاج الأنظف
الاستثمارات | |||
---|---|---|---|
|
|
|
|
تكلفة/أرباح التشغيل | |||
---|---|---|---|
|
|
|
|
النجاعة البيئية في الإنتاج تعني أخذ الجوانب البيئية والاقتصادية بعين الاعتبار في التحليل واتخاذ القرارات. ولتوضيح فوائد تطبيق النجاعة البيئية في إطار برنامج الإنتاج الأنظف، يكون أول شرط هو اعتماد محاسبة بيئية تسمح بالحصول على فكرة واضحة للتكاليف البيئية التي تتحملها الشركة في الحاضر ومصدرها.
وعادة ما تكون الفكرة التي تكون للشركة عن التكاليف البيئية غير كافية لاتخاذ القرارات بخصوص التغييرات التي من الممكن إجراؤها. إن النظام المحاسبي الكلاسيكي عموماً لا يعطي نظرة كافية عن مصدر التكاليف البيئية وعن الأرقام الإجمالية لنشاط معين.
وللتمكن من اتخاذ قرارات واعية يجب اللجوء إلى نظام تحليلي للتكاليف [48]. لهذا فإنه يُقال أن الشخص القادر على المساهمة بشكل حاسم في الوقاية وإنجاح الإنتاج الأنظف هو المحاسب، بالرغم من أن هذه الفكرة قد تفاجئ بعض الناس [49].
ولكي يبرهن الإنتاج الأنظف على نجاعته الاقتصادية الحقيقية فإنه يتعين إدماج كل التكاليف الأخرى التي قد يتم تحملها في حالة عدم تطبيق الإنتاج الأنظف ضمن التكاليف المباشرة، مثال الجزء الخاص بالتكاليف المسجلة كتكاليف غير مباشرة والتكاليف غير الملموسة، الخ. على سبيل المثال يمكن للشركة أن تقرر دفع ثمن التخلص من النفايات السامة في مقلب الزبالة عوض الحد من إصدارها أو حذفها فقط لأنه لم تخصص لذلك النشاط كل التكاليف الحقيقية للتخلص من النفايات.
ولكي تكون مساهمة المحاسب فعالة قدر الإمكان، يُنصح المحاسبون بالآتي:
ليس دائماً من الضروري بذل مجهود محاسبي إضافي. بالنسبة للعديد من المقاولات الصغرى والمتوسطة يكون النظام التقليدي كافياً إذا:
ويكون من اللائق التفكير في وضع نظام تكميلي للنظام التقليدي إذا:
بالرغم من أن الهدف النهائي قد يكون هو التوصل إلى:
فإنه من الممكن إحراز تقدم تدريجي بواسطة البداية بشكل محدود فيما يخص مدى التطبيق.
ويمكن للمقاولة البدء في تطوير تلك التكاليف والأرباح التي قد تكون أكثر وضوحاً والتي تعرفها جيداً. عندما يتم التوصل إلى مستوى معين في التخصيص والإدماج في النظام المحاسبي، من المحتمل أن لا يكون من الضروري إدخال تلك التكاليف والأرباح التي يصعب قياسها. وفي جميع الأحوال، من المفيد دائماً التوفر على معايير للجودة بالنسبة لهذه العناصر الأخيرة. أي مجهود يتم بذله، بالإضافة إلى كونه يساعد على تقييم مشاريع الإنتاج الأنظف، سيكون كذلك مفيداً في التدبير العام.
إن النظام المحاسبي يصنف عادة التكاليف في مجموعات كبيرة، على سبيل المثال:
لأسباب عديدة يمكن أن تخصص التكاليف البيئية لأية واحدة من هذه الأصناف في المحاسبة الكلاسيكية، عادة كتكاليف عامة، لذا يصعب التعرف عليها.
التكاليف العامة هي تلك التكاليف التي تعزى لنظام أو عملية أو منتج أو مرفق محدد. ويمكن أن تدخل فيها مرتبات الإدارة والخدمات الإضافية ومعالجات التيارات المتبقية ومختبرات المراقبة والتخلص من النفايات، الخ. ومعظم هذه التكاليف تكون لها علاقة بالبيئة.
ومع ذلك، ولتبرير اعتماد فرص الإنتاج الأنظف من الضروري توضيح كل الجوانب الإيجابية والسلبية للخيار موضوع التقييم. ويمكن تصنيف التكاليف حسب خصائصها ووضوحها في المجموعات التالية:
التكاليف المتعارف عليها. هي الأكثر وضوحاً ويكون أخذها بعين الاعتبار مسألة سهلة. ومع ذلك، فإن أول صعوبة التحديد خلال التقييمات البيئية المنجزة فيما بعد تتمثل في أن الادخار بسبب استهلاك أقل من المواد الأولية أو بسبب إنتاج أقل من التيارات المتبقية الذي يُعزى إلى الإنتاج الأنظف لن يظهر بوضوح على أنه لا تكلفة في المحاسبة بالرغم من أنه يجب أخذه بعين الاعتبار في الموازنة ودراسات الجدوى.
التكاليف التي من المحتمل أن تكون خفية. كلها صعبة التحديد إذا لم تكن موثقة أو مبررة في المحاسبة. وتشمل:
التكاليف الطارئة. هي تلك التكاليف التي من المحتمل أو من غير المحتمل أن تحدث في المستقبل والتي يمكن –في أي حال من الأحوال– وصفها بطريقة قطعية مكافئة (قيمة منتظرة في المستقبل إثر بيع معدات عتيقة مستعملة، الخ).
تكاليف الصورة. وتكون مخصصة للتأثير على نظرة الزبائن والجمهور على العموم (علاقات عامة، صورة الشركة، الخ.). بالرغم من أنه من الممكن قياسها، فإنه يكون من الصعب معرفة الأرباح المباشرة التي تدرها.
في الجدول 3.4 ترد بعض الأمثلة عن هذه التكاليف البيئية.
تكاليف متعارف عليها | الاستثمارات، المواد الأولية، المستخدمون الخدمات الثانوية |
---|---|
التكاليف التي من المحتمل أن تكون خفية |
|
التكاليف الطارئة | الغرامات، معالجات الأراضي الملوثة، الأضرار التي تصيب الممتلكات، المصاريف القانونية، الأضرار البيئية. |
تكاليف الصورة | صورة الشركة، العلاقات البشرية، العلاقات مع المجتمع، العلاقات مع المستثمرين. |
يتطلب أي تقييم للتكاليف تجميعاً مسبقاً للمعطيات. وبالرغم من أنه قد تبدو كيفية القيام بذلك واضحة، إلا أنه إذا لم يتم في البداية تحديد نطاق المشروع والمعطيات الضرورية ومن يتوفر عليها فإن البحث قد يكون غير مجدٍ وناقص لأغراض التقييم. وعلى العكس من ذلك، إذا كان البحث مسبوقاً بخطوة تفكير حول هذه المسائل، فإن الوقت المستعمل في هذه الممارسة سيكون ولا شك قصيراً إلى أدنى الحدود الضورية. ويعرض الجدول 4.4 لائحة لمقترحات تخص الطرق التي يمكن من خلالها تحديد التكاليف المتعارف عليها والخفية الضرورية للتقييم [50].
مركز التكلفة | الشروط | مصادر المعلومات | شخص الاتصال |
---|---|---|---|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
توجد صيغ مختلفة لأنظمة المحاسبة المتقدمة تم تطويرها لتقييم التدبير والتي يمكن تطبيقها على التدبير البيئي واستعمالها كدعامة في برامج الإنتاج الأنظف [51]، [52]. وفيما يلي بعض الأشكال الأكثر استعمالاً:
التقييم الإجمالي للتكاليف هو التحليل الشامل على الأمد البعيد لمجموع التكاليف والادخارات التي تحصل أو من المحتمل أن تحصل عليها مؤسسة ما مباشرة من إنجاز أو التفكير في إنجاز استثمار معين. ويمثل كذلك عملية إدماج التكاليف البيئية في تحليل الموازنات العامة.
إن نظام التكاليف التي ترتكز على النشاطات هي عملية تخصص فيها كل تكاليف مؤسسة ما، إما بصفة مباشرة أو غير مباشرة، للمنتجات أو العمليات التي تسببها. وعادة ما يتم تخصيص معطم هذه التكاليف لحسابات التكاليف العامة.
في منهج التكاليف خلال دورة الحياة يتم ربط كل التكاليف بمنتج أو عملية أن نشاط ما طوال حياته، ابتداء من اقتناء المواد الأولية إلى حين التخلص منه، بصرف النظر عما إذا كانت ناجمة عن المؤسسة التي قامت بالاستثمار أو بمؤسسات أخرى أو المجتمع على العموم.
نقل التكاليف البيئية من موقع التكاليف العامة (أو غير المباشرة) إلى التكاليف المباشرة يتطلب عملية تخصيص التكاليف البيئية للمنتجات أو العمليات التي تحدثها. إن عملية التخصيص بالغة الأهمية لأنه في حالة إنجازها بطريقة صحيحة، يمكن لعملية أو منتج ما أن يتحمل تكلفة أو تكاليف لا تتعلق به مما يؤثر على التكلفة الحقيقية للتصنيع أو يخفي الحافز الاقتصادي الذي يمكن أن يمثله إجراء من إجراءت الإنتاج الأنظف. كلما تمت معرفة مصدر المصاريف بشكل أفضل، كلما سهلت مهمة إقناع الإدارة بالنجاعة البيئية الضمنية للإنتاج الأنظف وفائدة تطبيق بعض الإجراءات.
ويجب أن يكون أساس تخصيص التكاليف هو تحديد علاقة سبب-مسبب بين التكلفة والهدف المنشود من وراء نشاط معين. إن قرارات تخصيص التكاليف يجب أن تعكس بشكل دقيق وقياسي الأفكار الأساسية والمعايير المعتمَدة بالإجماع من قبل كل قطاعات الشركة. وقد يكون من الضروري إنجاز عملية التخصيص عبر مراحل بسبب –على سبيل المثال– التبعية المتقاطعة بين الخدمات الثانوية وعلاجات التيارات المتبقية.
عندما تتطلب خيارات الإنتاج الأنظف استثمارات فإن جزء الربح الاقتصادي الضمني في النجاعة البيئية يجب أن يُبرَّر كما هو الشأن في كل مشروع من مشاريع الإنتاج. وللبرهنة على فائدة تطبيق خيار من خيارات الإنتاج الأنظف، يجب تطبيق نفس أدوات التحليل المالي التي تطبق على مشاريع أخرى للشركة. ومعايير المردودية التي تطبق على العموم هي [53]:
تُطلق فترة استعادة الاستثمار على تلك المدة الزمنية الضرورية لكي يعوض تدفق الخزينة التفاضلي المتراكم الاستثمار المنجز لأنشاء المشروع. وتدفق الخزينة التفاضلي هو الادخار الصافي الذي يُعزى إلى تطبيق بديل تم اقتراحه بالمقارنة مع عملية الإنتاج الحالية. وبفضل فترة استعادة الاستثمار يمكن للمقاول معرفة اللحطة التي تبدأ فيها التغييرات المنجزة في مقاولته في تقديم فوائد صافية لحساب تشغيل الشركة. وفي بعض الأحيان تتعرض هذه المقاربة لانتقادات الاقتصاديين لأنها لا تأخذ بعين الاعتبار سعر النقود، ولكنها تبقى مفيدة لسهولتها. ويتم احتسابها على أساس أنها:
عموما يعتبر مغرياً بما فيه الكفاية إذا كانت فترة استعادة الاستثمار تقل عن ثلاث سنوات. ومن جهة أخرى، يمكن تعميق التحليل بواسطة أدوات أخرى للتحليل المالي.
القيمة الحقيقية الصافية للاستثمار هي القيمة المحيّنة للأرباح التفاضلية التي تتولدفي كل سنة. وتمثل الأرباح التي ستتولد خلال حياة الاستثمار والتي يتم قياسها منذ البداية. وكلما كانت القيمة الحقيقية الصافية للاستثمار كبيرة (إيجابية)، كلما كان الاستثمار أكثر فائدة. ويتم احتسابها بالنسبة للسنوات n nمن حياة الاستثمار المفيدة على أساس أنها:
حيث:
إن السعر الداخلي للمردودية هو سعر الفائدة الذي بواستطه تعادل القيمة المحيّنة للفوائد التفاضلية المتراكمة في كل سنة قيمة الاستثمار المنجز. كلما كان السعر الداخلي للمردودية كبيراً (أكثر إيجابية)، كلما كان الاستثمار أكثر فائدة. ويتم احتسابه بمعادلة القيمة الصافية الحقيقية للاستثمار مع الصفر:
في لحظة اتخاذ القرار، يتعين على المقاول أن يأخذ بعين الاعتبار الفوائد غير الملموسة التي يصعب قياسها والتي تتولد من دون شك بفضل إدخال تدابير الإنتاج الأنظف.
هذه الفوائد غير الملموسة يمكن أن يحصل عليها عن طريق:
في البطاقة ميدكلين رقم 1 نجد مثالاً جيداً للتقييم الاقتصادي لفرص التقليل التي يُكمَّل بها تشخيص الوقاية من التلوث بالنسبة لصانع البطاريات الخاصة بالسيارات في تونس.
عموماً لا توجد مشاركة كبيرة للمختصين في تكنولوجيا تطوير مناهج تخصيص التكاليف [54]. ومع ذلك فإنه يُلاحظ مؤخراً مشاركة أكبر للتقنيين بسبب التزايد المستمر لتطبيق أنظمة التدبير البيئي وتطبيق مناهج تخصيص المواد الملوثة في تقييم دورة الحياة في إطار إيزو 14041 [55]. وضمنياً يتمثل هدف تحليل دورة الحياة في توقع العواقب البيئية لأفعالنا. إلا أن اختلاف أشكال تخصيص استهلاك المواد والتيارات المتبقية خلال المعلاجات متعددة الوظائف يؤدي إلى أنواع مختلفة من المعلومات ويفضي بنا إلى مجموعة من الخلاصات خلال عمليات التخصيص القابلة للنقل إلى تخصيص التكاليف.
ويمكن تعريف العلاج متعددة الوظائف بأنه نشاط يؤدي أكثر من وظيفة. ويمكن أن يكون في شكل عملية إنتاج لأكثر من منتج واحد. ويمكن أن يكون في شكل عملية تدبير للتيارات المتبقية تشتمل على أكثر من تيار أو ربما على تثمين لتيار يولد الطاقة. إن مشكلة التخصيص تكمن في تحديد جزء الحمولة البيئية النهائية للنشاط يجب أن تخصص لكل منتج أو تيار متبق. وتُشمل بداخل الحمولة البيئية الموارد المستهلكة وكل الانبعاثات أو النفايات النهائية المولدة. وتوجد كذلك مشاكل التخصيص عندما تذهب المادة التي تخرج من دورة حياة منتج ما، عن طريق إعادة الدوران، إلى دورة حياة أخرى لأنه يتم تصدير جزء من الوظيفة إلى دورة الحياة الأخيرة هذه.
إن الاستنتاجات المحصل عليها ليست سهلة التلخيص. فالتخصيص الذي يرتكز على العلاقات السببية، العلاقات المادية (التي ترتكز على حجم الإنتاج لكل منتج، على سبيل المثال) بين الوظائف، ممكن إذا كانت الوظائف مستقلة ماديا عن بعضها البعض. في بعض الحالات القليلة يمكن حق مشكل التخصيص عن طريقة عملية قسمة بسيطة، لهذا فإنه من الضروري استعمال نظام موسع. إن مشكل التخصيص يكون أكثر تعقيداً عندما نكون بصدد تخصيص التكاليف عوض المواد: أي تكلفة ستخصص للمنتج المرغوب فيه وأي تكلفة للمنتج الفرعي إذا كانت السوق لا تقبل المنتجات الفرعية إلا إذا كانت ثمنها منخفضاً بما فيه الكفاية؟ ويجب أن يأخذ التخصيص بعين الاعتبار تأثير الوظيفة المصدَّرة في شكل منتج فرعي على حجم الإنتاج، وإن كان هذا التأثير ضئيلاً.
يمكن للنظام الموسع، أو أية مقاربة ملائمة، أن يساعد على حل مشكل التخصيص. ويمكن أن يُحَلّ هذا المشكل إذا كان هناك بديل إنتاج (توليد) للوظيفة المصدَّرة يدل على حدود التخصيص. فمثلاً إذا كان من الممكن صنع المنتج الفرعي (ب) بطريقة أخرى، فإن تخصيصاً مفرطاً سيحول دون إدخاله كمنتج مفيد ويمكن أن يحوله إلى منتج متخلف وأن يؤثر على المنتج (أ) بشكل أسوأ. ويقدم البديل هذه المعلومات الإضافية الضرورية لاتخاذ قرار بخصوص حدود التخصيص.
ويبين النظام العملية متعددة الوظائف والنشاطات التي قد تتأثر بطريقة غير مباشرة من تغيير في إنتاج (ب). وبما أنه لا يمكن تقرير التخصيص بأخد العملية بعين الاعتبار فإنه يتم اللجوء إلى نظام موسع ذو إنتاج بديل يسمح بتقرير نوع التخصيص الذي يجب أن يُجرى على المنتج (ب).
أذكر ما إذا كنت تتفق مع الجمل الآتية أم لا:
المحاسبة البيئية:
هل يجب إدخال المصاريف التالية كاستثمارات أم كمصاريف سنوية؟
أذكر ما إذا كنت تتفق مع الجمل الآتية أم لا:
حساب مردودية تطبيق الإنتاج الأنظف
شركة تستعمل مذيباً مصنفاً ضمن المواد السامة وهي حالياً تتخلص منه عن طريق الحرق، بتكلفة سنوية إجمالية تقدر ب 207.400 يورو. توجد الشركة أمام بديلين.
البديل الأول يتمثل في بعث المذيب لمدبر خارجي لإعادة دورانه بتكلفة سنوية إجمالية تقدر ب 149.800 يورو.
أما البديل الثاني فيتمثل في اقتناء مصفاة لإنجاز إعادة الدوران الداخلي. في هذه الحالة بلغ الاستثمار الضروري 76.400 يورو بالنسبة لتكلفة المعدات و 50.600 يورو بالنسبة للمعدات الإضافية، زائد 13.000 يورو للتركيب. وسيتم تشغيل المصفاة مباشرة بعد الاقتناء. أما مدة حياة المعدات تدوم 5 سنوات. وتبلغ تكلفة التشغيل زائد تكلفة التخلص من النفايات 104.400 يورو في السنة.
سعر فائدة الأموال مستقر في 5,5 بالمائة. حدد الفائدة الاقتصادية للبديلين. قارن مردوديات الحلول المقترحة عن طريق تطبيق معايير مختلفة.
إن حل التمرين متوفر
بما أن قابلية البديل الثاني للتشغيل آنية، فإن تكلفة الشراء تدخل في بداية السنة الأولى للتشغيل.
السنة |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
10 |
التكلفة السنوية الإجمالية 103 يورو الوضع الراهن |
207, 4 |
207, 4 |
207, 4 |
207, 4 |
207, 4 |
207, 4 |
207, 4 |
207, 4 |
207, 4 |
207, 4 |
البديل 1 التكلفة السنوية الإجمالية 103 يورو |
149, 8 |
149, 8 |
149, 8 |
149, 8 |
149, 8 |
149, 8 |
149, 8 |
149, 8 |
149, 8 |
149, 8 |
البديل 2 التكلفة السنوية الإجمالية 103 يورو |
244, 4 |
104, 4 |
104, 4 |
104, 4 |
104, 4 |
244, 4 |
104, 4 |
104, 4 |
104, 4 |
104, 4 |
الفرق بين البديلين 1 و 2 |
(94, 6) |
45, 4 |
45, 4 |
45, 4 |
45, 4 |
(94, 6) |
45, 4 |
45, 4 |
45, 4 |
45, 4 |
الوضع الحالي | 1.563 103 يورو | البديل 1 | 1.129 | البديل 2 | 1.021 |
السعر الداخلي لمردودية الادخار في البديل 2 مقارنة مع البديل 1 (من الواضح أنه من الضروري تغيير الوضع الحالي بالنسبة لأي من البديلين).
السعر الداخلي = 34,2 بالمائة
مع سعر مال نسبته 5,5 بالمائة، يكون البديل 2 الأكثر جاذبية.
تخصيص التكاليف
في عملية التفضيض بالتحليل الكهربي تم إنجاز تحليل للتكاليف على أساس النشاطات (التي تم تدوينها بالمحاسبة العامة للشركة كتكاليف غير مباشرة) عن طريق التوزيع الملائم في المخطط المبين في الأسفل (الذي تم تكييفه من المرجع [56]). تم تخصيص التكاليف الخاصة للمواد الأولية (S) وللتيارات المتبقية (L)، الأوحال (F)، البخار (V)، الجزيئات (P)، الخردة (G) والمواد الناتجة عن الرشح (T).
حدد المساهمة بالنسب المائوية للتكاليف غير المباشرة بالنسبة لكل مرحلة ملوثة. بواسطة رسم باريطو البياني (الفصل 6)، بين بطريقة تصويرية التيارات الأكثر أهمية.
(ملاحظة: إن توزيع التكاليف يكون نسبياً. ويتم على أساس حسابي من 10.000 وحدة مما سمح بإنجاز توزيع التكاليف على نسب مائوية بتقريب عددين عشريين: 100,00 بالمائة).
مخطط عملية التفضيض الكهربي
تخصيص التكاليف غير المباشرة (الأساس: 10.000 وحدة)
المرحلة | المادة الأولية | التدبير | المعالجات | التخلص | المراجعة | وضع البطائق | المختبر | معدات الوقاية | التكوين | |
2. التحضير | L | 50 | 105 | 325 | 150 | 15 | 25 | 40 | 10 | 15 |
F | 20 | 410 | 500 | 850 | 80 | 50 | 350 | 100 | 200 | |
V | 0 | 50 | 0 | 0 | 10 | 0 | 0 | 10 | 15 | |
3. الغسل الحمضي | L | 20 | 40 | 100 | 60 | 15 | 5 | 15 | 5 | 5 |
F | 5 | 95 | 60 | 140 | 15 | 15 | 50 | 25 | 40 | |
V | 0 | 50 | 0 | 0 | 10 | 0 | 0 | 10 | 15 | |
4، 8، 10، 11. الشطف | L | 50 | 55 | 20 | 20 | 5 | 0 | 10 | 0 | 0 |
5, 12. الصقل | P | 5 | 0 | 0 | 25 | 0 | 0 | 15 | 10 | 0 |
G | 10 | 25 | 0 | 50 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | |
6. تنظيف بالصودا | L | 20 | 75 | 85 | 65 | 0 | 20 | 0 | 30 | 25 |
S | 10 | 180 | 275 | 350 | 40 | 25 | 150 | 45 | 100 | |
V | 0 | 75 | 0 | 0 | 10 | 0 | 0 | 15 | 20 | |
7. الحذف | L | 5 | 20 | 45 | 25 | 5 | 5 | 5 | 5 | 5 |
S | 5 | 55 | 60 | 100 | 10 | 5 | 40 | 10 | 25 | |
V | 0 | 50 | 0 | 0 | 10 | 0 | 0 | 10 | 15 | |
9. التفضيض | L | 950 | 90 | 125 | 100 | 0 | 25 | 0 | 35 | 25 |
S | 300 | 265 | 325 | 525 | 50 | 30 | 230 | 55 | 150 | |
T | 0 | 0 | 0 | 80 | 0 | 10 | 0 | 0 | 25 | |
المجموع | 1450 | 1640 | 1920 | 2540 | 275 | 215 | 905 | 375 | 680 |
إن حل التمرين متوفر
المرحلة | Suma | |
2. التحضير | L | 735 |
F | 2560 | |
V | 85 | |
3. الغسل الحمضي | L | 265 |
F | 445 | |
V | 85 | |
4، 8، 10، 11. الشطف | L | 160 |
5، 12. الصقل | P | 55 |
G | 85 | |
6. الغسل بالصودا | L | 320 |
S | 1115 | |
V | 20 | |
7. الحذف | L | 120 |
S | 310 | |
V | 85 | |
9. التفضيض | L | 1350 |
S | 1930 | |
T | 115 | |
المجموع | 10000 |
مخطط باريطو البياني
إن الأسباب الأربعة الأولى للتكاليف تشكل أزيد من 70 بالمائة من التكاليف المدونة كتكاليف غير مباشرة. إن تأثير المرحلتين 2 و 9 يكتسي أهمية كافية بحيث يجب منحه اهتماماً تفضيلياً عند الحبث عن التحسينات.
إن الخاصية الأكثر أهمية للإنتاج الأنظف تتمثل في اعتماده لمنهجية بسيطة ومتناسقة وسهلة التطبيق على المقاولات الصغرى والمتوسطة، وهي خاصية اتفقت عليها كل المجموعات التي طبقتها. وهي إلى حد ما وريثة مهنجية المراجعات الطاقية التي كانت رائجة مع نهاية السبعينيات وتم تحسينها خلال سنوات من التطبيق، إلى أن اكتسبت نجاعة كبيرة. وهذا الفصل يتطرق إلى وصف:
إن برنامج الإنتاج الأنظف هو نشاط مستمر ومنهجي لاكتشاف فرص النجاعة البيئية في الإنتاج وتقييمها. وهذا البرنامج تم تكييفه خصيصاً للمقاولات الصغرى والتوسطة، إلا أنه صالح كذلك لإدخال مفهوم النجاعة البيئية لأية مقاولة، بصرف النظر عن حجمها، بالرغم من أن الشركات الكبرى عادة ما تتوفر على برنامج خاص بها يتم تصميمه حسب تعقيدها.
لتطبيق برنامج الإنتاج الأنظف بشكل فعال من الضروري أن تقدم الإدارة دعمها، مقتنعة بالفائدة المزدوجة للبرنامج: الجانب البيئي والجانب الاقتصادي. هذه القناعة يمكن أن تتزايد إذا أُخذ بعين الاعتبار أن برنامج الإنتاج الأنظف هو مسلك إيجابي يؤدي إلى تطبيق نظام التدبير البيئي بالشركة في المستقبل. وإذا كان للشركة نظام تدبير بيئي فإنه من الممكن أن تتزايد هذه القناعة إذا أخذت الشركة الأثر الإيجابي للإنتاج الأنظف بداخل نظام التدبير البيئي بعين الاعتبار.
ويتعين على الأطر العليا لإدارة الشركة:
من أجل تنفيذ النشاطات على أحسن الأوجه، يكتسي تنظيم الوظائف المختلفة للبرنامج نفس الأهمية التي تكتسيها المنهجية. ففي كل شركة يكون تخصيص الوظائف مشروطاً بحجمها. وتقوم الإدارة بتوزيع الوظائف بطريقة تمييزية على مستخدمين معينين، إلا أنه في الشركات الأصغر حجماً يمكن أن يقوم المقاول المسير كذلك بالعديد من الوظائف الضرورية في الشركة.
يتطلب تنظيم البرنامج وجود منسق أو مدير للبرنامج يخبر ويتواصل مع أعلى مستويات الإدارة ويؤول أهدافها ويخبر بالنتائج المحصل عليها.
ومن المستحسن أن يكون المنسق شخصاً لا يتحمل مسؤوليات أخرى من شأنها أن تقيد عمله بشكل أو بآخر. وتبعاً للحاجيات يمكن للمنسق أن ينظم لجان متعددة التخصصات للتدبير، والتي تجمع ممثلين عن القطاعات المختلفة للشركة. ويتعين على المنسق أن يأخذ بعين الاعتبار باستمرار المسائل الآتية:
وتتمثل وظيفة اللجنة في تعبئة مختلف قدرات المؤسسة العملية لجمع المعلومات والمعارف والتجارب (جدول 1.5) والتعرف على المجالات التي ينبغي التدخل فيها والقيام بتوصيات معينة وتقديم معطيات بغرض تقييم الجدوى التقنية والاقتصادية. وفي بداية البرنامج عادة ما يكون من المفيد إشراك خبير خارجي يقدم خبراته في المنهجية وإنجاز التقييم، يكون في منآى عن التأثيرات الداخلية، له رؤية محايدة للوضعية. وعندما يتم تطبيق البرنامج، يكفي اجتماع شهري واحد للجنة لضمان استمرار العمل.
الجدول 1.5 المعارف والخبرات التي يمكن أن يقدمها المستخدمون المتخصصون للجنة [57]
التقني البيئي |
|
---|---|
الصحة والسلامة | الأخطار على الصحة |
الهندسة | العمليات والمرافق |
الإنتاج والصيانة |
|
الجانب القانوني | المسؤوليات البيئية |
المحاسبة | التكاليف |
---|---|
التوريدات |
|
البحث والتطوير | توليد الخيارات |
المراقبون والعمال |
|
الجودة | تأثير التغييرات |
المستشارون الخارجيون | نظرة/وظيفة حفازة
|
إن التقييم هو النشاط الأكثر أهمية في أي برنامج من برامج الإنتاج الأنظف، إلا أنه بالإمكان القيام به كنشاط مستقل قد يشجع الشركة على اعتماد برنامج مستمر. والهدف الرئيسي من تقييم خاص بالإنتاج الأنظف هو التوصل عن طريق نشاط مكثف ومخطط مُنجز في مرة واحدة إلى تحديد وتقييم الفرص لاستعمال الموارد بطريقة ناجعة وفعالة قدر الإمكان والحد من إنتاج التيارات المتبقية.
إن المنسق هو المسؤول عن تنظيم الفريق الذي سيتكلف بإنجاز التقييم. وفي حالة وجود برنامج دائم للإنتاج الأنظف ولجنة تمثل كل القطاعات ذات الصلة، تتم مناقشة تكوين الفريق مع اللجنة للحصول على دعم الأقسام المذكورة.
ويجب أن يضم الفريق المكلف بالتقييم أعضاء عن كل القطاعات لكي:
يتعين على هذا الفريق تخطي العوائق المحتملة التي فور ظهورها. فالعديد من العوائق هي في الواقع مجرد رفض للتغيير (غالباً ما يعبر عنه بتعابير من قبيل "أنا دائماً فعلت هذا بهذه الطريقة") أو عدم فهم الأهداف أو جهل الفوائد الاقتصادية والبيئية التي يمكن أن يقدمها التقييم. .
يتكون التقييم المنجهي للإنتاج الأنظف من عدة مراحل مقسمة إلى أعداد مختلفة من المهام [58]، [59]، [60]، [61]، [62]، [63]. ويتكون أساساً من المراحل والمحتويات التالية:
من الضروري أن تعبر الأطر العليا للإدارة عن التزامهم بالعملية لضمان نجاح تقييم الإنتاج الأنظف. إن الأطر العليا للإدارة قادرة على إشراك كل المجموعات ذات الصلة، ولا سيما في الشركات ذات التنظيم المعقد. فإذا أظهرت الأطر العليا للإدارة رغبة واضحة وإيجابية في تطبيق الإنتاج الأنظف، آنذاك يمكن ضمان التزام المستويات المختلفة للشركة.
Lإن الأهداف المتوخاة من التقييم يجب أن يتم تطويرها بشكل مفصل. وقد يتطلب تحديدها مشاركة خاصة من المستخدمين في القطاعات التي سينفذ فيها. ويتم تحديد الأهداف عن طريق الأخذ بعين الاعتبار للتشريع البيئي ودرجة التنفيذ الحالية والتكنولوجيا المستعملة في عمليات التصنيع ومعلومات المعايرة الخاصة بالمنتجات المصنوعة والقدرة البشرية المتوفرة وحاجات السوق.
يجب على الفريق المكلف بالتقييم أن يشمل أعضاء من كافة الوظائف ذات الصلة ويمكنه أن يضم خبيراً خارجياً بإمكانه أن يقدم خبرات من تقييمات أخرى ويكون غير متأثر بتعامله المستمر مع نفس المؤسسة. خلال التقييم يجب إشراك كل المستخدمين بصرف النظر عن مستواهم إذا كان تعاملهم المستمر مع هذه العمليات قد يشكل مصدراً لأفكار جيدة للتحسين. إذا كانت الشركة تتوفر على قطاع مكلف بالجودة يجب إشراكه كذلك في التحليل تحسباً لردود فعل الزبائن للتغييرات التي قد تؤثر على الجودة الحقيقية (أو المحسوسة) للمنتج. وفي إطار التحضير يتم كذلك النظر إلى الصعاب والعراقيل التي قد تعترض طريق استغلال الفرص وكذلك الطريقة التي يمكن اتباعها لحلها.
إن المخططات البيانية للتصنيع هي تمثيل عملية تحويل المواد الأولية إلى منتجات والتي يتم التعرف فيها على الوحدات المختلفة والمعدات الأكثر أهمية، وكذلك مصدر وحركة ومآل المواد والمواد الفعية والتيارات المتبقية الناتجة، سواء خلال عملية التحويل الرئيسية أو باقية العمليات الأخرى، بها فيها إعادة الدوران الداخلي وعلاجات التيارات المتبيقة (الصورة 1.5). ويتعين التأكد من أن المخططات البيانية للمعالجة المتوفرة في الملفات تعكس الوضح الحالي وأنها كاملة. وإذا لم تكن موجودة بثاثاً، يتعين آنذاك رسم مخططات صورية للعملية في الميدان.
الصورة 1.5 المخطط البياني للمعالجة
يجب التعرف على كل المدخلات من المواد الأولية والثانوية، بما فيها الماء والكاقة، ووضعها في المخطط البياني للمعالجة. ومن الضروري كذلك تحديد تدفقات أو حمولات المواد والكميات المتراكمة خلال المدة التي وقع عليها الاختيار بغية إجراء حساب الموازنات.
يجب اتباع نفس الطريقة المتبعة في المدخلات بهدف التعرف على كل مخرجات المعالجة في شتى أشكالها:
يتم تحديد المآل الأخير كل التيارات المتبقية (إعادة الدوران الخارجي، التخزين المراقب، الخ.) وخصائصه وإذا كانت تتوافق مع الحدود المقبولة في الوجهة، وكذلك المسؤوليات المحتملة للمنتج والمدبر الخارجي للنفايات.
تسمح المستويات الأولية لاستعادة المواد الأولية باكتمال تحليل عملية التصنيع وستمكن الشركة من المقارنة مع الوضعية النهائية بعد تطبيق الإنتاج الأنظف. ويجب أن يشمل المخطط البياني للتدفق وموازنات المواد إعادة دوران المواد على شكل حلقات مغلقة بداخل العملية ذاتها. وسيتم اعتبار المواد معادة الدوران خلال عملية خارجية على أنها مخرجات. أما المواد المعاد دورانها مرتين فسيتم احتسابها مرتين، مرة كمخرجات ومرة كمدخلات من المواد. .
إن الإنتاج الأنظف، شأنه في ذلك شأن التقليل من النفايات، يتطلب شكلاً خاصاً للحد أو، إذا أمكن ذلك، القضاء على كل التيارات المتبقية التي تحتوي على مواد سامة وخطرة. كذلك يجب أن تحظى التيارات المتبقية التي تحتوي على كميات أكبر من الملوثات أو تلك العمليات الأقل نجاعة بالأسبقية.
إن التفتيش الميداني هو أول فرصة للتعرف على الظروف التي يتم الاشتغال فيها ومستوى الصيان ونوعية تنظيف الموافق. ويسمح بالتأكد من المعلومات المحصل عليها من الملفات والمخططات البيانية وبطاقات المعلومات وخصوصاً فيما يتعلق بالتيارات المتبقية محتملة الخطورة.
الملاحظة الميدانية للقيم المسجلة لكيفية عمل عملية التصنيع والأدوات التي تسمح بمراجعة وتكميل بيانات الملفات. أخذ العينات والتحليلات ستسمح بمقارنة معلومات الملفات المتوفرة مع واقع عملية التصنيع. .
تُنجز موازنات المواد والطاقة بخصوص وحدات التصنيع ومجموعات المعدات أو المعدات الفردية للتأكد من انسجام المعطيات المتوفرة أو للحصول على معطيات قد تكون ناقصة. إذا كانت عملية التصنيع مستمرة ومستقرة في الزمن، فإنه من الممكن إنجاز الموازنة خلال الفترة الأكثر ملائمة، على سبيل المثال، في 24 ساعة. إذا لم تكن عملية التصنيع مستقرة في الزمن فإن الصعوبات تكون أكثر حدة ويجب أن يتوفر المنفذ على الحنكة الضرورية. لأن القراءة المتزامنة للمدخلات والمخرجات التي يتم إجراؤها من دون احتساب فترة بقاء المنتج بسلسلة التصنيع ستطعي بدون شك نتائج مغلوطة. في عملية تصنيع متقطعة، يتم إنجاز الموازنة على حمولة أو دورة كاملة. ويجب أن تعاد العملية عدة مرات قدر الإمكان وستتم التقييمات على أساس المتوسط.
∑ مدخلات المواد = ∑ مخرجات المواد
(من دون تراكم)
∑ مدخلات الطاقة = ∑ مخرجات الطاقة
إن الموازنات المنجزة على المعدات التي يوجد بها شكل من أشكال نقل الكثلة أو الطاقة، وخصوصاً إذا وُجدت تحويلات من النوع الكيميائي، تسمح بتحديد المردوديات الاحقيقية للعمليات الفردية والمعدات وتشخيص نجاعة العملية أو المعدات والتفكير بخصوص انعدام النجاعة.
هذه التقنيات، على العكس من الموازنة الطاقية التي ترتكز على المبدأ الأول للدينامية الحرارية، تطبق المبدأ الثاني وتحليل شبكات نقل الحرارة وتسمح بتحديد مدى بعد العملية عن الحدود العملية للنجاعة الطاقية.
∑ مدخلات الطاقة = ∑ مخرجات الطاقة
∑ مدخلات التعادل الحراري ≠ ∑ مخرجات التعادل الحراري
إن العديد من الصعاب المتعلقة بالإنتاج الأنظف أو معالجة التيارات المتبقية الثانوية يمكن تخطيها بسهولة بواسطة معالجة مخصصة. وفي العديد من الحالات يؤدي اختلاط التيارات المتبقية –التي تكون معالجتها بسيطة نسبياً عندما تكون منفصلة– إلى تحولها إلى تيار متبق مركب من التيارات الفردية يتطلب حلاً أكثر تعقيداً. لهذا فإن مزج تيار جامد بتيار سام يؤدي أوتوماتيكياً إلى تيار سام له حجم أكبر.
إن تطبيق بعض الخيارات المتعرف عليها في المراحل السابقة قد يكون واضحاً من الوحلة الأولى، وخصوصاً تلك التي لا تتطلب سوى تغييراً في التدبير، بينما يمكن إبعاد بعض الخيارات من الناحية التقنية بشكل آني.
من بين الخيارات الواضحة والتي يمكن إبعادها توجد مجموعة من الخيارات التي تتطلب تحليلاً تقنياً واقتصادياً أكثر عمقاً قبل الحكم على جدوى تنفيذها. وعموماً، يتطلب ذلك استشارة الخبراء. ويمكن كذلك الحصول على أفكار من مصادر أخرى مثل الموردين، وخصوصاً عندما تتوفر الخيارات على مكون تكنولوجي جد متخصص. فالخيارات التي تفترض تغيير المعدات تتطلب التأكد من توفرها وصلاحيتها وصيانتها قبل تنفيذها. وقد يحتاج المستخدمون إلى تدبير إضافي. وإذا كان من الضروري توفير كميات إضافية من الخدمات الثانوية (الماء، البخار، الخ.) يجب التأكد من توفرها. إذا كان من المنتظر حدوث تغييرات محتملة في جودة المنتج، يجب التأكد من قبوله من قبل الزبائن. إذا كان من المحتمل أن تتغير إنتاجية المرافق، يجب أن تعكس هذه التغييرات في حسابات التقييم الاقتصادي.
لا تدخل العديد من الخيارات المحتملة في مجموعة الخيارات القابلة للتنفيذ في الحاضر بسبب بعض الظروف الاقتصادية أو التقنية. وتصبح الخيارات التي لا تحظى بالأولوية أو غير القابلة للتنفيذ جزءاً من برنامج الإنتاج الأنظف الذي سيتم فيه تحديد الوقت المناسب لتنفيذها.
من بين أهداف الإنتاج الأنظف نجد تقليص خطر الإنتاج عن طريق تدخل أو دمج مواد سامة خلال عملية التصنيع (وبالطبع أنواع أخرى من الأخطار التي تشكل موضوع دراسات خاصة). من المثالي أن يأخد تقييم الطرق البديلة لتركيب المواد واستهلاك المواد الأولية والطاقة بعين الاعتبار تقييماً كاملاً للسمومية والمقاومة والتراكم الحيوي لكل المواد المتفاعلة والمنتجات والتيارات المتبقية للخيارات موضوع التقييم (دراسة حالة).
إن انتقاء الخيارات بطريقة صحيحة يتطلب تكملة التحليل التقني بواسطة تقييم اقتصادي. وبالنسبة للتقييمات الاقتصادية يتم تتحديد الاستثمارات الضرورية وتكاليف التشغيل الحالية، إلا أنه من المستحسن توقع التكاليف المستقبلية، بما فيها تكاليف التخلص.
تماشياً مع المعايير الاقتصادية المتوقعة من قبل الإدارة (فترة استعادة الاستثمار ومعدل العائد الداخلي وفائدة المال، الخ.) تتم مباشرة دراسات الجدوى الاقتصادية للخيارات المبررة تقنياً. علاوة على ذلك، يتم النظر إلى جوانب أخرى صعبة القياس مثل المسؤولية المدنية أو الجنائية وتحسين صورة الشركة. بفضل التقييم الاقتصادي تكتمل الدراسة التقنية ويتم الانتقال إلى اتخاذ القرارات وتحديد الأولويات.
إن تحديد أولويات التنفيذ هي واحدة من العمليات الأكثر أهمية، وخصوصاً عندما تكون الموارد الاقتصادية محدودة. وبهدف تحديد ترتيب الأولويات، يمكن إجراء مناقشات على مستوى فريق التقييم، مع الأخذ بعين الاعتبار:
يتم تدوين نتائج التقييمات وإخبار الأطر العليا للإدارة الذين سيتكلفون بالترخيص لإجراءت التحسينات. وسيسمح التقرير بمتابعة النتائج في فترة لاحقة.
يجب أن يتم تحضير خطة العمل بتفصيل كما هو الشأن بالنسبة لأي مشروع جديد يُراد تنفيذه. ويجب تحديد المعطيات التقنية والموارد البشرية والاقتصادية الضرورية.
بالرغم من أن بعض الخيارات تتمثل أساساً في تحسين التدبير ولا تتطلب موارد اقتصادية، إلا أن بعضها الآخر يتطلب استثماراً أولياً. وعادة ما تتنافس في تنفيذها مع حاجيات عملية أخرى.
إن تنفيذ التغييرات يجب أن يتم بنفس النجاعة المطلوبة في أي مشروع آخر.
بعد تنفيذ التغييرات وتشغيل المصنع، يجب التأكد من التنفيذ الصحيح والتحسينات المحصل عليها. ويتعين فحص الاستهلاكات الجديدة إنتاج النفايات والإنتاجية وجودة المنتج والتكاليف، الخ. بطريقة ملائمة.
يجب أن تكون الفائدة المحصل عليها من خلال الخيارات المختلفة المطبقة قابلاً للقياس وأن يتم تقديم التحسين للأطر العليا للإدارة للتأكد من المزايا والتوصل إلى دعم/تطبيق برنامج الإنتاج الأنظف.
في بعض الحالات الاستثنائية قد تدعي الضرورة إلى تعديل توقعات التقدم. وسواء أكانت النتيجة أكثر سلبية أو إيجابية من ما كان متوقعاً، فإنه من الضروري تراكب التجربة المحصل عليها بهدف استعمالها في خيارات المستقبل.
تقييم الخطر الخطر المقترن بالسموميات خلال استعمالها أو إضافتها إلى المنتجات والنفايات الموجهة للتخصل النهائي. وبالرغم من أن تقييمات الخطر موجهة خصوصاً نحو الطرق البديلة للتركيب الصناعي، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن التقليل كان يهدف في الأصل إلى تقليص خطر النفايات السامة، فإن هذه التقييمات توفر أداة أخرى قابلة للتطبيق في الإنتاج الأنظف لبعض المنتجات (مثل مبيدات الحشرات) التي يصعب تبرير العديد من التحسينات المنجزة عليها من الناحية الاقتصادية.
إن الخطر هو الاحتمال المتمثل في كون مادة أو وضعية قادرة على إحداث الضرر في ظروف معينة. والخطر هو اجتماع عاملين: احتمال وقوع حدث سلبي وعواقب الحدث السلبي.
إن تقييم الخطر [64] يعد مهنجية منظمة لتحديد ما إذا كان من المحتمل وقوع الأثار السلبية وللاستعمال كأداة خلال عملية اتخاذ القرارات عندما يكون من المحتمل حدوث آثار بيئية. ويتم إجراؤه لتقييم التأثيرات على صحة البشر والبيئة في حالة وجود خطر انبعاثات كيماوية في البيئية. ويتكون تقييم الخطر من أربع مراحل رئيسية:
معرفة ما إذا كانت مادة كيماوية سامة هو واحد من المتطلبات الأولى التي تتمكن من خلالها تقييم الآثار المحتملة وظروف المراقبة. يجب استعمال قياسات مباشرة قدر الإمكان. ومع ذلك، فإنه عادة ما تنعدم معلومات دقيقة مستخرجة من دراسات السمومية. توجد تقنية ناجعة في تقييم الخطر وخصائص أخرى تتمثل في استعمال علاقات البنية-النشاط وعلاقة البنية-النشاط القياسية. بالرغم من أن هاته الدراسات قد تكون مفيدة في حالة انعدام معطيات سمومية تجريبية، إلا أنه توجد بعض الشك في التقديرات [65].
يتوفر أكريل نتريل على خصائص مولدة للسرطان. ويتم التعبير عن تقييم خطر المواد المولدة للسرطان بواسطة دالة خطية للجرعة. يتم التعبير عن المنحنى، m، للدالة الخطية بالطريقة التالية:
فرط الأموات = m x الجرعة (ملغرام من المادة المولدة للسرطان/كلغ. من الوزن خلال أيام الاستهلاك)
طور مونسانطو دراسة لقدرة أكريل نيتريل على توليد أورام دماغية عن طريق إعطاء الجرذان ماء شروب يحتوي على نسبة معينة من أكريل نيتريل لمدة 24 شهراً. وقد تم تطبيق نتائح حدوث الأورام الدماغية حسب الجرعة بالملغرام من أكريل نيترات المقدمة عن كل كلغ/يوم للحيوان على نموذج خطي، عن طريق انحدار الملاحظات، لشرح فرط الخطر المقترن بكل مستوى من مستويات الجرع.
الجرعة (ملغ/كلغ في اليوم) | وقع الورم الدماغي | خطر الإفراط | التقدير الخطي |
---|---|---|---|
0 | 1/179 = 0,0056 | ||
0,12 | 1/90 = 0,0111 | 0,0055 | 0,0028 |
0,36 | 2/91 = 0,0220 | 0,0164 | 0,0084 |
1,25 | 4/85 = 0,0471 | 0,0415 | 0,0292 |
3,65 | 6/90 = 0,0667 | 0,0611 | 0,0853 |
10,89 | 23/88 = 0,2614 | 0,2558 | 0,2545 |
منحنى النموذج الخطي: m = 0,0234 (ملغ/كلغ. في اليوم)-1
إن القيم الحدية متغيرات تم تطويرها لوضع تحديد لتركيزات المواد الكيماوية في محيط العمل. فالقيمة المقلوبة للقيم الحدية يمكن أن تُستعمل كمؤشر بيئي، بحيث تشير إلى أن قيمة مرتفعة مقبولة من للقيم الحدية لها أثر بيئي منخفض. إن القيم الحدية لوحدها تعتبر مفهوماً مفرطاً في البساطة ولا يدل على ما سيحدث عندما يتم رفع الجرع إلى غاية الحصول على آثار معاكسة. علاوة على ذلك، فهو يقتصر على الإشارة إلى الآثار البشرية المباشرة عن طريق الاستنشاق، من دون التطرق إلى الآثار عن طريق التناول.
ولتحديد القيم الحدية يتم تحديد مستوى تركيز لا يمكن أن يكون له آثار سلبية خلال حياة مستخدم من خلال تواجد في محيط العمل خلال 8 ساعات في اليوم و 40 ساعة في الأسبوع. وتحدد قيم القيم الحدية المؤتمر الأمريكي لعلماء الصحة الصناعية الحكوميين [66].
وتوجد طريقة بديلة طورتها الوكالة الأمريكية لحماية البيئية من خلال استعمال قادة البيانات للنظام المعلوماتي المتكامل للأخطار [67]. ويستعمل تقييم السموميات المحتملة تركيز الاستنشاق المرجعي. وتستعمل الوكالة الأمريكية للحفاظ على البيئة التركيزات المرجعية ومنحنيات المعاملات الشفاهية إضافة إلى عوامل الخطر الوحدي لترجيح سمومية المواد. وللترجيحات الشمولية ترتكز على أكبر وزن تم تخصيصه في جدول من الجداول.
إن تركيز الاستنشاق المرجعي هو تقدير التعرض المستمر عن طريق الاستنشاق الذي قد لا تكون له آثار سلبية خلال الحياة. وبشكل من الأشكال يكون مرتبطاً بالقيم الحدية والعامل المتوقف على التناول عن طريق الفم والخطر الوحدي.
والعامل المتوقف على التناول عن طريق الفم يميز رد الفعل إثر التناول في منطقة الجرع المنخفضة، أي في المنطقة التي يُفترض وجود خطية بين جرعة 0 بالمائة و 1 بالمائة من الخطر المفرط.
والخطر الوحدي هيو الحد الأقصى في تقدير خطر السرطان المفرط خلال الحياة الذي يمكن أن ينتج عن التعرض لعامل مولد للسرطان، بتركيز قدره 1 ميكروغرام/لتر في الماء أو 1 ميكروغرام/متر مكعب في الهواء.
على أساس معطيات النظام المعلوماتي المتكامل للأخطار يظهر أكريل نيتريل كمادة محتملة مولدة للسرطان البشري (ب1) بتقدير للكمية بالنسبة للتعرض عن طريق الفم بمنحنى معامل 0,54 (ملغ./كلغ. في اليوم)-1. أي ما معناه عندما يُعرّض شخصا يزن 100 كلغ. ل 100 ملغ./اليوم فإن يكون معرضاً لخطر أكثر من شخص لم يُعرّض بنسبة 0,54 بالمائة. يبلغ الخطر الوحدي في الماء الشروب 15 ملغ./لتر.
بالنسبة للتعرض عن طريق الاستنشاق تكون كمية الخطر الوحدي 0,068 ملغ./متر3. أي أنه بالنسبة لساكنة تقدر ب 100.000 شخص يوجد احتمال 6,8 بالمائة كفائض من حالات السرطان الناتج عن تعرض مدى ا لحياة لجرعة 1 ملغ./متر3 من أكريل نيتريل.
إن الترجيح الشامل في حالة أكريل نيتريل هو 10.000 بالنسبة للعامل الشفاهي و1.000 بالنسبة للاستنشاق. وترتكز السمومية الإجمالية على القيمة الأكبر، وفي هذه الحالة على العامل الشفاهي.
إن التجربة تُكتسب عن طريق الممارسة، لهذه فإن الوضعية المثالية هي تلك التي يكون فيها بالإمكان الولوج إلى شركة حقيقية وإنجاز تمرين التقييم. وإذا تعذر ذلك، يمكن التدريب مع الأخذ بعين الاعتبار الشبه الموجود بين مطبخ وعملية التصنيع (الفصل 11). ويتم تحضير التمرين على العموم على شكل قائمة من الأسئلة يتم طرحها لتقييم الخيارات التي تم التعرف عليها من قبل [57]، [63]. ومعظم الأسئلة تجد تطبيقاً لها في أي نوع من الصناعة. خلال التمرين يمكن الاشتغال فردياً أو جماعياً، إلا أنه يكون من المهم تنظيم حصة لنقاش النتائح بصفة مشتركة.
إن كمية الخيارات المقدمة من قبل الفريق قد تختلف حسب الظروف. ولا يتعلق الأمر بأن تبع كل الأفكار المقدمة نفس معالجة الانتقاء. ومن البديهي التركيز على الأفكار المتميزة. ويمكن أن تساعد الرزانة والحدس على غربلة الأفكار الأولى والتخلص من الأفكار غير القابلة للتطبيق أو الهامشية. وقد توجد أفكار أخرى بسيطة وناجعة وغير مكلفة وسهلة التطبيق لا تكن في حاجة إلى تحليل معقد. وأخيراً، تبقى بعض الأفكار التي تحتاج تحليلاً أكثر تعميقاً.
وخلال هذه العملية الأولية لانتقاء الخيارات يمكن كذلك بحث مسألة التحسينات المطلقة وإلى أي حد يمكن تحسين الوضعية الحالية. وكذلك يتم التعرف على ما إذا كان الأمر يتعلق بحلول يمكن تطبيقها بطريقة آنية، على الأمد القريب، المتوسط أو البعيد. ويمكن في نفس الوقت للفريق طرح مجموعة من الأسئلة تهدف لتوجيه عملية انتقاء الخيارات. قد تكون بعض هذه الأسئلة ذات طابع عام، إلا أن بعضها الآخر يمكن أن يتطرق إلى الجوانب التقنية والاجتماعية والاقتصادية التي تسهل التقييم واتخاذ القرارات النهائية. يكون دائماً من المستحسن التوفر على بعض الأمثلة التي تساعد على البدء في العملية، إلا أنه يتعين على الفريق أن يهيء استمارته الخاصة به ويطبقها على الظروف الواقعية.
هل الخيار متوفر؟
هل هو خيار ممكن تطبيقه في هذه الشركة؟
هل سيؤثر على جودة المنتج؟
هل هو خيار مستدام؟
كيف يمكن للخيار أن يؤثر على صحة العمال والمجمعات القريبة والبيئة؟
هل ستستقبل الإدارة والمستخدمون الخيار بشكل إيجابي؟
هل سيحسن الخيار صورة الشركة؟
ما هي الاستثمارات الضرورية؟
ما هو الادخار والتكاليف المباشرة التي يفترضها الخيار؟
ما هي الفوائد غير الملموسة المقترنة بالخيار؟
هل ستنخفض المسؤوليات بفضل الخيار؟
كيف يمكن أن تتقلب التكاليف والفوائد غير النقدية؟
هل سيتيح الخيار فرصاً للحصول على المزيد من مصادر الدخل؟
بعد التقييمات يتعين على الفريق مقارنة الخيارات البديلة بشكل ممنهج نسبياً. وتوجد هناك شكلية تتمثل في خلق مصفوفة تحتوي على معايير المقارنة والترجيح التي يعطيها لكم الفريق المكلف بالتقييم. ويتم تقييد الخيارات بداخل كل معيار ويتم ضربها في معاملات الترجيح لإعطاء نقط مرجحةبداخل المصفوفة (الجدول 2.5)، يتم في الأخير إضافتها للحصول على التقييم النهائي.
أمثلة من معايير المقارنة التي يمكن انتقاؤها:
في ترجيح المثال أعلاه، أولا يتم تقييم الأهمية النسبية للمعايير بواسطة تنقيط من 1 إلى 10. بعد ذلك يتم التنقيط كذلك من 1 إلى 10 بخصوص مدى تلبية الخيار للمعيار. بعد ذلك يتم احتساب ناتج التقييمان للحصول على تنقيط مرجح لكل معيار. وأخيراً، تتم إضافة النقط الجزئية لكل خيار بهدف مقارنته ومعرفة الخيار الذي أحرز على أكبر مجموع من النقط.
مثال عن التقييم المرجَّح | |||||
المعيار | المعامل (من 1 إلى 10) |
الخيار رقم 1 | الخيار رقم 2 | ||
النقط (من 1 إلى 10) |
التنقيط المرجح |
النقط (من 1 إلى 10) |
التنقيط المرجح |
||
الحاجيات من الاستثمار منخفضة | 8 | 4 | 32 | 9 | 72 |
تكاليف التشغيل منخفضة | 10 | 5 | 50 | 3 | 30 |
التأثير على سيرالعمليات الحالية | |||||
سهولة التطبيق | 3 | 9 | 27 | 9 | 27 |
المتطلبات من حيث المستخدمين | |||||
التغييرات التي تلحق خصائص المنتج النهائي | |||||
تقليص السمومية/الخطورة | |||||
تحسين النظافة وأمن الإنتاج | |||||
تقليص المسؤوليتين المدنية والجنائية | |||||
درجة القبول من طرف العمال | |||||
المجموع | 109 | 129 | |||
الرتبة | 2 | 1 |
بالنسبة لكل قطاع توجد بعض خيارات الوقاية الخاصة بالمصدر والتي ترتبط بالتنكولوجيات الخاصة بها، إلا أنه توجد كذلك فرص مشتركة بين كل القطاعات الصناعية. ففي هذا الفصل يتم عرض الخيارات العامة للإنتاج الأنظف خلال مراحل مختلفة من دورة الإنتاج والتي تشمل:
الممارسات البيئية الجيدة هي مجموعة من التدابير القابلة للتطبيق في صناعة ما والتي تسمح بطريقة سهلة تحسين التصرف البيئي للشركة. وغالباً ما تشكل بداية جيدة لدعم التحسيس البيئي في شركة ما، قبل الانتقال إلى برامج الإنتاج الأنظف. ويمكن تحديد الممارسات البيئية الجيدة العامة التي تصلح لأي نوع من الصناعات أو وضع ممارسات بالنسبة لقطاع صناعي معين، إلا أنه يتعين على كل مقاولة تصميم مجموعة من الممارسات البيئية الجيدة التي تتلائم مع ظروفها.
وفيما يلي أمثلة عن التدابير التي تعتمدها العديد من الشركات:
ويمكن اعتماد أشكال مختلفة للتوصل إلى وضع برنامج للممارسات البيئية الجيدة الذي يخضع، إلى حد ما، للمدى المرغوب في إعطائه له والتدابير التي يُعتقد أنها أكثر أهمية بالنسبة للشركة والقطاع أو المؤسسة التي تتكلف بوضعها.
وحسب نقطة الانطلاقة، فإن بعض الشركات الأخرى تفضل الأخذ بعين الاعتبار جوانب أخرى أكثر تخصيصاً أو تقدماً للممارسات البيئية الجيدة، وهكذا يتم التطرق إلى:
إن أي برنامج من برامج التدابير البيئية الجيدة يجب أن يكون، أولاً وقبل كل شيء، قابلا للتطبيق في الممارسة ولهذه فإنه يجب أن يعتمد على الوسائل المتواجدة والانطلاق من مستوى وعي الشركة.
وبالنسبة للشركات التي ترغب في تطوير برنامج الممارسات البيئية الجيدة الخاص بها، تُقترح منهجية بسيطة تُنجز عبر مراحل.
يقترح قطاع البيئة للحكومة الجهوية لكتالونيا في دليله تصميم وتطبيق برنامج الممارسات البيئية الجيدة في الصناعة [68] أربعة أزمنة (وهو مجاز مستمد من الموسيقى) لتطوير برنامج الممارسات البيئية الجيدة.
هناك مثال يبين لنا كيف أن مصنعاً للّعب أراد تطبيق برنامج للممارسات البيئية الجيدة واتبع تلك الخطوات للعثور على ممارسة جيدة سهلة التطبيق للحد من بعض النفايات الخاصة.
مثال على التعرف على الممارسات البيئية الجيدة في مصنع للّعب عن طريق اتباع المنهجية المقترحة:
المرحلة 1. تصنع الشركة السكك الخاصة بالقطار. لوحظ أن المصنع ينتج كميات هاشلة من النفايات على شكل بقايا معدنية للسكك وقطع البلاستيك المعيبة. تحديد الهدف: إعادة الدوران بنسبة 100 بالمائة من بقايا البلاستيك خلال عمليات الحقن وتثمين المعدن المتبقي خارج الشركة.
المرحلة 2. من باب الممارسات البيئية الجيدة يمكن فرز المعدن من البلاستيك وتصنيفه بطريقة صحيحة. يتقرر إجراء فرز صحيح في حاويات التجميع الانتقائي والتأكد من انعدام سكك بها عيوب في حاوية النفايات.
المرحلة 3. سيكون المسؤول عن الممارسات البيئية الجيدة عامل التركيب الذي سيتكلف بالإشراف على حاويات التجميع الانتقائي وحاويات النفايات بعد كل تغيير فرق العمال. وسيتكلف المسؤول بمراقبة تطبيق الممارسات البيئية الجيدة للتأكد من ضرورة إعادة معالجة السكك التي تم تصنيفها بطريقة خاطئة. ومن الضروري إخضاع المستخدمين المعنيين لفترة تدريب مسبقة.
المرحلة 4. وتُنجز تقييم تطبيق الممارسات البيئية الجيدة عن طريق تقرير يومي للإنتاج.
مثال آخر للممارسات البيئية الجيدة نجده في البطاقة ميدكلين رقم 18، الخاصة بالوقاية من التلوث في صناعة المتنجات اللبنية بمصر.
إن التحسينات المحتملة في مناطق المعالجة والصيانة تهم طرق المعالجة والتعليمات والأشخاص والمرافق [69]، [70]، [71]، [72]. وبعض التوصيات مشتركة بين كل القطاعات والعمليات (بما فيها الممارسات البئية الجيدة)، إلا أنه بعد ذلك سيكون لكل قطاع توصياته الخاصة به والتي تتماشى مع عملياته.
فيما يخص العامل البشري الذي يصلح سواء لقطاع العمليات أو لأي قطاعات أخرى، تجدر الإشارة إلى:
وتكون التوصيات موجهة لتنظيم الوثائق عن طريق إجراءات من قبيل:
أو موجهة للتنفيذ، مثل:
وفيما يلي أمثلة عن مختلف القطاعات:
إن عمليات نقل السوائل (من الشاحنات نحو الخزانات، تعبئة المفاعلات، الخ.) تفترض عليمات يدوية، بعضها يشمل مواد سامة أو خطيرة، يجب ألا يتعامل معها على أنها عمليات عادية. لهذا فإنه من الأفضل أن تولى لهذه العمليات أهمية بالغة واتباع التوصيات التالية:
كل المعدات الملموسة لأي مصنع معرضة للعطب الذي قد يتسبب في ضياع المنتجات وتوليد النفايات واحتمال تحطم المعدات. والهدف من الصيانة هو الحفاظ على المصنع في ظروف مقبولة وفق المعايير المعمول بها[73]، [74]. ويمكن أن ينجم العطل عن كسر أو تدهور. وفي الحالة الأخيرة، يؤدي انخفاط الجودة إلى عدم قبول المنتج وارتفاع كمية النفايات المولدة.
إن صيانة جيدة تكتسي نفس الأهمية التي يكتسيها التشغيل الجيد. وفي بعض القطاعات تشكل الصيانة ثلث التكاليف الثابتة. هكذا تتضح الأهمية المزدوجة البيئية والاقتصادية للصيانة. إن تقرير المستوى الأمثل للصيانة يعني إيجاد طريق وسط بين الموارد المخصصة له وخطر وقوع العطب وتدهور النجاعة وخطر توليد التيارات المتبقية. وأساسا توجد ثلاثة أنواع من الصيانة: التصحيحية والوقائية والتوقعية.
يتم تنفيذ الصيانة الوقائية حسب برنامج منظم. وهذا النوع من الصيانة يرى أن المعدات لها تصرف إحصائي. وهو يشتمل على نشاطات صيانة دورية وتنظيف وإعادة ضبط المعدات. ويشتمل كذلك على تفتيشات مبرمجة للماكنتا لاكتشاف ظروف الخطر وإصلاحها.
أما الصيانة التوقعية فتتمثل في مراقبة مستمرة لظروف وخصائص تشغيل المعدات، وكذلك التدخل مع الأخذ بعين الاعتبار التصرف المسبق للماكنة. بفضل معطيات التفتيش يمكن التوقع بخصوص الوقت الذي يُحتمل أن يحدث فيه المشكل ويتم التدخل قبل الوقت وبطريقة ملائمة.
في الإنتاج الأنظف يتعين على الفريق المكلف بالتقييم تحديد ما هي التركيبة المستعملة وما هو الخيار الأكثر ملائمة لظروف المقاولة. ويقترح الفريق المكلف بالتقييم، باتفاق مع رئيس مصلحة الصيانة، باتخاذ بعض التدابير الخاصة ببعض الجوانب مثل:
إن تدبير التوريدات، بما فيها أنشطة اقتناء المواد وتدبير المستودعات (الجرد) توفر إمكانيات تقليص النفايات التي، على العموم، لا تتطلب أي استثمار أو تتطلب كمية دنيا من الاستمارات [75]. ويمكن للتدبير الجيد أن يحد من حجم الجرد وبالتالي الاستثمار الضروري، وكذلك الفضاء المخصص للتخزين. وعادة ما يتم تحديد معايير التخزين عن طريق معايير قد تتجاهل العامل البيئي أو حتى الفوائد الاقتصادية المحتملة. يقترن توريد المواد بمشكل مواد التعبئة والتلفي التي تعد مصدراً من مصادر التيارات المتبقية.
يوجد حالياً وعي بأهمية العلاقات بين الزبون والمورد والدور الذي يلعبه مستخدمو قسم المشتريات في هذه العلاقات في إطار الإنتاج الأنظف [69]، [70]، [76]، [77]. في إطار العلاقة المتطورة لسلسلة الزبون-المورد، يتم تطبيق أنظمة يطلق عليها اسم في الوقت المناسب على بعض عمليات الإنتاج، والتي تتمثل في تقليص، إن لم نقل حذف، التخزين الوسط. هذه وضعية مثالية، إلا أنه في العديد من العمليات قد يتسبب انعدام ضمان تنفيذ نظام في الوقت المناسب في مشاكل من كافة الأنواع، مثل توقف عمليات التصنيع التي عادة ما تتم بطريقة مستمرة، مما قد ينتج عنه عواقب سلبية تفوق الربح المتوقع. لهذه فإنه قبل تطبيق نظام في الوقت المناسب من الضروري إنجاز تحليل كامل للأرباح والأخطار المحتملة.
هذه بعض التوصيات الممكن توجيهها لتحقيق بعض التحسينات:
بعض التوصيات الخاصة الواجب اتباعها في مستودعات التخزين هي:
بعض الخيارات يمكن أن تطبق لتسهيل تدبير مواد التعبئة هي:
يمكن أن تشكل تغييرات المواد تحسينات في الإنتاج الأنظف، سواء في عملية التصنيع أو في المنتج النهائي. ومن بين الأهداف الأساسية يوجد استعمال مادة غير سامة أو أقل سمومية من المادة الأصلية، أو سهلة الاسترجاع، من دون أن يفوتنا أنه خلال تقييم تعويض المواد يجب تحليل كل عوامل الخطر، مثل القابلية للاشتعال و الانفجار، الخ. [78]. من بين تغييرات المواد الأكثر حدوثاً في الإنتاج الأنظف نجد تغيير المذيبات (أنظر 4.5.6). إلا أنه غالباً ما يكون تغيير المواد بديلاً يحتاج إلى المزيد من البحث المسبق. ويمكن أن تدعي الضرورة إلى دراسات المختبر أو سلسلة تصنيع نموذجية وتجارب المنتج النهائي قبل اعتماد التغيير. عندما يكون التغيير عن طريق إعادة صياغة المنتج النهائي، يجب الأخذ بعين الاعتبار تدخل وظيفة التسويق وقبول الزبون.
بعض التغييرات في المواد يكون لها طابع عام، مثل استعمال:
أما بعض التغييرات الأخرى فيكون لها طابع خاص، مثل:
إن مراجعة البطاقات التقنية للمواد تزودنا بمعلومات أساسية لبداية البحث عن مواد للتعويض. هناك مقاربة ممكنة لمراجعة ورقة بيانات المواد تتمثل في طرح التساؤلات التالية في كل حالة:
إن تغييرات المواد الهادفة إلى التخفيض من المواد السامة تكتسي أهمية قصوى في الإنتاج الأنظف. وبعض البرامج أصبح تدريجياً تتوجه خصيصاً لتحقيق هذه الأهداف، مثال برنامج تخفيض استعمال المواد السامة)، [79] الذي يعد شكلاً آخر للوقاية من التلوث. ويقدم برنامج تخفيض المواد السامة العديد من التقنيات لتخفيض وقع هذه المواد. وقد تم كذلك تصميم دلائل خاصة للتخفيض من الخطر المقترن بالمواد السامة [80].
وفيما يلي بعض الأمثلة للتقنيات المقترحة للحد من أثر المواد السامة:
إن المذيبات مواد شائعة الاستعمال في العديد من الصناعات والتطبيقات:
ويُقصد بالمذيب مادة سائلة عضوية تتطاير بسرعة في حرارة المحيط، مع إصدار مركّبات عضوية طيارة. وتشير هذه التسمية حالياً كذلك لمذيبات مائية ونصف مائية.
ولتفادي أو التقليل من الآثار البيئية السلبية المقترنة باستعمال المذيبات، يتمثل جزء كبير من الإنتاج الأنظف في العديد من الصناعات في إدماج تدبير إيكولوجي ناجع فيما للمذيبات [81].
ويشتمل نظام تدبير المذيبات على:
الصورة 1.6 نظام تدبير المذيبات (المرجع: الإدار العامة للجودة البيئية التابعة لقطاع البيئية والسكن بالحكومة الجهوية لكتالونيا).
إن تدبير المذيبات هو عملية تحسين فهم الطريقة والسبب اللذين يدفعان بالشركة إلى استعمال المذيبات وكيف يمكن مراقبة وتخفيض استهلاكها وانبعاثات المركابت العضورية المتطايرة المقترنة بها. ويمكن أن تتمثل خيارات التحسين في:
إن نظام تدبير متماسك ومنهجي يمكن يكون جزءاً من برنامج الإنتاج الأنظف أو نشاطاً مستقلاً أو جزءاً من نظام كامل للتدبير البيئي. بالنسبة للعديد من المقاولات تشكل التكلفة المتزايدة للمذيبات مبرراً جيداً لتطبيق الإنتاج الأنظف، من جهة ولملائمة الشروط البيئية التي أصبحت أكثر تقييداً فيما يتعلق بالمركبات العضوية المتطايرة، من جهة أخرى.
تمثل البطاقة ميدكلين رقم 30 حالة خاصة للقضاء على التريكلوريتيلين في صنع القطع المعدنية، بعد تعويض هذا المذيب بمادة منظفة غير سامة أساسها الماء.
في تطبيق الإنتاج الأنظف لا توجد دائماً حلول معيارية في الدلائل أو ليس من الممكن تطبيقها مباشرة. وغالباً ما يكون من الضووري إيجاد حلول جديدة أو اتخاذ قرارات تنعدم فيها البساطة. ومن المستحسن أن يتوفر المكلف بالتقييم على معارف عامة في مجال منهجية حل المشاكل و اتخاذ القرارات التي تطبق في الإنتاج الأنظف أو في أي قطاع من التدبير التكنولوجي. ويمكنه، على سبيل المثال لا الحصر، اعتماد طريقة خطط، اعمل، تحقق، راجع التي اقترحها ديمنغ لقطاع الجودة الصناعية والمطبقة في تخطيط أنظمة التدبير البيئي (الفصل 3).
عادة ما يتم التمييز النظري بين ما إذا كان المشكل روتيني أما لا أو إذا كان من الممكن وصفه عن طريق الرياضيات أم لا، الخ. إلا أنه، عموماً، يشتمل على المراحل والمراحل الفرعية التالية [87]:
يمكن تطبيق الأدوات السبع للمراقبة الإحصائية للجودة [88] مباشرة في الإنتاج الأنظف لتحسين تصرف سلسلة تصنيع ما عن طريق المراقبة الإحصائية للمعالجة [89]، بما أن صنع المنتجات بداخل حدود الجودة يعني عدم ضرورة استرجاع المواد وإعادة تصنيع المنتج أو، في أسوأ الأحوال، أو إرسال المنتج بكامله إلى تيار متبق. إلا أن الأدوات السبع، علاوة على ذلك، يمكن تطبيعها بشكل فردي كأدوات خلال عملية تقييم الإنتاج الأنظف وبشكل عام في أنظمة التدبير البيئي. .
والأدوات السبع هي:
يبين الرسم البياني للتدفق العلاقات الموجودة بين عناصر نظام ما (أنظر المثال) أو علاقات التبعية بين نشاطات عملية ما أو الرسم البياني لتدفق المواد بداخل العملية. واستعماله شائع في كل قطاعات التكنولوجيا.
الصورة 2.6 مثال الرسم البياني للتدفق
إن الرسم البياني للسبب-النتيجة، وهو معروف كذلك بفضل شكله الشبيه بالسلسلة الفقرية للأسماك ويسمى أيضاً رسم إيشيكاوا (نسبة لمخترعه) البياني (أنظر المثال))، يبحث عن تحديد العلاقة بين نتيجة ما وكل أسبابها المحتملة للتعرف، فيما بعد، على العلاقة التي تتسبب في نتيجة سلبية. وعادة ما يتم تقديم الأسباب في أربع (أو ست) مجموعات رئيسية. هكذا يتم استعمال مجموعة (4 P): السياسات، العمليات، المستخدمون، المصنع؛ أو مجوعة (4 M): المواد، الماكنات، المنهجيات، اليد العاملة (مجموعة (6 M) إذا أضيفت لها التدابير والصيانة، على سبيل المثال). ومن أجل بنائه، من المفيد التوفر على رسم بيريطو البياني الملائم.
الصورة 3.6 مثال الرسم البياني السبب-النتيجة (6 M)
إن الرسم البياني لباريطو [90]، [91] يرتب الأصناف حسب ترتيب عكسي (أنظر المثال). وقد اكتشف باريطو أنه في العديد من الحالات يتم تحديد علاقة 80-20 تقريباً بين المعاملات. هكذا، وعلى سبيل المثال، فإنه في مستودع ما يمثل 20 بالمائة من المنتجات 80 بالمائة من قيمة المنتجات المخزنة. ويستعمل رسم باريطو البياني للكشف عن المشاكل ذات الأولوية.
الصورة 4.6 مثال تطبيق مبدأ باريطو
مساهمة مختلف مراحل العمليات في تلوث المياه المتبقية في معمل من المعامل. ويسمح الرسم البياني من ملاحظة أنه من بين 100 مرحلة، تساهم المرحلة 8 بنسبة 35 بالمائة من كل الحمولة الملوثة (مثال الطلب الكيماوي للأكسجين) وكونها من بين المراحل الثلاث ذات أكبر حمولة ملوثة بنسبة الثلثين من المجموع، مما يجعل هذه المراحل تصنف من بين المراحل التي يجب أن تحظى بالأفضلية من أجل تحقيق تخفيض للحمولة الملوثة للمقاولة.
إن المدرّج التكراري رسم بياني شائع الاستعمال في علم الإحصاء، يتم اللجوء إليه لتحديد نوع التوزيع الترددي للتدابير –على سبيل المثال– الخاصة بقياسات صامولة تُصنع بأعداد كبيرة. ففي العديد من الحالات يكون التوزيع الأمثل هو التوزيع العادي أو منحنى (أو جرس) غوص.
إن الرسم البياني للتناسب أو التشتت المستعمل لتحديد ما إذا كانت توجد علاقة بين قياسين أو ما إذا كان يوجد تناسب بين مجموعتين من المعطيات. ويمكن أن يتولد التناسب عن وجود علاقة سبب-نتيجة أو علاقة بين سببين، الخ. ويدل الاتجاه والتجمع على قوة العلاقة.
يبين الرسم البياني للاتجاهات الكيفية التي يتغير بها قياس مع مرور الزمن. ويتم تسجيل الملاحظات حسب نفس الترتيب الزمني للقياسات.
كما هو الشأن بالنسبة للرسم البياني للاتجاهات، فهو يسمح بدراسة التغيرات التي تحدث في عملية تكرارية. ويُشار في الرسم البياني لقيم معدل القياس وحدود المراقة القصوى والدنيا.
أذكر ما إذا كانت الجمل التالية صحيحة أم لا:
تحديد أسباب عدم النجاعة
صنف الجمل التالية التي من المحتمل أن تقدم كجواب عن أسئلة تخص أسباب انعدام النجاعة:
تتميز الصناعة الكيماوية بالتحرك حول المفاعل الذي يعد القطعة الأساسية للعمليات الكيماوية، حيث يتم تحويل جزيئات معينة إلى جزيئات أخرى حسب رياضيات كيميائية مدققة. وترتبط الصناعة الكيماوية الحديثة جزئياً بصناعة البترول الموجود بكثرة في بعض دول منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتعتبر وسيلة للرفع من القيمة المضافة وتحسين المردودية الاقتصادية للصادرات. وفي الواقع فإن العمليات الوحدية لتصفية البترول هي نفسها في الصناعة الكيماوية التي تكون أكثر تخصصاً لتحقيق هدف معين. ويمكن ذكر الوزن الكبير، في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لإنتاج المخصبات والخبرة التاريخية في بعض القطاعات مثل دباغة الجلود أو النسيج. وتشتمل العديد من القطاعات الصناعية في تكنولوجيتها على تحويلات كيماوية مدمجة في عمليات التصنيع الخاصة بها. ونظراً لتعقيدها وقيمتها الاقتصادية ووقعها على البيئية فإن الصناعة الكيماوية شكلت موضوع دراسات عديدة لتحسين النجاعة البيئية للقطاع.
وفي هذا الفصل:
من الصعب التفكير في العالم المعاصر من دون الصناعة الكيماوية. بحيث تعتبر مساهمتها حاسمة في تقدم المجتمع الحديث وتحسين جودة العيش وتوفير الشغل، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لنسبة جد مرتفعة من الناس.
وفيما يلي بعض الأمثال عن هذه المساهمة:
وعلاوة على ذلك، يمكن ذكر قائمة موسعة من القطاعات التي تشمل التكنولوجيات الأكثر قرباً من استخراج المعادن أو الحصول على المنتجات الطبيعية أو المنتجات المدمجة في الصناعات الأكثر تنوعاً: التعدين، الورق، الخ.
وقد تم التعامل مع فوائدها كما لو كانت تافهة، وعلى العكس من ذلك، فإن الإنتاج المتزايد والذي لم يكن يكترث بالمشاكل البيئية، أظهر الآثار الجانبية السلبية لأنظم الإنتاج المعتمَدة. وقد أدت ضروري تحصيحي وقعها واهتمام القطاع باسترجاع صورة صحيحة أدى إلى السبق في تطبيق النجاعة البيئية. هكذا ومنذ سنوات، أصبح من الممكن العثور على العديد من الإشارات، في منشورات القطاع الكيماوي، التي تدخل الوقاية في المصدر والتقليل كوسيلتين مفضلتين لتفادي الوقع البيئي والتي تأول التيارات المتبقية كمؤشر واضح يدل على فقدان المردودية [92]،[93]،[94]،[95].
وقبل مواجهة المشاكل البيئية كان على الصناعة الكيماوية بذل مجهودات كبيرة لحل مشاكل السلامة والنظافة الصناعية والتي عادة ما تكون مرتبطة بالمشاكل البيئية. لهذا فإن الإنتاج الأنظف له فائدة متعددة ومكملة بالنسبة للقطاع، إضافة إلى فائدة الحفاظ على المواد الأولية والطاقة واستعمالها بنجاعة بحكم أن الصناعة الكيماوية تستهلك كميات هائلة منها.
في العمليات الكيماوية تجتمع عدة أنواع من العمليات الوحدية (توجد مفصلة في العديد من دلائل التشغيل للعمليات الأساسية وهندسة التفاعلات الكيماوية).
ويمكننا التمييز ما بين:
قليلاً ما تُنجز التفاعلات الكيميائية في اتجاه وحيد من جزيء إلى جزيء آخر. وعلى العموم يمكن للدرات والجذور الحرة النشطة أن تتجمع في أشكال مختلفة وتعلق الأمر آنذاك بالتفاعلات المتوازية والتفاعلات المتوالية. والنتيجة هي تولد منتجات فرعية في الوقت الذي يحصل على المنتج المرغوب فيه. عندما تعذر استعمال المنتجات الفرعية، تتحول إلى نفايات (لائحة رقم 1.7).
لهذا السبب من الضروري البحث عن طريقة للرفع من النجاعة المادية، التي يُستفاد منها أنها العلاقة بين مجموع المنتجات ومجموع المواد الأولية والثانوية المستعملة في المعالجة، وتفادي ظروف انعدام النجاعة (القائمة 2.7) في عمليات التصنيع.
القائمة 2.7 الظروف التي يتولد فيها أكبر قدر من التيارات المتبقية
يكون احتمال تولد التيارات المتبقية أكبر إذا:
إن النجاعة المادية (أي عكس الحدة المادية أو استهلاك المادة الأولية بالنسبة لوحدات المنتجات) تختلف كثيراً حسب الفرع الصناعي (الجدول 3.7) الذي نكون بصدده.
وتتوجه مجهودات الصناعة الكيماوية، التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة، إلى الحفاظ على الطاقة والنجاعة الطاقية خلال عمليات التصنيع لتحسين الحدة الطاقية (كمية الطاقة المستهلكة بالنسبة لكل وحدة من المنتج). ولأسباب اقتصادية في الماضي لم يتم التطبيق المباشر للطاقات المتجددة إلى في حالات قليلة، بالرغم من إنجاز أبحاث معينة، مثل استخدام الطاقة الشمسية مباشرة في العمليات الكيماوية التي تتطلب درجات حرارة عالية.
الفرع الصناعي | حجم الإنتاج (بالأطنان) |
نجاعة المادة (كلغ./كلغ.%) |
---|---|---|
التكرير | 106 -108 | 90 بالمائة |
الكيمياء الأساسية | 104 -106 | 20-50 بالمائة |
الكيمياء الدقيقة | 102 -104 | 2-20 بالمائة |
الصيدلي | 101 -103 | 1-4 بالمائة |
إن وقع الصناعة الكيماوية يهم كل المتجهات البيئية:
بعض الآثار البيئية التي تولدها الصناعة الكيماوية والتي لها وقع عالمي تحظى بمعالجة خاصة. ويتعلق الأمر ب:
تعقيد المعالجة المتكاملة لكافة أنواع الانبعاثات والتي تضطر الصناعة الكيماوية إلى إجرائها تساعد على تطبيق النجاعة البيئية التي تم فرضها بسهولة نسبية في الشركات الكبرى. وقد أدى هذا التعقيد إلى صعوبة تقدم المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في القطاع والتي توفر لها منهجية الإنتاج الأنظف حلاً مناسباً للسير قدماً في هذا الميدان.
ربما حصلت تسمية الكيمياء الخضراء على أكبر عدد من الأتباع، بحيث تطلق على تطوير طرائق جديدة لاصطناع [97]،[98]،[99]،[100] المنتجات التي تأخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية انطلاقاً من أول مستوى لبحث مواد جديدة. والكيمياء الخضراء، التي يطلق عليها أيضاً اسم الكيمياء الرحيمة أو الكيمياء المستدامة، تهدف إلى تطوير طرائق للاصطناع تطبق قدر الإمكان ما يلي:
وتحتوي القائمة 4.7 على وصف لمبادئ الكيمياء الخضراء.
لقد تم إدخال تطبيق مفهوم الأمثلية عن طريق التجارب أو بواسط نماذج رياضية بسهولة في هندسة العمليات كأداة أساسية في التصميم. إلا أن خصائص علم الكيمياء في مجال المختبرات لا يسهّل التوصل إلى أمثلية طرق الاصطناع. ففي مختبرات البحث ينصب الاهتمام على الحصول على جزيء بطريقة اقتصادية نسبياً من دون إعارة الاهتمام المناسب للمنتجات الفرعية لعمليات التحويل.
بالتدريج ووعياً منها بعواقب طرق الاصطناع على البيئية والفوائد أو المضار التي قد تمثلها وضعيتها بالنسبة لمنافسيها، بدأت مراكز البحث التطبيقي في اعتماد فلسفة جديدة لتصميم العمليات والمنتجات الكيماوية التي تقلل من استعمال المواد و/أو تحذف توليد النفايات، وفي الوقت ذاته ترفع من السلامة والوقاية خلال مراحل الإنتاج.
ويمكن سبر أغوار إمكانيات طرق اصطناع جديدة أكثر صحة، مثال النظام الخبير للكيمياء الخضراء وقاعدة المعطيات المتوفرة بخصوص الكيماء الخضراء [101].
جزء من الشروط الضرورية للتحدث عن الكيمياء الخضراء يتم تحقيقها خلال مرحلة تطوير العملية، في إطار التعاون الذي يتم بين باحثي المختبر والمهندسين الكيماويين الذين يسهلون إدخال تحسينات –عندما يشتغلون في إطار فرق متداخلة– تهدف إلى:
خلال السعي وراء التجديد، تم اقتراح بدائل للعمليات الكلاسيكية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر:
من بين التقنيات الأخرى التي وجدت تطبيقات جديدة لها نجد الكيمياء الكهربائية. في إسرائيل، أدخلت شركة تغييرات جذرية في إنتاج حمض بطريقة تحليلية كهربائية. وتحتوي بطاقة ميدكلين رقم 38 على وصف لتلك التغييرات.
يتقرر تكوين العمليات الكيماوية في الأخير خلال مرحلة التصميم. وقد تم ا قتراح العديد من المناهج التي في الواقع لا تختلف كثيراً عن بعضها البعض والتي تحدد تراتبية القرارات الهادفة على تطوير استراتيجية منطقية خلال انتقاء الخيارات الممكنة. وتبدأ المناهج التراتبية بتفكيك التصميم إلى أجزاء أكثر بساطة، وتتم معالجتها بطريقة تسلسلية فيما بعد.
اقترح دوغلاس [102] أول منهج للتصميم التراتبي عن طريق تقسيم مهمة اصطناع العمليات المعقدة واتباع مستويات اتخاذ القرارات التالية:
هناك بديل عن اقتراحات تغيير أو توسيع مقترح دوغلاس الخاص باصطناع العمليات، ويتعلق الأمر بالرسم البياني الدائري [103] [103] لسميث وبيتيلا (الصورة 1.7)، والذي يحلل المكونات الآتية من الداخل في اتجاه الخارج في شكل طريق طبقات متراكزة: المفاعل، الفصل وإعادة الدوران، شبكة تبادل الحرارة والخدمات الثانوية.
الصورة 1.7 الرسم البياني الدائري
العديد من التحويلات الكيماوية لا تؤدي إلى منتج بسيط. إلى جانب التفاعل الرئيسي تحدث تفاعلات متوازية و/أو متوالية تولد مواد ثانوية تتحول بدورهها إلى منتجات فرعية أو نفايات. لهذه فإن البحث يتجه نحو إيجاد الظروف المثلى للمفاعل، الحرارة، مدة البقاء، المادة الحفازة، الخ. للتوصل إلى:
ويمكن التمييز بين خمس مصادر محتملية لتكوين المواد الفرعية و/أو التيارات المتبقية (حسب الاستعمال أو الرفض المحتملين) في المفاعلات الكيماوية:
الإنتاج الأنظف المواد الفرعية أو التيارات المتبقية بموازاة مع التفاعل الرئيسي (الجدول 5.7):
P ← B + A (المنتج) + S (المنتج الفرعي/التيار المتبقى)
التفاعلات الثانوية المتتالية انطلاقاً من المنتج الرئيسي والتي تولّد المنتجات الفرعية المتبقية (الصورة 6.7):
B + A ← المنتج
S ← P (المتج الفرعي/التيار المتبقي)
لقد تمت دراسة تحسين المردودية وتخفيض تكون المنتجات الفرعية المتبقية بإسهاب. وتمنح العديد من الدلائل [104]،[105]،[106] تحليلات مفصلة عن تلك الإمكانيات. ويبتدئ التقييم بالتعرف على العوامل الحاسمة في التفاعلات [107]،[108].
بعد ذلك يجب تطبيق مبادئ علم الهندسة في:
بهدف تحسين التحويل يمكن التفكير في:
إذا كان فصل المادة الأولية وإعادة دورانها اللاحقان لا يشكلان أية مشكلة، فإنه من المستحسن عدم الانشغال بكثرة بخصوص درجة التحويل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التحويل المرتفع يرفع من نجاعة الفصل وينقص من التكلفة.
إن إنتاج مبيدات الأوبئة، نظراً لسموميتها، حالة خاصة من حيث أهميتها في التقليل من النفايات وتحسين مردودية الإنتاج. وفيما يلي مثال لتحسين التحويلات الكيماوية أنجزته شركة لصناعة مبيدات الأعشاب في كرواتيا، والتي تم التوصل إلى تحسينات مهمة مثل تلك المذكورة ببطاقة ميدكلين رقم 12.
أثناء اختيار المفاعل (الصورة 2.7) يجب الأخذ بعين الاعتبار:
الصورة 2.7 نوع المفاعل
في التفاعلات المتوازية التي تولد منتجاً (P) ومنتجاً فرعياً أو نفايات (S):
عندما تكون مادتان أوليتان متفاعلتان (B + A)، يمكن مزج التغذيات للحصول على عملية شبه متقطعة:
خلال التفاعلات المتتالية:
لتحسين الانتقائية يمكن:
بموازاة مع الاهتمام الذي أثارته الكيمياء الخضراء تجدر الإشارة إلى الحفز الكيماوي [109]،[110]. وتعلب المواد الحفازة دوراً تتزايد أهميته في سبيل تحسين انتقائية التفاعلات ويمكن أن تشكل عاملاً هاماً لإيجاد طرائق جديدة لاصطناع المواد. وتكمن الأهمية خصوصاً في التفاعلات المحفَّزة في الطور المتغاير، كما هو الشأن بالنسب لمادة حفازة صلبة في غازات تتفاعل، لأن الفائدة الإضافية تكمن في أن المادة الحفازة لا تتطلب عادة طور الفصل لاسترجاعها.
وكمثال على ذلك نذكر إحدى فروع الحفز الكيماوي الأكثر أهمية والتي تعنى بعمليات التأكسد. عادة ما تحدث التأكسدات بانتقاءات منخفضة لأن العديد من تفاعلات الأكسدة تستعمل الأوكسيجين الجزيئي كعامل للأكسدة. فالأكسجين له فوائد اقتصادية نظراً لسهولة اقتنائه، إلا أنه ينطوي على مشاكل تقنية. ومن بين المشاكل التي تطرح نفسها نجد الحاجز المرتفع للتشغيل، والذي يمكن تخطيه بواسطة الحفز الكيماوي. وعلى العموم هناك مشكل آخر يتمثل في أن الديناميكية الحرارية تشجع التأكسد الكلي مع تكوّن ثاني أكسيد الكربون والماء كمنتجين نهائيين. ويعد هذا ظرف أقل انتقائية لأنتاج مواد مأكسدة جزئياً. وهنا أيضاً تمثل التأكسدات الحفازة تحسيناً ملموساً. وبمزج كواشف ملائمة ومواد حفازة يتم التوصل إلى حلول تقنية إيجابية. هكذا فإنه إذا تم مزج مادة حفازة أساسها الزيوليت مع محلول مائي لبيروكسيد الهيدروجين فإنه يتم تشغيل العديد من الهيدروكربونات، مع فوائد تتمثل في انتقائية شكل النظير المرغوب فيه أو سهولة استرجاع المنتج أو فصل المنتجات الفرعية أو إعادة توليد المادة الحفازة.
إن المادة الحفازة المثلى تكون انتقائية ولا تحتاج للمذيبات. بالرغم من أنه لن يتم أبداً التوصل إلى الوضع الأمثل فإنه من الممكن التوصل إلى مقاربة تقريبية. إضافة إلى عيوب الانتقائية وضرورة استعمال المذيبات، هناك مشكل التعطيل التدريجي للحفز الكيماوي.
هناك تقدم آخر له علاقة بالتفاعلات الحفازة يتمثل في استعمال الماء عوض المذيبات العضوية. فالماء سائل جيد لتنسيق العديد من المواد الحفازة. فالعديد من التفاعلات (ديلز-أدلير، تفاعل كربونيلية، تفاعل الألكلة وتفاعل التبلمر) يمكنها أن تحدث في أساس مائي. هناك عامل وحيد سلبي هو كون المواد الحفازة المعدنية غير قابلة للذوبان في الماء، إلا أنه يتم إحراز تقدم في هذا المجال، لأن المواد الحفازة بإمكانها أن تتحد مع الليجندات المحبة للماء التي تثبت وجودها في المحلول.
علاوة على ذلك فإن الهندسة في التفاعلات سهلت مراقبة التفاعلات الحفازة بواسطةط تكنولوجيا مركبة من مفاعل-مادة حفازة. هكذا على سبيل المثال، فإنه عندما يُراد ضبط حرارة التفاعل في إطار حدود معينة تكون ملائمة للتفاعل المرغوب فيه من الناحية الديناميكية الحرارية، فإنه يمكن استعمال مواد حفازة على فراش مُسيّل لتحسين توزيع التدفقات ونقل الحرارة.
يجب أن تأخذ تغييرات العمليات بعين الاعتبار تحسينات التفاعلات وعمليات الفصل معاً. ففصل المواد والمواد الفرعية والتيارات المتبقية غير المرغوب فيها والمواد التي لم يتم تحويلها في طور التفاعل بأكثر قدر من الانتقائية له تأثير كبير على النجاعة البيئية للعمليات. إضافة لإعطاء منتجات بالجودة المرغب فيها فإنها تسهل إعادة الدوران المباشر أو فصل التيارات المتوجهة نحو إعادة الدوران أو الاستعادة أو المعالجة. ويتعلق الأمر بالحصول على مزيج أمثل من التفاعل-الفصل.
وتدابير الإنتاج الأنظف الممكن تطبيقها كثيرة (التقطير، الامتصاص، الخ.) وبما أن التفاعل مرحلة مميزة للصناعة الكيماوية فإن عمليات الفصل تكون لها فرص عديدة في قطاعات صناعية أخرى. إن فصل المذيبات واستعادتها، على سبيل المثال، مفيدة في الصناعة الكيماوية وفي الوقت ذاته في معالجات السطوح التي تستعمل المذيبات لإزالة الدهون.
فالبحث عن ماكنات أكثر انتقائية وعن مراقبة أوتوماتيكية أفضل وتسلسلات فصل المنتجات المتعددة (الصورة 3.7) وفصل التيارات المتبقية وبورصة المواد الفرعية وإعادة الدوران الخارجي تشكل فرصاً حقيقية لتحسين العمليات الكيماوية [107].
الصورة 3.7 بدائل الفصل بعد تفاعل B+A ← (A)+S+P
إن العمليات المتقطعة عادة ما تكون مقترنة بالمقاولات الصغرى والمتوسطة لأنها تطبق في العديد من صناعات الكيمياء الرفيعة والكيمياء الصيدلية. فالخطوات الواجب اتباعها في تقييم الإنتاج الأنظف لعملية موجودة تتم بصورة متقطعة هي نفسها التي يتم اتباعها في المستويات المختلفة لتصميم عملية جديدة [111]، [112].
إن ملائمة مقترح دوغلاس للعميات المتقطعة هي [111]:
في المستوى الأول يتم تحديد تغذيات العمليات والتفاعلات الرئيسية والثانوية والتحويلات المنتظرة وانتقائية التفاعلات والتيارات المتبقية التي تتولد. فخيارات الإنتاج الأنظف التي يجب تحليلها في المستوى الأول هي:
في المستوى الثاني يتم التركيز على المفاعل باعتبار أن الأطوار المختلفة للعملية: الشحن، التسخين، التفاعل وتفريغ المفاعل. المسائل التي عادة ما تطرح في التقييم هي:
في المستوى الثالث يجب تقرير نوعية الفصل الممكن استعمالن وما إذا كان سيُجرى مباشرة من المفاعل أو بواسطة مستودع منفصل. الاعتبارات المعتادة بالنسبة لكل بديل هي:
في المستوى الرابع يتم تحليل التكامل الحراري للعملية. في العمليات المتقطعة يوجد تعقيد إضافي نظراً لأن التيارات الساخنة والباردة تحدث في فترات مختلفة من العملية. ويمكن تركيب مستودع كخزان للحراة، إلا أن ذلك يتطلب معدات إضافية وقد يؤدي إلى فقدان المرونة. فالاعتبارات الخاصة بهذا المستوى هي:
يتعلق المستوى الخامس بالعمليات المتقطعة لأنه قد تتولد كميات كبيرة من النفايات خلال التطهير أو قد لا توجد برمجة مناسبة لصنع مختلف المنتجات في نفس المصنع. وفيما يلي مثال النقاط التي ينبغي التفكير فيها:
ساند أو عارض الجمل الآتية:
رتب أطوار اصطناع العمليات المقترحة من قبل دوغلاس:
رتب مستويات تقييم العمليات المتقطعة
إلى حدود فترة قريبة، لم يحظى ادخار الماء العناية الكافية من قبل رجال الصناعة. في المعالجة الصناعية كان يعتبر الماء مصدراً ذا تكلفة جد بخصة بالمقارنة مع المواد الأولية الأخرى. وعندما اكتُشف أنه مصدر محدود –وهي مسألة كانت واضحة أكثر في منطقة البحر الأبيض المتوسط– وأن عمليات التصنيع تعتمد كثيراً على الماء وأن الماء الجيد له تكلفة في ارتفاع مستمر، تم البدء في تطوير تدابير للحفاظ على المورد واستعادة.
وفي هذا الفصل:
إن قلة الماء الحلو في منطقة البحر الأبيض المتوسط تعد من بين الخصائص الأكثر أهمية في التخطيط الصناعي وإحدى الجوانب المهمة التي ينبغي اعتبارها كجزء من تشجيع وتطبيق الإنتاج الأنظف في دول المنطقة.
ويبين الجدول 1.8 العلاقة بين الاستهلاك والموارد المتوفرة [113]. فأرقام الجدول كافية لفهم أهمية تدبير صحيح للماء في كل المجالات. فبعض الدول تستهلك سنوياً كمية تفوق مواردها المتجددة، مثل ليبيا ومصر وإسرائيل، أما دول أخرى فتستهلك نسباً عالية جداً من دون أن تصل إلى الوضعية الحرجة للدول المذكورة من قبل. ويجب موازنة هذا القصور بواسطة استهلاك الماء من أصل أحفوري غير متجدد أو بتطبيق تكنولوجيات مستهلكة اللطاقة.
ومن المتوقع أن يشكل الماء سبباً للنزاعات في المستقبل. وقد تنتج المشاكل لا عن القصور من حيث الكم فحسب، بل وكذلك من حيث جودة المياه بسبب الانسكابات الصناعية ولأسباب أخرى مثل سوء تدبير الموارد المائية. إن تدبير الماء، بما فيه التدبير في الصناعية، يتطلب تطبيق تدابير وقائية.
الموارد الطبيعية المتجددة من الماء | استخراجات الماء (في السنة) | إنتاج الماء المُحلّى (بملايين الأمتار المكعبة) | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
السنة | المجموع (ملايين الأمتار المكعبة) | لكل نسمة (متر مكتعب لكل نسمة) | النسبة المائوية للموارد المتجددة من الماء | التوزيع على القطاعات (النسبة المائوية) | |||||||
مجموع الكلومترات المكعبة | * | لكل نسمة (متر مكعب لكل نسمة) | |||||||||
الزراعة | البيوت | الصناعة | |||||||||
العالم | 650 | 71 | 9 | 20 | .. | ||||||
ألبانيا | 42 | 13.178 | 1995 | 1.400 | 440 | 3 | 71 | 29 | 0 | .. | |
البوصنة والهرسك | 38 | 9.088 | 1995 | 1.000 | 292 | 3 | 60 | 30 | 10 | .. | |
كرواتيا | 106 | 22.654 | 1996 | 764 | 164 | 1 | 0 | 50 | 50 | .. | |
فرنسا | 204 | 3.414 | 1999 | 32.300 | 547 | 16 | 10 | 18 | 72 | .. | |
اليونان | 74 | 6.984 | 1997 | 8.700 | 826 | 12 | 87 | 10 | 3 | .. | |
إيطاليا | 191 | 3.330 | 1998 | 42.000 | 730 | 22 | 48 | 19 | 34 | .. | |
سلوفينيا | 32 | 16.070 | 1996 | 1.280 | 642 | 4 | 1 | 20 | 80 | .. | |
إسبانيا | 112 | 2.793 | 1997 | 35.210 | 884 | 32 | 68 | 13 | 19 | .. | |
الجزائر | 14 | 460 | 1995 | 5.000 | 181 | 39 | 52 | 34 | 14 | 64 | |
مصر | 58 | h | 830 | 1996 | 66.000 | 1.055 | 127 | 82 | 7 | 11 | 25 |
إسرائيل | 2 | 265 | 1997 | 1.620 | 287 | 108 | 54 | 39 | 7 | .. | |
لبنان | 4 | h | 1.219,50 | 1996 | 1.300 | 400 | 33 | 68 | 27 | 6 | 0 |
ليبيا | 1 | 108,5 | 1999 | 4.500 | 870 | 801 | 84 | 13 | 3 | 70 | |
المغرب | 29 | 936 | 1998 | 11.480 | 399 | 43 | 89 | 10 | 2 | 3,4 | |
سوريا | 26 | h | 1.541 | 1995 | 12.000 | 844 | 55 | 90 | 8 | 2 | 0 |
تونس | 5 | 576,5 | 1996 | 2.830 | 312 | 54 | 86 | 13 | 1 | 8,3 | |
تركيا | 229 | h | 3.344 | 1997 | 35.500 | 558 | 17 | 73 | 16 | 12 | 0,5 |
h: معطيات التدفق المضمون انطلاقاً من اتفاقيات أو معاهدات مبرمة مع دول أخرى
في منطقة البحر الأبيض المتوسط، يجب أن تسترعي مهمة التدبير المستدام للماء في الصناعة وترشيد استعماله اهتماماً خاصاً في إطار فرص الإنتاج الأنظف، بما فيها أعمالاً تتطرق خصيصاً للماء. وفي الواقع فإن بعض المؤسسات في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تهتم بالإنتاج الأنظف، بما في ذلك أعمال موجهة خصيصاً لموضوع الماء. وفي الواقع فإن بعض مؤسسات منطقة البحر الأبيض المتوسط المتخصصة في الإنتاج الأنظف تتعامل مع الماء على أنه عامل يحظى بالأولوية.
في كل الأحوال، يجب اعتبار الماء على أنه مورد حيوي له دور حاسم في تحقيق التطور المستدام. وفي الدول المصنعة يرجع الفضل إلى حد ما إلى توفر موارد جيدة من الماء، إلا أنه في هذه الدول أصبح الماء مورداً متناقصاً بسبب غياب الترشيد في تدبيره.
وبالرغم من أنه من الضروري اعتبار الماء كمادة أولية أخرى أو مذيب يستعمل في الصناعة، إلا أنه توجد أسباب تاريخية تحول دون هذه النظرة.
وأخيراً، تبين وجود أسباب وجيهة لدعم نظام فعال لتدبير الماء في الصناعة من بينها:
أمام هذا المشكل وضعت وشددت اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأوربا [114] على بعض المبادئ العالمية في تدبير دورة الماء في الأنظمة الإنتاجية، وطالبت كافة الدول بالاهتمام بمراجعة مبادئها المتعلقة باستعمال الماء والتخلص منه. هذه المبادئ، بالشكل الذي وُضعت به، صالحة للإنتاج الأنظف.
كما هو الشأن بالنسب لجوانب أخرى فإن الانتقال إلى تدبير جيد للماء لم ينطلق من تحليل المشاكل في المصدر. عندما اضطرت الصناعة إلى تصحيح مشاكل التلوث التي كانت تتسبب فيها، اعتمدت في البداية ممارسة تتمثل في معالجة المياه المتبقية بعد التصنيع. هذه الممارسة كانت مدعومة في البداية من قبل سياسات بيئية تشجع المعالجات بعد التصنيع بدل تشجيع الاستعادة. وحتى عندما توجد رغبة في تطبيق تدابير للحفاظ على الماء قد تظهر بعض العراقيل الخاصة بالمعايير المطبقة. هذا هو ما يحدث بالضبط عندما تطبق على الصناعات حدود قصوى لتمركز الانسكابات وليس على الكميات الإجمالية للمواد الملوثة المسكوبة.
لم يكن ادخار الماء آنذاك يحظى بالتشجيع لأن الادخار كان يؤدي إلى تعدي حدود التركز (كانت بعض الصناعات تستعمل الماء النقي لتخفيف المياه المتبقية إلى أن يتم الحصول على التركز الملائم).
إن تقييم تدبير الماء يمكنه أن يتم بطريقة مستقلة ومنعزلة كجزء من تقييم بسيط أو برنامج كامل للإنتاج الأنظف أو كجزء من تطبيق نظام تدبير بيئي.
ويشمل إنجاز تقييم خاص بتدبير الماء (استهلاك المياه وتوليد المياه المتبقية) والتغييرات المحتملة ما يلي:
يُستعمل الماء في الصناعة في العديد من التطبيقات التي تختلف من حيث الكم والكيف. وتبعاً للتطبيقات تتراوح الأحجام المستهلَكة ما بين بضع لترات إلى العديد من الأمتار المكعبة في الساعة: [115]، [116]
استعمال الماء بكميات كبيرة
استعمال الماء بكميات متوسطة
استعمال الماء بكميات أقل
استهلاك الماء الشروب
إن الجودة الضرورية تختلف حسب الاستعمال الذي يخصص للماء. هناك القليل من التطبيقات التي تحتاج إلى ماء ذي جودة عالية. عادة ما يُستعمل في التطبيقات ماء ذو جودة تفوق الجودة المطلوبة من المعايير الصارمة. توفر متطلبات الجودة المختلفة إمكانية استعادة الماء واستعمال المياه بطريقة الشلال، بحيث يتم الاستعمال التدريجي للمياه الملوثة جزئياً في تطبيقات تتطلب ماءً ذو جودة آخذة في التدهور تدريجياً، بالرغم من أنه من الضروري تطبيق بعض تكنولوجيات المعالجة الجزئية الوسيطة قبل إعادة الاستعمال. فقط المياه التي تستحيل إعادة دورانها يجب أن تفرغ في قنوات الصرف بعد معالجتها في حالة عدم توفرها على الجودة المطلوبة للتخلص منها.
يمكن تصنيف المياه المتبقية التي تتولد عن العمليات حسب مصدرها وجودتها. فجودة الماء لها ارتباط وثيق بالاستعمال الذي خضع له. وعادة ما يكون من الأنسب فصل المياه المتبقية لكي تتم معالجتها بالمزيد من النجاعة أو تسخيرها لأغراض معينة. فالمياه المركزة قد تساعد من الناحية الاقتصادية على استرداد المادة الملوثة. وتنطبق هذه الحالة على الكروم الموجود في المياه المتبقية الناجمة عن ذبغ الجلود أو المعادن الثقيلة لأنظمة تلبيس السطوح. علاوة على ذلك، تكون معالجة بعض المياه المفصولة لإعادة استعمالها أسهل من تنقيتها جيداً لتفريغها في الوسط المستقبِل في ظروف صحيحة.
في معمل ما يمكن البدء بفصل المياه حسب مصدرها:
تتمثل الأنواع الثلاثة الرئيسية لتخفيض أحجام الماء المستهلك في:
إن استهلاكات الماء لا تتوافق دائماً مع الحاجيات الحقيقية. وتوجد العديد من احتمالات الحفاظ على الماء في مرافق التصنيع التي يمكن تحديدها وتقييمها أو حتى التقليل منها بعد القيام بالقياسات الضرورية من دون حاجة إلى اللجوء إلى الخبراء، إلا أن مساهمتهم ستساعد، ولا شك، على الرفع من احتمالات الترشيد.
وعلى سبيل المثال، هذا ما يحدث في الأنظمة التي يجري فيها الماء بحرية، من دون نظام ضابط، بحيث يتكيف تدفق الماء والضغط مع حجم الأنابيب. وهناك حالة مترددة تتمثل في التنظيف بخرطوم الماء من دون حابس. إن ضبط الضغط وشطف الماء بواسطة الضغط كذلك يحسن نجاعة عملية التنظيف. وخلال تنظيف الخزانات أو القطع ذات الأشكال المختلفة يجب تكييف رأس الشطف لشكل القطعة التي يراد تنظيفها والاختيار –على سبيل المثال– ما بين شطف مخروطي أو مطول. بفضل أنظمة ملائمة يتم التوصل إلى ادخار الماء بنسبة تتراوح ما بين 15 و 60 بالمائة [117].
إن اعتماد نظام الغسيل في المكان الذي يتم وصفه في البطاقة ميدكلين رقم 49، "تحسينات في نظام الغسيل: نظام يسمح بنقص حجم الماء المستهلك وفي حالة مصنع للأغذية الذي يتم وصفه، بالحد من الشحنة الملوثة التي يجرفها ماء الغسيل.
إن أنظمة التبريد التي تستعمل الماء بكثرة عادة ما تتسبب في دوران كمية مفرطة من الماء ولا تستغل إلا القليل من قدرة المبدل وارتفاع درجة حرارة الماء، مما يُترجم إلى استعمال غير فعال لبرج التبريد.
القياسات ضرورية لمعرفة الاستهلاك ووضع مختلف أنواع موازنات المواد والطاقة. ونفس الشيء ينطبق على الماء. ففي أي مصنع توجد علاقة بين الإنتاج واستهلاك الماء. ولتخفيض أو القضاء على الخسائر (أو الاستهلاكات غير الضرورية) يجب قياس الاستهلاكات ومقارنتها مع الحاجيات الحقيقية. وغالباً ما تكون معرفة قياس الاستهلاكات غير كافٍ، لأنه يجب التوفر على قيم الاستهلاك الأقصى أو التوزيع الأسبوعي أو الفصلي. ويمكن تقييم التسرب في أنظمة الأنابيب المدفونة أو التي تصعب مراقبتها إذا كانت تتوفر لدينا القياسات اللازمة. إن مقارنة القياسات بين فترات التشغثل وفترات التوقف عادة ما تكون مهمة.
بعض الأمثلة عن فرص الحفاظ على الماء في العمليات وفي الخدمات الثانوية تمثل في:
إن بدائل إعادة الاستعمال التي يمكن أن تطرح بالنسبة للمياه المتبقية تكون خاضعة لخصائصها وجودة الماء المرغوب فيها معايير التقييم التقنية والاقتصادية. وكذلك يجب الحصول على البيانات التالية:
يمكن بواسطة تدابير إعادة الاستعمال التوصل إلى ادخار كميات كبيرة من الماء، شريطة عدم محاولة تحقيق تغيير هام في الجودة. يجب تفادي محاولة تنقية ماء متبقٍ معقد التلوث للوصول به إلى درجة جودة عالية. عندما نكون بصدد مزج مياه قادمة من مصادر مختلفة يجب التأكد من عدم تنافر المواد التي تحتويها تلك المياه قبل مزجها.
إن استهلاكات الماء مهمة في بعض الصناعات كما هو الشأن بالنسبة لصناعة السكر. لهذه فإن إجراءات إعادة الاستعمال التي تم إنجازها في مصنع مغربي بهذا القطاع والتي تم وصفها في البطاقة ميدكلين رقم 9، تسمح بالتقليل من استهلاك الماء بنسبة 60 بالمائة.
إن تكوّن طبقات أو ترسبات ناجمة عن نمو ميكروبات أو التآكل هي مشاكل مشتركة تترتب عن استعمال المياه المعاد استعماله والتي يجب مراقبتها. بعض المشاكل الأخرى تكون خاصة بكل قطاع على حدة. فمثلاً في صنع الورق قد يتأثر لون الورق بتواجد الحدي أو المنغنيز.
إن العديد من تكنولوجيات الاستعادة تتوافق مع التكنولوجيات المستعملة في المعالجات الاعتيادية للمياه المتبقية (الجدول 2.8). إن عمليات معالجة الأحجام الكبيرة مثل الصفق أو إزالة الكلس أو المعالجة البيولوجية لها تكلفة تنقية منخفضة نسبياً للمتر المكعب. هناك طرائق أخرى أكثر انتقائية تختلف حسب درجة النقاوة المراد التوصل إليها [116]، [117]، [118].
وتحتوي البطاقة ميدكلين رقم 28الخاصة بشركة إسبانية تصنع المكونات الميكانيكية على مثال لاستعادة الماء بعد مروره من آلة التبخير.
التكنولوجيا | ملوث لا عضوي قابل للذوبان | ملوث عضوي قابل للذوبان | ملوث عالق | ملوث بيولوجي |
---|---|---|---|---|
الاقتلاع بواسطة البخار، الهواء، الخ. | ![]() |
![]() |
||
التبادل الأيوني | ![]() |
![]() |
||
الفحم المفعّل | ![]() |
![]() |
||
التنبيذ (الطرد المركزي) | ![]() |
|||
البلورة | ![]() |
![]() |
||
التحليل الكهربائي | ![]() |
|||
التبخير، التقطير | ![]() |
![]() |
||
الاستخراج بواسطة المذيبات | ![]() |
![]() |
||
الرشح | ![]() |
![]() |
||
التعويم | ![]() |
![]() |
||
الأكسدة البيولوجية | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
الأكسدة الكيماوية | ![]() |
![]() |
![]() |
|
الترسيب | ![]() |
![]() |
![]() |
|
الرسابة (التجلط، التندّف) | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
الفصل عن طريق الأغشية (التناضح، الترشيح الفائق) | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
من بين التكنولوجيات المختلفة التي تم تطويرها بطر يقة عصرية بهدف استعادة وإعادة استعمال الماء توجد تكنولوجيا الأغشية التي تحتل مركز متميزاً. فالرشح بواسطة الغشية يسمح بفصل المكونات عن طريق أغشية من البوليمر التي تعطي مادة سائلة ومادة مركزة. فالمادة السائلة تخترق الغشاء شبه النفاذي. أما المادة المركزة، التي تتبع التدفق التماسي فوق الغشاء، فتجرف جزءاً من السائل ومعه مكونات لا يمكن أن تخترق الغشاء.
إن درجة التركز لها علاقة بتوزيع المواد الملوثة بين الماء المصفى والماء المركز (مثال: المعامل x4 يخص علاقة توزيع 75/25 نفاذية/تركز). إن نجاعة الفصل تتماشى مع الحجم ومع عوامل أخرى خاصة بالجزي المراد فصله.
ويتمثل الهدف المرغوب فيه في الحصول على حجم من المادة المركزة بأصغر حجم ممكن، ولكن مع تفادي وصول أي مكون من المحلول إلى نقطة عدم القابلية للذوبان أو الترسب. ففي ماء عادي يمكن أن يكون العامل المحدِّد إما كاربونات الكلس التي تتساقط ب 500 إلى 1000 جزء من المليون بعد تعديل الرقم الهيدروجيني (فحسب الظروف يتم تعديل pH إلى قيمة حامضة من أجل تحويل كاربونات الكلس إلى بيكاربونات الذي يتميز بقابلية للذوبان أكبر) أو سولفات الكلس الذي يتساقط ب 2000 جزء من المليون أو السيليس الذي يتساقط ب 120 جزء من المليون تقريباً.
وتبعاً لحجم مسام الغشاء يختلف الفصل من الحجم الأيوني والجزئيات الصغيرة (التناضح المعاكس؛ جزء المليون>150) إلى ضخم الجزيئات (التناضح الفائق؛ جزء المليون<1000)، مع أوضاع وسطى (نانو تناضح؛ جزء المليون ما 300-1000). هناك درجة أعلى من التناضح الفائق تسمى التناضح المجهري. ويكون مجال الوزن الجزيئي تقديري نظراً لتدخل بعض العوامل الأخرى مثل شكل الجزيء.
إن فهم فوائد الإنتاج الأنظف يتطلب تقريب الطالب من مواقف حقيقية وتقديم دلائل هامة بخصوص الفرص التي تدعم الاهتمام. وتتوجه العديد من المنشورات القطاعية لتغطية هذه الجوانب. وتعنى إحدى منشورات مركز النشاط الإقليمي للإنتاج الأنظف بقطاع معالجات السطوح [119]. علاوة على ذلك، نجد في البطاقة ميدكلين رقم 2، "الإنتاج الأنظف في مؤسسة في قطاع حمامات الكلفنة عن طريق اعتماد الممارسات الجيدة وتغييرات في المعالجة"، نجد مجموعة منتقاة من التدابير المطبقة والنتائج المحصل عليها.
إن صناعة تلبيسات السطوح المعدنية تولد مياهاً متبقية جد معقدة وسامة، تحتوي على إيونات المعدن الثقيلة والسيانور وبقايا المذيبات التي تتطلب معالجات فيزيائية كيميائية. في هذا القطاع، تتمثل بعض أفضل فرص الإنتاج الأنظف في ادخار الماء في شطف القطع بعد التلبيس.
بعد كل مرحلة تلبيس يجب شطف المعدن الزائد والذي انجرف من الحمامات، مما يفرض استهلاكاً كبيراً من الماء وذلك حسب الإنتاج [119]، [120]، [121]. إنها واحدة من العمليات التي تجد فيها تقنيات ادخار الماء تطبيقاً جيداً ومثالاً ممتازاً لفوائد الغسل العكسي مقارنة مع الشطف البسيط أو الشطف الموازي.
إن الشطف البسيط يتم في خزان بعد عملية التلبيس من دون ماء غير الماء المستعمل في البداية. ولا يضاف الماء النقي خلال الشطف ويفترض أن الخليط في الخزان مثالي. إذا كان التركز الأولي –من حيث المواد الملوثة– لماء الشطف يساوي صفر، فإن التركز في خزان الشطف بعد الغمر ل n مرات هو
حيث
v = الحجم المنجرف في كل غمر (لترات)
V = حجم خزان الشطف
C0 = التركز الأولي لمحلول المادة الملوثة المنجرفة من حمام التلبيس (ملغ/اللتر)
Cn = تركز خزان الشطف بعد الغمر ل n مرات (ملغ/اللتر)
ويكون الانجراف بالنسبة للغمر (v) شبيهاً بدفق q مستمر،
حيث
n = عدد الانجرافات خلال وقت t
Q = دفق مستمر للماء النقي المضاف إلى الخزان والانسكاب من مصرف المياه الفائضة
بعد فترة معينة من الزمن يتم التوصل إلى تركز التوازن
ويكون التركز عند مخرج الخزان n هو
يكون دفق الماء النقي الذي يتم تزويد كل خزان به للحصول على تركز معين للمادة الملوثة Cn هو
إذا كان Q>>q تقريباً يتم الحصول على الشكل المعتاد
ويكون الدفق الإجمالي للماء النقي المستهلك هو
إن تركز المادة الملوثة في الخزان n وفي الانجراف بعد المرور من الخزانات الممتالية n هو
ويكون الدفق Q الضروري إذا كان Q>>q هو
أكد أو انفي صحة الجمل التالية:
يُقترح، كنشاط أولي، استنباط معادلات الأنظمة التي تم تقديمها بالنسبة لأنواع الشطف الأربعة (1.10.8 و 4.10.8).
إن حل هذا النشاط الأول متوفر..
شطف بسيط ومتكرر من دون إضافة ماء نقي
إن الشطف بسيط، من دون إضافة ماء نقي ويفترض أن الخليط في الخزان مثالي. إذا كان التركز الأولي –من حيث المواد الملوثة– لماء الشطف يساوي صفر، و
v = الحجم المنجرف في كل غمر (لترات)
V = حجم خزان الشطف
C0 = التركز الأولي لمحلول المادة الملوثة المنجرفة من حمام التلبيس (ملغ/اللتر)
Cn = تركز خزان الشطف بعد الغمر ل n مرات (ملغ/اللتر)
ويكون موازن المادة الملوثة بالنسبة لعملية الشطف الأولى هو
وتركز المادة الملوثة هو
ويكون موازن المادة الملوثة بالنسبة لعملية الشطف الثانية هو
وتركز المادة الملوثة هو
عندئذ يكون التركز في خزان الشطف بعد الغمر ل n مرات هو
الشطف في خزان وحيد مع إضافة دفق مستمر،
ويكون الانجراف بالنسبة لكل غمر (v) شبيهاً بدفق q مستمر،
q = v.n/t. Q
حيث تكون n = عدد الانجرافات خلال مدة زمنية t Q = الدفق المستمر لماء نقي يُضاف للخزان ومصرف المياه الفائضة
في النظام الانتقالي يكون التركز بعد مدة زمنية t هو
بعد مدة زمنية معينة يتم التوصل إلى تركز التوازن
الشطف في عدد من الخزانات n المتتالية، كل واحد يُضاف إليه دفق مستمر Q من الماء النقي
في حالة السكون يكون التركز في:
مخرج الخزان الأول (المشكل السابق)
مخرج الخزان الثاني
وأخيراً، يكون التركز في مخرج الخزان n هو
إن دفق الماء النقي الذي يزود به كل خزان للحصول على تركز معين من المادة الملوثة Cn هو
إذا كانت Q>>q، يتم الحصول على الشكل الاعتيادي تقريباً
ويكون الدفق الإجمالي من الماء النقي المستهلك هو
الشطف بالتيار العكسي مع تغذية وحيدة من الدفق Q من الماء النقي
في حالة خزانين (C3= 0) في حالة السكون:
الرصيد في الخزان الأول
الرصيد في الخزان الثاني
عن طريق الاستبدال والتشغيل يتم التوصل إلى
يكون تركز المادة الملوثة في الخزان n وفي الانجراف بعد المرور من عدد n من الخزانات المتتالية هو
ويكون الدفق Q الضروري إذا كانت Q>>q هو
وكنشاط ثان، تحديد استهلاكات الماء ومعدل تركزان السوائل الخاصة بالحالات المشار إليها عندما يتم التوصل إلى التشغيل الساكن والانجراف من خزان المعالجة هو لتر واحد في الدقيقة بتركز 100.000 ملغ/وللتر:
نوع الشطف | استهلاك الماء (لتر/الدقيقة) | معدل تركز السائل (ملغ/اللتر) |
---|---|---|
بسيط | ||
2 أطوار متوازية | ||
3 أطوار متوازية | ||
4 أطوار متوازية | ||
2 أطوار بتيار عكسي | ||
3 أطوار بتيار عكسي | ||
4 أطوار بتيار عكسي |
إن هذا النشاط الثاني متوفر كذلك
مثال لحل للشطف في طورين متوازيين
تكون البداية بوضع موازن في مخرج المستودع الأخير (الثاني)
Q = 99 لتر/الدقيقة والخزان
الاستهلاك الإجمالي من الماء = n. Q = 2.99 = 198 لتر/الدقيقة
Salida del 1er depósito
معدل تركز السائل = (99x1000 + 99x10)/198 = 505 ملغ/لتر
جدول باقي الحلول
نوع الشطف | استهلاك الماء (لتر/الدقيقة) | معدل تركز السائل (ملغ/اللتر) |
---|---|---|
Simple | 9.999 | 10 |
2 أطوار متوازية | 198 | 505 |
3 أطوار متوازية | 62 | 1.622 |
4 أطوار متوازية | 36 | 2.777 |
2 أطوار بتيار عكسي | 100 | 1000 |
3 أطوار بتيار عكسي | 22 | 4.641 |
4 أطوار بتيار عكسي | 10 | 9.999 |
في الشركات الصناعة تستعمل الطاقة في أشكال متعددة (كهرباء، بخار، الخ.) وبواسطة معدات جد متنوعة. وقد أصبح الاهتمام بادخار الطاقة يحظى بالأولوية لأسباب اقتصادية إثر أزمة البترول في سنة 1973، وذلك قبل تنظيم الإنتاج الأنظف بكثير. وفي الواقع فن التجربة الطاقة أدت، بعد مرور بضع سنوات، إلى اكتساب منهجية الإنتاج الأنظف بسرعة. وبالرغم من أن الاهتمام الخاص بادخار الطاقة عرف بعض التراجع، إلا أنه انبعث في إطار برامج الإنتاج الأنظف نظراً لأهميته في التغيير المناخي.
في هذا الفصل:
في أواسط عقد السبعينيات، ارتفع سعر الطاقة كثيراً مقارنة مع سعر المواد والمعدات الصناعية. هذا ما برر العديد من الاستثمارات في المعدات لادخار الطاقة. وفي الإطار الاقتصادي الجديد انطلقت حركة للمحافظة على الطاقة وإدخال تحسينات في النجاعة الطاقية. وبعد ذلك، انخفض السعر النسبي للطاقة مرة أخرى ومعه الاهتمام بتحسين تدبير الطاقة.
كانت القطاعات الأكثر استفادة من تحسينات النجاعة هم كبار المستهلكين وصناعات البترول والصناعات الكيماوية وصناعات المعادن الأولية وعجينة الورق ومواد البناء والزجاج. ومن منظور مطلق، ما زال هناك اهتمام مطلق في نفس القطاعات المذكورة. ومع ذلك فإن الفوائد النسبية تكتسي نفس الأهمية بالنسبة لأي نشاط صناعي تشكل فيه الطاقة جزءاً هاماً في تكلفة الإنتاج.
تعد بعض دول منطقة البحر الأبيض المتوسط من بين أكبر منتجي الطاقة الأحفورية وتحصل على جزء هام من مداخيلها في الميزان التجاري بفضل الصادرات من المحروقات. ولا يجب أن يدفع هذا العامل بتلك الدول إلى تقوية صناعة خاصة بها ترتكز على طاقة رخيصة، لأن عدم تحفيز النجاعة الطاقية يمكن أن يؤدي إلى تخطي الفوائد النظرية، لأن ذلك يؤثر على كل الأنسجة الإنتاجية. وفي كل الأحوال يجب ألا تتم عرقلة النجاعة البيئية، بل يجب دعمها كعنصر من عناصر الثقافة الصناعية لكل البلدان.
إن الإنتاج الأنظف دائماً يعتبر الطاقة كمقوم إضافي للنجاعة البيئية للتحويلات. علاوة على ذلك فإن احتمال تغيثير مناخي مقترن أساساً بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال احتراق المحروقات الأحفورية جدد الاهتمام بالحفاظ على الطاقة ونجاعتها، وذلك بتطبيق الطاقات المتجددة. إن التأثير الإيجابي للطاقات المتجددة على التغيير المناخي يتقوى بطريقة غير مباشرة عن طريق تخفيض الكلوروفلوروكاربون الذي يرتبط استعماله بالمعدات التي تستهلك الطاقة.
إن ارتفاع الطاقات المتجددة حاسم للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. تتوفر دول منطقة البحر الأبيض المتوسط على مؤهلات جد مهمة من الطاقة الشمسية والتي يتعين أخذها بعين الاعتبار في المستقبل، إلا أن هذه المؤهلات ستتأثر سلبياً بسبب التغير المناخي المحتمل.
ومع ذلك، وبسبب سعر الطاقة الأحفورية المنخفض نظراً للتنافس بين الدول المنتجة فإنه من المستحيل أن تأخذ الصناعة المبادرة بصفة فردية للانتقال إلى الطاقات المتجدد، ما عدا في ظروف خاصة جداً. هذه الخطوة لن تكون ممكنة على الأمد القريب إلا في إطار استراتيجية تحظى بأداة دعم اقتصادي لتطبيق الطاقات المتجددة.
إن المواد الكلوروفلوروكربونية كانت هي المواد الأساسية الرائجة في الدورة الديناميكية الحرارية للعديد من معدات التبريد في درجة حرارة منخفضة والثلاجات ومضخات الحرارة، الخ.
يتكون النظام الطاقي من العديد من الأنظمة الفرعية التي يمكن أن تشكل موضوع دراسات فردية متخصصة يمكن تحسين أمثليتها باستقلال عن بعضها البعض، ولكن يجب في الأخير إخضاعها لتقييم مشترك. إن تغاير النظام الطاقي يبدأ من الأشكال المختلفة التي تتوفر فيها الطاقة (الحركية، القوة، الكيمياء، الخ.)، إلا أن الطاقة الحرارية والطاقة الكهربائية هي التي تستعمل بشكل مشترك في كل الصناعات. وتطبق الطاقة الحرارية بأشكال متعددة (كماء ساخن أو بخار مضغوط أو زيت حراري) وكذلك تكون مقترنة ببعض المواد في التحويل أو كحرارة حساسة في معدن مذاب أو حرارة للتبخير في طور تبخر لعمود التقطير.
في نظام طاقي يمكن التمييز [122] بين (الصورة 1.9):
الصورة 1.9 الأنظمة الفرعية الرئيسية للنظام الطاقي
مع مرور الزمن يخضع ثمن الطاقة لتغيرات تختلف نسبياً عن التقلبات التي يعرفها ثمن المواد الأولية. لهذا فإن نظاماً طاقياً تم تصميمه وتحسين أمثليته حسب ظروف معينة، قد لا يكون مناسباً في ظروف أخرى. أضف إلى ذلك أن التكنولوجيات تتحسن من خلال بحثها على نجاعة أكبر. إن المراجعة الطاقية (التي تسمى "المراجعة" خطئاً ؛ فهي في الواقع تعادل تشخيصاً أو تقييما يُجرى على النظام الطاقي) يمكنها أن تُنجز كتمرين منعزل، إلا أنه من الأفضل أن تكون جزءاً من برنامج دائم للتدبير البيئي أو برنامج الإنتاج الأنظف أو عنصر من نظام للتدبير البيئي يكون منفذاً بطريقة جيدة. كل هذه الفرص جيدة للتأقلم مع الظروف المتغيرة باستمرار.
إن المنهجية المتبعة في مراجعة البرامج الطاقية [122]، [123]، [124] شبيهة بمنهجية إنجاز تشخيصات أو تقييمات الإنتاج الأنظف (الفصل 5). ويتطلب ذلك الدعم الشامل للإدارة وتخصيص المسؤوليات لمطور حقيقي ومشاركة كل الأطراف المعنية، بما فيها مستعملي النظام. ويمكن لفريق المراجعة البدء بالتأكد من وجود دراسات سابقة بخصوص النظام الطاقي. وتكون نقطة الانطلاقة بهدف التقييم هي الحصول على المعلومات ذات الصلة بالنظام والتي من شأنها أن تساعد على تحديد الأهداف ووضع مؤشرات للتقدم.
ومن بين المعلومات –بحكمها معطيات تكتسي أهمية قصوى– يجب الحصول على:
بعد ذلك يتم تخطيط وتنفيذ المراجعة الخاصة بالنظام الفيزيائي عبر مراحد عديدة. ويجب أن تكون الدراسات على الوثائق مرفوقة بزيارات وتفتيشات ميدانية، من شأنها أن تساعد الخبير على اكتشاف اختلافات محتملة بين الواقع والمعلومات الموجودة على الورق، وكذلك تحديد الفرص التي ترتكز على مجموعة القواعد العملية التي استفاد منها الخبير مع مرور الوقت. وتشمل هذه المرحلة:
وتشمل معلومات التصميم الأصلي والتغييرات المحتملة التي تطرأ على النظام وقوائم المعدات والخصائص وأحسن تقنية متوفرة حالياً للتطبيق، الخ.
كل نظام فرعي وكل مكون (التوليد الطاقي المزدوج وتوليد البخار ونظام التبريد، الخ.) يجب تحليله بمعزل عن الأنظمة الأخرى، وذلك قبل التقييمات الشاملة. وتتم مقارنة نجاعة المعدات الفردية والعزل والأنابيب، الخ. مع المعطيات الأصلية ومع أفضل التقنيات المتوفرة في الفترة الراهنة والتي لا تشكل تكلفة باهضة.
يتم تطبيق مبدأ الحفاظ على الطاقة (أول مبدأ للديناميكية الحرارية) لإنجاز موازن الطاقة والتعرف على استعمالات وضياع مدخلات الطاقة. هذه ا لتحريات عادة ما تكون معقدة عندما توجد عمليات تحويل: احتراق، تفاعلات كيماوية، الخ.
إن التعادل الحراري هو أقصى كمية العمل الذي يمكن لنظام أن يقدمه حتى يتوصل إلى التوازن مع محيطه. فالتعادل الحراري ينتج عن التحليل المنجَز وفق المبدأ الثاني للدينامكية الحرارية. فمثلاً ليس التوفر على 1 ميغاجول من الحرارة ب1000 درجة مائوية هو نفس الشئ كالتوفر على نفس الكمية ب200 درجة مائوية. فالعمل الذي يمكننا استعادته من غاز ب1000 درجة مائوية يفوق العمل الذي يمكننا استعادته ب200 درجة مائوية. إن ضياع النجاعة الذي يشير إليه تحليل التعادل الحراري يمكن أن يكون مختلفاً عن الضياع الذي يكشف عنه الموازن الحراري.
المكون | ضياع الطاقة (النسبة المائوية) | ضياع التعادل الحراري (النسبة المائوية) |
---|---|---|
مولد البخار | 9 | 49 |
تربينات | 0 | 4 |
مكثف | 47 | 1,5 |
أخرى | 3 | 5,5 |
إن تقنية الضيق تسمح بتقييم الاستعادة المثلى للحرارة في الشركات الصناعةي حيث تكون هناك ضرورية للتسخين والتبريد بشكل موازٍ. وتكتمل التقنية بتقييم ديناميكي حراري. في الشبكات المعقدة للتبادل الحراري تم التوصل، بفضل هذه التقنية، إلى تحسين ادخار الطاقة بنسبة تصل إلى 40 بالمائة.
إن خبراء الطاقة يعتمدون على مجموعة من القواعد العملية التي تم اكتسابها من خلال التجربة، والتي تساعدهم على التعرف بشيء من السهولة على النقط التي يُحتمل أن يحصل من خلالها على نتائج جيدة عن طريق تطبيق تدابير لتحسين العمليات. فمثلاً الدخان الذي يخرج من مدخنة بدرجة حرارة تبلغ 200 درجة مائوية فرصة واضجة لإمكانية استرداد الحرارة.
نظراً للفرص التقنية والتقييمات الاقتصادية الضرورية يتم تحديد مجموعة فرص المحافظة على النجاعة الطاقية أو تحسينها وستُقرَّر فيما بعد الخيارات الضرورية لتنفيذها.
كما هو الشأن في كل برامج الإنتاج الأنظف، يبدأ التنفيذ عادة بتلك الفرص التي تعطي أفضل الفوائد الاقتصادية التي يكون تبريرها سهلاً أمام أعلى مستويات الإدارة.
في الفترة الراهنة أنجزت العديد من الشركات بعض أشكال الادخار الطاقي عندما تكون التكلفة الطاقية تمثل جزءاً هاماً من التكلفة الإجمالية للإنتاج. ومع ذلك، فإن العوامل الاقتصادية والتكنولوجية المتغيرة باستمرار تسمح باكتشاف فرص جديدة. وبالنسبة لتلك الشركات التي لم تعر اهتماماً خاصاً للمسألة الطاقية فإن مستوى النجاح عادة ما يعادل جوانب أخرى للإنتاج الأنظف.
إن خيارات تحسين التدبير الطاقي في كل نظام فرعي طاقي تكون متعددة [125]، [129].
بعض الخيارات تعنى بتصميم معدات التصنيع لكي تكون أكثر نجاعة وتقلل من متطلباتها الطاقية (مثال التقطير). أما بعض الخيارات الأخرى فتلجأ إلى الأنظمة المساعدة التي تسمح باسترداد الطاقة التي تفرغ في البيئية في ظروف أخرى (أجهزة الادخار، الضغط الحراري) أو تسمح باستخراج الحرارة من البيئة بواسطة أدوات إضافية (مضخات الحرارة).
دائماً يحصل على تحسين التدبير عن طريق دراسة النظام الحراري في مجموعه (شبكات النقل) أو المزج بشكل مثلي بين مختلف أشكال الطاقة (الكهربائية والحرارية في أنظمة التوليد الطاقي المزدوج) التي يحتاجها التصنيع. هناك إمكانية أخرى تتمثل في تجميع طلبات المصانع القريبة من بعضها ودراستها.
بعض أفضل الخيارات توجد في الأنظمة الفرعية الآتية:
توصل مصنع بقطاع التغذية في كرواتيا إلى تخفيض مهم في ضياع الطاقة الحرارة بواسطة عزل أنابيب نقل السوائل الساخنة (بطاقة ميدكلين رقم 54, "التخفيض من ضياع الطاقة خلال عمليات النقل"). وفي الوقت ذاته يمثل تخفيض الاستهلاك الطاقي تخفيضاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويحدث أثراً إيجابياً في الوقاية من التغيير المناخي.
ترتكز صناعة البيرة (الصورة 2.9) على عملية تخمير جد عتيقة. ففي الماضي كانت البيرة تصنع عن طريق استهلاك كميات كبيرة من الماء والطاقة (الجدول 1.9). وبفضل توفر تقنيات جديدة، يمكن تخفيض الاستهلاك بالنسبة لكل وحدة إنتاج بشكل كبير. فالعديد من المرافق المبنية حديثا تتوفر على هذه التقنيات، إلا أنه بإمكان المصانع المبنية في فترات سابقة [130] اعتماد خيار التحسين هذا. وانطلاقاً من هذه العملية يمكن استخراج العديد من الأمثلة الخاصة بالأماكن التي يمكن تطبيق تدابير الإنتاج الأنظف في مجال ادخار الطاقة.
الملْت (الشعير المنبت) هو المادة الرئيسية لصنع البيرة. إلا أن نباتات الملْت عادة ما تعتبر صناعة منفصلة. للحصول على الملْت يتم نقع الشعير حتى ينبت. بعد ذلك يتم تجفيفه بواسطة الهواء الساخن، ثم يتم فصل النبتة. وللتجفيف يُستعمل هواء ساخن بدرجة تتراوح ما بين 60 و 85 درجة مائوية لمدة 40 ساعة. خلال هذه المرحلة تنخفض الرطوبة من 45 إلى 4 بالمائة بهدف الحفاظ على البذور في حالة جيدة وتسهيل نقلها. ويعتبر التجفيف عملية تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
يصبح الملْت جاهزاً لإنتاج البيرة حسب تقنيات متشابهة على العموم، لكن مع بعض الاختلافات من شركة إلى أخرى. يُطحن الملْت ويُطبخ في الماء للحصول على عصير. بعدها تتم تصفية العصير لفصل المواد غير القابلة للذوبان وتخميره بإضافة نبتة حشيشة الدينار (الجنجل) التي تعطيها المذاق المر الذي يميزها. خلال التخمير يتبخر نسبة تتراوح ما بين 6 و 12 بالمائة من العصير. وإذا لم تتم ا ستعادة البخار، تضيع الطاعة وتنبعث روائح كريهة في الجو. وأحسن طريقة لاستعادة البخار هي استعماله في تطبيقات أخرى وللتنظيف. إلا أنه يمكن استعادته لنفس العملية بعد المرور من مرحلة إعادة الضغط التي ترفع من حرارته. ويمكن استعمال الفضالة الصلبة التي تم فصلها خلال عملية التصفية كعلف طريق للماشية الموجودة قرب المصنع أو ضغطها وتجفيفها.
يتم تبريد العصير المغلّى ثم يصفى قبل تخميره بواسطة الخميرة. ويجب فصل فائض الخميرة التي تتولد عن هذه العملية وتثبيتها من أجل استعادتها كمادة غذائية. بعد هذا التخمير الأول، تتم معالجة السائل بواسطة جهاز طرد مركزي ثم يتم تبريده بدرجة حرارة مراقبة لتخزينه. ويعد هذا التبريد جزءاً هاماً من متطلبات التبريد في صناعة البيرة.
وقبل تعبئتها وشحنها تتم تصفية البيرة ومزجها بالمواد الإضافية وثاني أكسيد الكربون الذي تمت استعادته من عملية التخمير. توضع كميات كبيرة من البيرة في القنينات، إلا أن جزءاً منها يوضع في البراميل. ولضمان ثبات البيرة المخزّنة يتم إخضاعها لعملية تعقيم أو بسْترة.
الصورة 2.9 رسم بياني خاص بصنع البيرة
غير ناجعة | ناجعة | ||
مدخلات | ملْت ومواد أخرى | 18 | 15 |
طاقة ميغاجول | 350 | 150 | |
كهرباء كيلوات في الساعة | 20 | 8-12 | |
ماء هكتولتر | 20 | 5 | |
مخرجات | منتجات فرعية | ||
حبوب مستعملة | 17 | 14 | |
خميرة | 3 | 3 | |
مياه متبقية | |||
الحجم بالهكتولتر | 18, 5 | 3,5 | |
الطلب على الأكسجين البيوكيميائي | 1,2 | 0,8 |
تشمل الآثار البيئية لتصنيع البيرة على:
تصنع البيرة في كل القارات بطريقة مشابهة وكانت موضوع تقييمات الإنتاج الأنظف في كل جوانبها، وخصوص تلك المتعلقة بالطاقة [130]، [131]، [132]،[134]،[135].
إن استهلاك الطاقة في صنع البيرة مرتفع جداً، إلا أن التكنولوجيات الحديثة تمنح العديد من إمكانيات تحسين المردودية الطاقية. وفي إطار تقييم طاقي يمكن التفكير في تطبيق ثلاث تقنيات خاصة للحفاظ على الطاقة، إلى جانب مبدل الحرارة.
وفي كل الأحوال، يتغير اقتصاد العملية حسب الأثمان النسبية للغاز أو الفيول وللطاقة الكهربائية. وفي طور إنتاج الملْت تستهلك عملية التجفيف كميات كبيرة من الطاقة. وتتمثل الإمكانية الأولى في استغلال الغازات الساخنة لنظام توليد مزدوج خلال التجفيف. هذا الحل يجد تطبيقات له مع فترة إعادة الاستثمار تتراوح ما بين 2 و 3 سنوات [135].
ويوجد بديلان لتجفيف الملْت مع استعادة الطاقة. ويتمثل أحدها في استعادة بسيطة للحرارة عن طريق المبدل (الصورة 3.9)، حيث يتم الحصول على الحرارة الإضافية الضرورية لتكميل التجفيف من غلاية ثانوية.
الصورة 3.9 مرفق تجفيف الملْت
ويتمثل البديل الآخر في استعمال مضخة حرارة (الصورة 4.9) للرفع من النجاعة الحرارية. ويسمح هذا الجهاز بتخفيض الاستهلاك الطاقي الخاص بالتجفيف والذي يقدر ب 705 كيلوات في مرفق تقليدي مزود بغلاية غاز، ب 213 كلوات لكل طن من الملْت [136].
الصورة 4.9 مرفق تجفيف الملْت بواسط مضخة حرارة
وتطبق دورة مضخة الحرارة ذاتها في دورة التبريد [137]. وفي هذه الحالة يتم إنجاز استخراج الطاقة في درجة حرارة منخفضة ويتم إطلاقها في حرارة المحيط. وتبلغ الحاجيات من البرودة حوالي 35 ميغاجول بالنسبة لكل هكتولتر من البيرة.
التخمير عملية أخرى تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. ويوجد بديلات لاستعادة الطاقة: التخمير عن طريق التبادل البسيط مع تخزين وسيط (الصورة 5.9) واستعمال نظام ضغط بواسطة طارد (أو ضغط ميكانيكي) للبخار (صورة 6.9) [130]، [138]. ويتطلب الحل التقليدي للتسخين استهلاكاً يبلغ 737 كيلوات بالنسبة لكل طن من البخار، بينما يتقلص الاستهلاك الذي يعتمد على الضغط الميكانيكي إلى 52 كيلوات [138].
الصورة 5.9 استعادة الحرارة عن طريق التسخين المسبق
الصورة 6.9 استعادة الحرارة عن طريق الضغط الميكانيكي للبخار
وقد تم تطبيق تقنية الضيق كذلك في صناعة البيرة لدمج كل شحنات التسخين والتبريد [139].
أجب ما إدا كانت الجمل الآتي صحيحة أم خاطئة:
تطبيق: ادخار الماء والطاقة في معمل غسيل صناعي
نقترح التمرين التالي كمثال للتطبيق والذي يوفر إمكانية ادخار الماء والطاقة. وتتم دراسة حالة شركة غسيل صناعي تنظف حوالي 500 طن من الملابس في السنة، موزعة على 200 يوم عمل. والعملية المستعملة شبيهة من الناحية التقنية بالنظام المستعمل في آلة غسيل الملابس بالبيت، وهي عملية كثيرة التلويث. فالماء المستعمل في كل طور من أطوار عملية الغسيل يُستعمل مرة واحدة فقط ثم يتم تفريغه في قنوات الصرف. لا توجد إية إمكانية لاستعادة الطاقة.
من وجهة نظر استهلاك الموارد، تعتبر هذه العملية غير ناجعة بتاتاً. أضف إلى ذلك الارتفاع المستمر لسعر الماء وفرض رسم على استهلاكه. وتوجد هناك قوانين خاصة بمعالجة المياه قبل تفريغها في قنوات الصرف الصحي.
فبرنامج الغسيل متسلسل ويشمل أطوار معالجة تمر في الظروف الآتية:
النقع | 40 درجة مائوية | ماء خالي من الكلس | 8 لتر/كلغ. من الملابس |
غسيل أولي | 40 درجة مائوية | ماء خالي من الكلس | 8 لتر/كلغ. من الملابس |
غسيل | 80 درجة مائوية | ماء خالي من الكلس | 5 لتر/كلغ. من الملابس |
1. شطف | 40 درجة مائوية | ماء خالي من الكلس | 6 لتر/كلغ. من الملابس |
2. شطف | بارد | ماء خالي من الكلس | 6 لتر/كلغ. من الملابس |
3. شطف | بارد | ماء خالي من الكلس | 6 لتر/كلغ. من الملابسa |
4. شطف | بارد | ماء خالي من الكلس | 6 لتر/كلغ. من الملابس |
5. شطف | بارد | ماء صلب | 6 لتر/كلغ. من الملابس |
باستثناء الشطف الأخير، يكون الماء المستعمل خالي من الكلس لضمان جودة العملية.
إن العلاقة بين لترات الماء وكيلوغرامات الملابس المشار إليها هي عدد لترات الماء التي يجب أن يكون في الآلة، والذي يكون جزء منه في الملابس والجزء الآخر حراً، بالنسبة لكل كيلوغرام من الملاسب. ويمكن تقدير الماء العالق بالملابس بعد التفريغ ب2,5 لتر/كيلوغرام. وبواسطة الطرد المركزي يتم عصر لتر واحد إضافي من الماء بالنسبة لكل كيلوغرام من الملابس.
ويتم استعمال مزيج منظف أساسه الصابون والكلور في الغسيل المسبق. وفيما يلي تكوين الصابون:
حمض دسم | 40 بالمائة |
عامل نشط على السطح غير أيوني | 5 بالمائة |
حمض سلفوني ألكيل بنزين | 5 بالمائة |
كحول إيزوبروبيل | 10 بالمائة |
مواد ملمعة بصرية | 0,1 بالمائة |
ماء | حتى 100 بالمائة |
إن ماء جافيل محلول هيبوكلوريت الصوديوم بنسبة 30 بالمائة من الوزن.
وفي الشطف يُستعمل محلول هيبوكلوريت الصوديوم بنسبة 12,5 بالمائة من الكلور النشط كمبيض ومحلول من الحمض الآسيتي بنسبة 40 بالمائة كمطهر.
فالكميات المضافة هي:
الغسيل الأولي | 15 غ. من الصابون/كلغ. من الملابس الجافة |
15 غ. من ماء جافيل/كلغ. من الملابس الجافة | |
الغسيل | 20 غ. من الصابون/كلغ. من الملابس الجافة |
15 غ. من ماء جافيل/كلغ. من الملابس الجافة | |
الشطف الأول | 2 غ. من الكلور/كلغ. من الملابس الجافة |
الشطف الخامس | 2 غ. من الحمض الآسيتي/كلغ. من الملابس الجافة |
ويتوفر الماء الذي يتم تفريغه بعد الغسيل المسبق على رقم هيدروجيني يبلغ 9,5، أما الماء الذي يتم تفريغه من الغسيل فيتوفر على رقم هيدروجيني يبلغ 10,5.
ويتم الحصول على الطاقة المستهلكة في تسخين الماء من البخار الذي يتم تسخينه إلى أن تصل حرارته 120 درجة مائوية.
يُطلب اقتراح خيارات ادخار الماء والطاقة (بصرف النظر عن ذلك، يجب تكييف مواد التنظيف الإضافية).
إن حل هذا التمرين متوفر
حل محتمل لتطبيق الادخار في شركة الغسيل الصناعية
إن أجزاء من تطبيقات الإنتاج الأنظف تعطي نتائج آنية أو على الأمد القريب. وهناك خيارات أخرى يمكن أن تطبق في المستقبل عندما يتم احتساب التكلفة البيئية في تكلفة الإنتاج ويتم تطبيق معايير مالية أكثر حساسية تجاه التطوير المستدام ويتم تحسين بعض التكنولوجيات. ولتحفيز تطبيقات جديدة من المهم مسك سجل للتقدم المحرز في تطبيق تدابير الإنتاج الأنظف. لكن الإنتاج الأنظف، إضافة إلى كونه طريقة تسهّل دخول الشركة الصناعية إلى الإطار البيئي، فإنه يهيؤها للخيارات المجددة والتنافسية في المستقبل. إن التوصل إلى تطور مستدام يتطلب مرحلة انتقالية يتم خلالها تدبير التغييرات الضرورية للتوصل إلى ذلك. يجب أن تكون هذه الغييرات قادرة على خلق تطور تكنولوجي كافٍ للتوصل إلى معامل إكس للنجاعة الذي يُعتقد أنه ضروري لاستعمال الموارد.
في هذا الفصل يتم شرح:
يمكن تقديم العديد من مقترحات قياس التقدم البيئي المحرز عليه من خلال تطبيق الإنتاج الأنظف في شكل مؤشرات أو دالات. ودائماً يكون من المستحسن استعمال شكل قابل للقياس. ومن الأفضل إجراء قياس بطريقة موازية للفوائد الاقتصادية الحقيقية الناجمة عن الإنتاج الأنظف قدر الإمكان. ويمكن مقارنة مجموع القياسات مع التوقعات المنجزة خلال التقييمات الأولية والحكم على حقيقة التوقعات. ويجب أن تصبح قياسات التقدم جزءاً من مؤشرات التدبير المقاولاتي المدمج [140].
وللتعبير عن النتائج يمكن استعمال قيم مطلقة أو مؤشرات نسبية. وكقيم مطلقة يمكن أخذ مجموعة من القيم التي تم قياسها على أساس سنوي واستعمال المقارنة بين القيم الممتابعة في الزمن لتحديد قياس التقدم. وكبديل عن ذلك يمكن استعمال مؤشرات معيارية تعطي لوحدها قياساً للتقدم.
وكأمثلة عن القياسات المطلقة المستعملة كمؤشرات نجد هناك:
وتستعمل الدلائل المرتكزة على المؤشرات المعيارية حسب وحدة الإنتاج ليس فقط لأغراض المقارنة الداخلية، بل تستعمل كذلك لمقارنة مصانع مختلفة تصنع نفس المنتجات، بحيث يمكن استعمالها للمقارنة مع القيم النظرية أو أفضل القيم المحصل عليها في الممارسة (benchmarking).
ويتم حساب مؤشر التقليص، RI، وفق المعادلة التالية:
حيث تكون
Gb = الكمية التي تمت معالجتها أو توليدها خلال السنة الأساس
Gn = الكمية التي تمت معالجتها أو توليدها خلال السنة موضوع التقرير
Pb = المتنج الذي تم إنتاجه خلال السنة الأساس
Pn = المنتج الذي تم إنتاجه خلال السنة موضوع التقرير
إن العلاقة Pn/Pb هي في الوقت ذاته مؤشر نشاط معمل التصنيع
وبموازاة مع ذلك، يمكن استعمال مؤشرات أخرى ذات استعمال داخلي خاص مثل:
مردوردية المواد الأولية في طور التحويل:
المردودية بالمائة = 100 * منتج/تغذية
نجاعة الاستعادة في وحدة الفصل:
النجاعة = استعادة/تغذية
مؤشر النفايات:
مؤشر النفايات = ∑ التيارات المتبقية/∑ التغذيات
جاء ازدهار المجتمع الصناعي خلال القرن العشرين نتيجة عوامل من بينها البحث العلمي والتكنولوجي المكثف والذي عقبته عملية التجديد. فالبحث العلمي الأساسي (توليد معارف جديدة) والتطبيقي (حل المشاكل التقنية الخاصة) هما أساس بناء كيان معرفي تراكمي ومنظم ومنهجي. هذه المعارف أفسحت المجال أمام الاكتشافات الجديدة (اكتشاف الموجود الذي كان يُجهل وجوده) والاختراع (اختراع ما هو غير موجود). وعملية التجديد التكنولوجية تتغذى من هذه الاكتشافات والاختراعات وتطور نشاطات تسمح بتطبيقها لأغراض عملية. وللحكم على الإنتاج الأنظف كرائد في مجال التجديد في المقاولة تكفي الإشارة إلى أن الإنتاج الأنظف كذلك "يتغذى من الاكتشافات والاختراعات ويطور الأنشطة التي تسمح بتطبيقها".
إن التجديد هو نتيجة لعملية مجددة يمكن تعريفها على أنها مزيج من النشاطات التي تسمح بإدخال منتجات وعمليات وخدمات جديدة في السوق. بعض هذه التجديدات تتوفر على أساس تكنولوجي محض (مثل الحاسوب). أما بعض التجديدات الأخرى فتصبح أسهل (مثل المعالجة الإلكترونية للمعطيات لتدبير خدمة طبية).
إن التجديد هي التكملة الضرورية لإدخال ما هو جديد في ميدان التكنولوجيات في المجتمع بنجاح. تعتبر بعض التجديدات تزايدية، بينما يعتبر بعضها الآخر جذري. إن الشركات التي تراهن على الإنتاج الأنظف عادة ما يكون لها ميول للتجديد وتعتمد إن الشركات التي تراهن على الإنتاج الأنظف عادة ما يكون لها ميول للتجديد وتعتمد الإنتاج الأنظف كعنصر مقاولاتي إضافي للتقدم التكنولوجي وكوسيلة لممارسة هذا الميول.
ويفترض في التجديدات التزايدية تكييف وتحسين أو التفنن في منتج أو معالجة أو خدمة موجودة. ويدخل الإنتاج الأنظف في إطار التجديدات التزايدية، سواء بمثابة مستعمل أو محفز للتجديد.
أما التجديدات الجذرية فتكون مرتبطة بمنتجات أو علاجات أو خدمات جديدة تماماً. وبالرغم من أنه من الصعب تحديد الشكل أو القدر الذي يساهم به الإنتاج الأنظف في التجديدات الراديكالية، إلا أنه من الممكن ملاحظة أن المقاولات التي طبقت الإنتاج الأنظف ستكوكن أكثر استعداداً لاستقبال المرحلة الجديدة.
إن دول منطقة البحر الأبيض المتوسط تتوفر على قدرات متفاوتة، على الأمد القصير، للمشاركة في تطوير التجديدات الجذرية، إلا أنها تتوفر على نفص الكفاءات فيما يخص التجديدات التزايدية، وخصوصاً عندما تكون أغلبية تلك التجديدات التزايدية تمثل تكييف التكنولوجيات للظروف الخاصة لكل بلد. يساعد الإنتاج الأنظف على تطوير وإغناء التجارب المحلية التي تأخذ بعين الاعتبار الجوانب المميزة: توفر الموارد المادية واليد العاملة المتخصصة والظروف البيئية، الخ.
عندما يتم وصف التقدم المحرز بفضل الإنتاج الأنظف بطريقة مُرضية يجب ألا تعطى أهمية بالغة للوضعية في الوقت الراهن. إن الانتقال للشركة الحالية إلى شركة مؤطرة في نطاق التطور المستدام يتطلب تغييرات أكثر أهمية من التغييرات التزايدية التي قد يوفرها الإنتاج الأنظف ووسائل أخرى تهدف إلى تحقيق تحسينات على الأمد القريب. وفي العقود التالية لن تكون التحسينات التزايدية كافية لضمان النمو الاقتصادي، الذي يجب أن يكون مرفوقاً بتحسينات بيئية واجتماعية.
إن التغييرات الضرورية لتحقيق مجتمع مستدام لها أهمية مختلف ويجب أن تُنجز في إطار عملية انتقالية [141]، [142]، [143]. ولا تختضع إمكانية تحقيق أمثليلة هذه العملية الانتقالية نحو التطور المستدام أساساً لتوفر التكنولوجيات الملائمة فحست، بل تخضع كذلك لاستراتيجية مجددة ولشروط يجب أن تهدف إلى الاستدامة على مختلف الأصعدة (الدولي، المحلي، الحكومي، العلمي والاجتماعي). وستهم التحولات الضورية في المجال الصناعي معظم القطاعات (الجدول 1.10) [142]. وفي هذه الصدد، سيكون من المفيد جداً للشركات اكتساب بعض القدرات على التغيير بفضل الإنتاج الأنظف.
إن العملية الانتقالية تشمل العديد من العوامل والعاملين. وحتى تصبح ممكنة يجب خلق آفاق انتقالية تكون مشتركة بين أطراف لهم خصائص مختلفة. وعليه، فإنها تتطلب نظاماً لتدبير الانتقال مع نظرة إلى المستقبل ونظام للتواصل المكثف بين الأطراف. هكذا فإن المثال (الصورة 1.10) الخاص بنظام انتقالي لخلق نظام للتوريد الكهربائي لا يرفع من ثاني أكسيد الكربون في الجو سيتطلب تطبيق العديد من التكنولوجيات، إلا أن الفاعلين المنتجين لن يروها كفرص تجارية حقيقية إلا إذا عملت الحكومة على اتخاذ إجراءات ناجعة (مساعدات، تدابير ضريبية، قوانين، الخ.) [144].
الصورة 1.10 الانتقال من توريد الطاقة الأحفورية إلى الطاقة المحايدة
المواد الأولية الرئيسية | الطاقة | الوظيفة المقصودة | البنية/التنظيم | |
---|---|---|---|---|
الحالية | بترول معادن | المقحروقات الأحفورية:
|
الإنتاج الأنظف السلع بشتى أنواعها |
|
المستقبل | مصانع:
|
شمسية:
|
إنتاج السلع ذات المعمرة:
|
|
الصورة 2.10 الانتقال من أصل الإنتاج الأنظف إلى التجديد
في دول منطقة البحر الأبيض المتوسط التي يؤدي فيها الإنتاج الأنظف دوراً هاماً في التجديد التزايدي، يجب أن يشكّل تعاونه مع المراكز الوطنية أو الجامعية للبحث التطبيقي من خلال التجارب التي أحرزها في الميدان في مجال الصناعة مكوناً محفزاً لمساعدة مراكز البحث هذه على الزيادة في فرص النجاح في المشاركة في التجديد الجذري.
إن أول المجهودات لتحسين البيئة كانت موجه لتطبيق تكنولوجيات التطهير بعد المعالجة في النهاية عوض تطبيق تكنولوجيات أنظف. ولتصحيح هذه النزعة ظهرت خلال عقد السبعينات حركة تحت تسمية التكنولوجيا الملائمةالتي يمكن تعريفها ب"تلك التكنولوجيا التي تتأقلم مع السياق النفسي والحيوي الفيزيائي المتواجد في بلدة معينة وفي فترة معينة" [141].هذه الحركة لم تتوفق في تحقيق أهدافها لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار البعد الاجتماعي للتغيير التكنولوجي الذي يعد عنصراً حاسماً في إعادة تصميم الأنظمة التكنولوجية. إن رفض العديد من المهندسين تطبيق تكنولوجيات بديلة في التصميم يمكن تفسيرها، إلى حد ما، بالنماذج التكنولوجية.
هذا هو المفهوم الذي جاء به طوماس كوهن، الذي دافع عن فكرة أن العلم يتطور من خلال فترات من العلم العادي الذي يعمل في إطار نماذج علمية، تقطعها فترات من الثورة العلمية. فالتكنولوجيا العادية أو التقليدية أو الروتينية للمهندسين والمتخصصين في التكنولوجيا ما هي إلا مجرد تمديد أو تطوير تزايدي للتكنولوجية الموجودة التي يساهم بها هؤلاء الذين يتشاطرون نفس التربية والتجربة المهنية.
في ظروف تكنولوجية عادية يكون التطور أو المسار التكنولوجي محدداً من طرف نماذج موجودة مسبقاً (الصورة 2.10). وعادة ما يلقى التجديد التكنولوجي الجذري معارضة من قبل العديد من الشركات بسبب التغييرات الاجتماعية التي قد تكون ضرورية (تغييرات في العمل ومهارة العمال وطريقة تنظيم الإنتاج والعلاقات مع الزبائن والموردين، الخ.). وبما أن الوضع من شأنه أن يؤدي إلى حالة تضارب المصالح فإن التشريع والأدوات الاقتصادية المطبقة عادة ما تفتقر إلى القوة اللازمة لإحداث التغيير التكنولوجي في البعد المطلوب من أجل الاقتراب إلى الاستدامة. ومع ذلك فإن مفهوم الاستدامة نفسه يشمل ضرورة خلق انسجام بين التطور والبيئة والاحترام الاجتماعي.
الصورة 2.10 المسار التكنولوجي الذي يحدده النموذج المتواجد [141]
من الصعب وضع تعريفات صارمة للإطار الذي يتعين الانطلاق منه والمرور بالمرحلة الانتقالية، لكن بعض الدول بدأت فترة ملاحظة وتحليل للنتائج المحصل عليها من خلال الأعمال الموجه للتطوير المستدام [143]، [144]. وكنتيجة لذلك، يمكن صياغة بعض مبادئ تدبير الانتقال لتوجيه انطلاق المسيرة نحو مرحلة جديدة من التجديد التكنولوجي:
إن حوافز التجديد البيئي تتوجه حالياً نحو تحقيق أمثلية الأنظمة الموجودة، وغالباً ما تكون نتيجة لمقاربات على الأمد القريب والمتوسط. هناك بعض المشاكل البيئية المقاومة (التغيير البيئي، تناقص الموارد غير المتجددة) التي يستحيل حلها بواسطة السياسات الحالية. هذه المشاكل تتطلب معالجة جديدة لكي تصبح منسجمة مع المتطلبات السائدة. وعلى العموم يجب تحديد الأهداف وحل التناقضات بيه النشاطات الراهنة والأهداف المستقبلية للمجتمع.
بعد استعادة الجودة البيئية على مستوى كافٍ لن يكون هناك أي مبرر لسياسة بيئية غير محدودة لا تتوفر على توازن بين الجانبين الاقتصادي والاجتماعي. ويجب على الاستراتيجية أن تحقق أمثلية النظام المتكامل، ولكن من دون العدول عن تكثيف التحسينات البيئية في وضع توازن بين الجوانب الاستراتيجية الأخرى.
تتمثل إحدى التحديات الرئيسية في ربط النزعات الحالية بتغييرات النزعة التي قد تحدث على الأمد القريب بعد تحديد الوضعية المرغوب فيها على الأمد الطويل، والتي ستسبب إعادة توجيه مسار الانتقال. ولتحقيق الهدف المتمثل في انتقالية استمراية، يستحسن الإشارة إلى مسارات ممكنة في الاتجاهين قدر الإمكان (الصورة 4.10) وبناء سيناريو الوضعيات الوسطى التي تلتقي فيها أهداف المسارين.
الصورة 4.10 رسم بياني لمساري تحديد الوضعيات المستقبلية
يتطلب الانتقال تغييرات في المقاولة. ويحس المقاولون بالاطمئنان عندما يتصرفون بنفس الطريقة التي تصرفوا بها في الماضي ومن الصعب أن يأخذوا مبادرات التغيير إذا لم يقتنعوا بأن منافسيهم سيعتمدون التغيير كذلك. ويجب تشجيع الصناعات على الاستثمار في التكنولوجيات المستدام وتسليط الأضواء على التغييرات التي تهم قيم المجتم وتوعية المستهلكين. وبالرغم من وجود نسبة ضئيلة من الشركات التي قد تتنبأ بفوائد السبق إلى التغيير، فإن سرعة الانتقال يحددها مجموع القطاع لمعني. إن دعم الحكومات للحركات الرائدة مسألة إيجابية. إن مخططات المساعدات تكون مبررة ومشروعة انطلاقاً من فكرة أن تكاليف البحث والتطوير يدفعها عدد قليل من الفعاليات بينما يستفيد من الفوائد عدد أكبر من العاملين وكذلك المجتمع.
وتمر عملية الانتقال هذه من معالجة أخرى لإنتاج تكنولوجيات جديدة. ويتم تشجيع المقاولات، من خلال كل الوسائل المتوفرة، على العمل على تطوير تكنولوجيات ذات توجه جديد للتنافسية يرتكز على الشروط والوظائف التي يمكن أن تُطلب في المستقبل. ويمكن الإسراع بالتغيير إذا كان هناك تدخل الصناعات في تحديد الأولويات. إضافة إلى المساهمة في تحديد المستعقبل، يجب على التغيير الثقافي أن يشمل التعاون الذي يسهّله تكوين شبكات تستند إلى اقتسام المعارف والعمل المفيد للجميع.
يخضع الانتقال إلى إعادة هندسة الأنظمة المؤسساتية والاجتماعية التي تشجع تطوير تكنولوجيات جديدة موجهة إلى التطوير المستدام وتطبيق مزيج جيد لكل الأدوات المؤسساتية.
إن تغييراً بالحجم الوارد في هذا الفصل يمكن أن يتم قياسه بمعامل إكس (4، 10 أو أي معامل آخر) [145]. إن المعامل إكس هو معامل ضرب النجاعة البيئية للعمليات. فعلى الأمد الآني يقترن الإنتاج الأنظف بتحسينات تزايدية للعمليات المتوفرة. وفي مرحلة تقدم لاحقة يتم تطبيق التكنولوجيات التي تضرب في معامل 4 نجاعة العمليات الحالية. وأخيراً فإن التكنولوجيات المستدام التي يتم الحصول عليها عن طريق العمل العكسي، وذلك بالبدء بتحديد الأشواط المراد قطعها والخطة الواجب اتباعها في ذلك (الصورة 5.10).
إن قيمة المعامل إكس الضروري للتوصل إلى التغيير مسألة مُختلف بشأنها. قد تكون غير واضحة في الحاضر، ولكن في جميع الأحوال تعني تغييراً في الحدة لا يمكن التوصل إليه إلا عن طريق تظافر مجهودات التكنولوجيا والاقتصاد وسياسة تقود التغييرات الاجتماعية والثقافية. هذه التغييرات لن تحدث من تلقاء نفسها، بل يتعين وضع أدوات المراقبة والتفكير والتخطيط والعمل والإصلاح الخاصة بالتكنولوجيا.
الصورة 5.10 الإطار الزمني للتكنولوجيات المستدامة
إن إطار تطورٍ شبيه بالذي يظهر على الصورة 6.10، تُناط بالعلماء مهمة التعرف على إشارات ودلائل انعدام الاستدام الفيزيائية وانلبيئية انطلاقاً من ملاحظة حالة العالم (عن طريق القياسات والمؤشرات...)، سواء على المستوى الكلي أو المحلي. وتتأثر النزعات التي تمت ملاحظتها بدورات المحيط البيولوجية والجيولوجية والفيزيائية والكيميائية. وتحتاج الدينامية البيئية إلى تحديد جرد لعلاقات السببية وتقييم مدى مساهمة الأسباب المختلفة على الأثر موضوع الدراسة بالنسب لكل ظاهرة (التغيير المناخي، مثلاً). هذه المعلومات (مؤشرات الوضع والنزعات والأسباب) يجب أن يتم اقتسامها مع العاملين الاجتماعيين.
الصورة 6.10 تطور التكنلوجيات الجديدة المستدامة
للتوصل إلى معامل ضرب إكس للتغيير، يجب على مجموعة أدوات ومناهج التدبير الحالية [146]، [147]، [148]، [149]، [150]، [151]، [152]، التطور لكي يتمائى مع المتطلبات المستقبلية؛ ويجب علينا أن نكون قادرين على تخطي حواجز جديدة وإجراء التعديلات التكنولوجية الملائمة على نظام الإنتاج. وفي المستقبل يجب إخضاع مقترحات التكنولوجيات الجديدة في آخر المطاف لتقييم تكنولوجي يتأكد من ظروف الاستدامة.
إن الاختلاف في رؤى التطور المستدام يمكن أن تقود إلى اختلاف أنواع تدخل الحكومات في تدبير عملية الانتقال. وقد سمحت مراجعة لمختلف الأدوات المستعملة من قبل الدول الأوربية إلى إجراء انتقاء للخطوط الرئيسية المحتملة للعمل [146] من أجل تطوير سياسة تكنولوجية ترتكز على المعرفة. ويتعين على الحكومات اختيار التركيب الأكثر ملائمة لظروف البلد من بين الأصناف الواردة في الأسفل.
إن الإعانة الممنوحة مباشرة وبصفة انتقائية من قبل الحكومات تعد وسيلة شائعة تستعمل في العديد من الدول ويتوجه ل:
بنية تحتية لدعم المعرفة عندما يكون للحكومة مصلحة في الهدف المراد تحقيقه، وتكون الإعانة عادة مصحوبة بوسائل أخرى لتدبير المعرفة ونقلها. وفي بعض الحالات يكون لهذه الوسائل نجاح محدود نظراً للشكليات الإدارية المقعدة وشروط التمويل المشترك أو القيود المفروضة على استغلال النتائج المحصل عليها.
إن أدوات رأس المال المخاطر التي يمكن للحكومة استعمالها جد متعددة:
توجد في الولايات المتحدة أقصى درجة لتنوع رأس المال المخاطر. فبعض البرامج تقتصر على مساعدة التطور التكنولوجي في المقاولات الصغرى والمتوسطة (اساساً) وترتكز على معايير اقتصادية (مناصب الشغل المخلوقة، الوقع المحتمل). أما البعض الآخر فيهدف إلى تسهيل التعاون بين مطوري التكنولوجيا وموردي رأس المال المخاطر. إلا أن هاذان البرنامجان لا يتوجهان حصرياً نحو التجديد من أجل التطور المستدام.
وعموماً فإن الحكومات تفضل تطبيق تدابير التحفيز الضريبي بدل المساهمات الاقتصادية المباشرة. والأشكال الأكثر شيوعاً هي:
عندما يتم إنشاء بنى تحتية للمعرفة تُلقى عادة على عاتق الحكومات مسؤولية توفير بعض البنى التحتية الأساسية، وعلى العموم البنى التحتية الفيزيائية (الطرق، خدمات مواصلات تكون أثمانها مناسبة، الخ.)، إلا أنها قد تشمل كذلك تكنولوجيات التواصل، مثل قواعد المعطيات. وفي بعض الحالات يمكنها أن تسهل تمركز النشاطات والمقاولات الصغرى والمتوسطة قرب الجامعات. ويكون دور الحكومات في هذه الحالات وثيق الارتباط بأدوات أخرى لتدبير المعرفة ونقلها.
عادة ما تفتقر هذه الأدوات مقوم معين يهدف إلى تطوير التجديد للتوصل إلى الاستدامة، لكنها تشجعها وتحفزها بشكل مباشر. ويمكن التمييز بين الأدوات الموجهة إلى:
يمكن للحكومات كذلك لعب دور فعال بواسطة المساهمة بطريقة غير مباشرة من الناحية الاقتصادية، وذلك من خلال:
في العديد من الدول تم وضع شروط شراء للمؤسسات الرسمية عن طريق تحديد معايير معينة بالنسبة للمنتجات التي تم تصنيعها بواسطة تكنولوجيات صحيحة من الناحية البيئية، لتوفير حصة دنيا بالسوق لضمان وجود تلك المنتجات.
في ظل غياب التحفيز التشريعي، لم تكن ترى الكثير من الشركات ضرورة تطبيق تكنولوجيات جديدة. وبعد التطور التشريعي والتنظيمي أصبح تحفيز التجديد ينصبّ على تصحيح المشاكل (المعالجة بعد التصنيع) أكثر منه على الوقاية. واتسم تصحيح هذه الوضعية بالبطء. ولتفعيل هذا التصحيح، من الضرور، علاوة على ذلك، تحقيق تجانس في الأدوات التنظيمية على نطاق دولي، وهو ما ساهم مراراً في جعل عملية التصحيح أكثر بطئا.
اكتسبت الأدوات التنظيمية الذاتية أهمية بصفتها أدوات تسهل التجديد التكنولوجي بعد تطبيقها مع أدوات اقتصادية ومالية أخرى، وعن طريق وضع معايير بيئية والشفافية التي على الشركات أن تلتزم بتطبيقها، ومنها:
تلقت التربية البيئية دفعة هائلة في السنوات الأخيرة مع خلق شواهد جديدة في العلوم والهندسة البيئية وإدخال مقررات ذات أساس بيئي في دراسات مهنية أخرى (ما يعرف بتكييف المقررات مع البيئية). تهدف الكثير من المواد الدراسية إلى حل مشاكل البيئة ابتداء من مرحلة المعالجة بعد التصنيع، ويوجد عامة محتوى دراسي ضئيل من الإنتاج الأنظف في هذه البرامج [153]، [154]. ومع ذلك، فإن الجامعات هي المكان الذي ينبغي أن يتأسس فيه مفهوم وممارسة الوقاية في المصدر من أجل تطبيقها تلقائيا في المستقبل كقيمة مقاولاتية. يتمثل هدف هذا الفصل في تقريب الطالب، قدر الإمكان، من التجربة الحقيقية داخل الصناعات وبهذه الرغبة:
تم تطوير هذا التمرين من قبل برنامج مينيسوتا للمساعدة التقنية ومعهد تقليل النفايات للتكوين والأبحاث التطبيقية بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ ذلك الحين أصبح يشكل جزءاً من برامج التكوين في الإنتاج الأنظف في العالم بأسره، الموجهة إلى قطاعات مختلفة جدا: صناعية، وتشريعية وإدارية، وبصفة عامة إلى كل المهتمين بمفاهيم الإنتاج الأنظف.
تتجلى مبادئ تقليل التلوث من خلال عملية صناعية محاكاتية. يتمثل الهدف في تدريب المشاركين على التعرف على الفرص التي تؤدي إلى تقليل التلوث في المصدر، سواء على مستوى توليد النفايات أو استهلاك الموارد. وغالبا ما تنشأ صعوبات تحديد وتطبيق تدابير التقليل من التلوث من خلال ظروف مختلفة مثل مقاومة التغيير من قبل مستخدمي الشركة أو الضغوط التي تخضع لها الإدارة أو صعوبة اختيار أو تبرير تغييرات عمليات التصنيع بدون إعطاء المعلومات التواصل بطريقة ملائمة.
ويكتسي التواصل الجيد نفس الأهمية التي تُعطى للكفاءة التقنية لتحديد وتطبيق التدابير المؤدية إلى تقليل النفايات. ويتمثل الهدف في جعل المشاركين، بعد نهاية التمرين، قادرين على التعرف على القدرة التي يتمتع بها الجميع، بما في ذلك المواقف الغير اعتيادية، على تطبيق مبادئ الإنتاج الأنظف والتعرف على فرص التحسين والاستفادة من صياغة الأسئلة بطريقة صحيحة والاستماع إلى الشخص الملائم.
يتم تكوين مجموعات من 6 أو 7 أفراد. وتحتاج كل مجموعة المواد التالية:
من الضروري أيضا التوفر على ميزان ستستعمله كل المجموعات.
تتخصص شركة مصنع الذكاء، ش.م. في صناعة قطع بأشكال ومقاسات مختلفة، لصناعات السيارات من خلال بثق المواد البلاستيكية. منذ 14 شهر، فقدت الشركة عقدا هاما مع أهم زبونها الرئيسي، ومنذ ذلك الحين وهي تعيش ظروفاً عصيبة تهدد وجودها إذا لم تحصل على عقد مهم في أقرب الأوقات.
في الوقت الحالي، تنافس الشركة على الحصول على عقد مهم مع أحد مصنعي سيارات الصنف المتوسط، صاحب أكبر حصة في السوق يدعى شركة طايسا التي تشتغل في تطوير موديل جديد وتخطط خط الإنتاج عن طريق تطبيق تقنيات التوريد في الوقت المناسب.
تستند شركة طايسا في اختيارها لموردي قطع مقذوف البلاستيك على المعايير التالية:
تتمثل مواصفات المنتجات الجديدة في استخدام المواد الأولية من ثلاثة أصناف (الصنف الأول والصنف الثاني والصنف الثالث)، ويعتبر الصنف الأول هو الوحيد الغير ضار، بينما الصنفان الثاني والثالث يعتبران من المواد السامة و/أو الخطيرة. مواد الصنف الثالث تقدم منتج ذو قيمة إضافية أكبر، لذلك ينبغي التعامل معه ونقله بعناية خاصة نظرا لاعتباره مادة عالية السمومية. وأي خلط بين هذه المواد ينتج مواد تعد سامة و/أو خطيرة.
المدير العام: هو المسؤول
الأكبر عن الشركة. يتكلف بالعلاقات مع الزبناء. وبما أنه لا يرغب في فقدان الزبون المحتمل، فإن الزبون يكون دائما على حق ويجب إرضاؤه بكل الوسائل. فهو يجهل تفاصيل التصنيع ويقتصر على إخبار مدير الإنتاج بالطلبيات.
رئيس الإدارة: هو من يحلل نتائج التصنيع حسب تكاليف المواد الأولية ومستخدمي الشركة. ويعد ما تبقى تكلفة غير مباشرة (بالرغم من سيتوصل في نهاية المطاف إلى أن تدبير النفايات قد يمثل جزءا هاماً من التكاليف إذا لم يتم التحكم فيه بشكل خاص). كما أنه يعد النتائج الاقتصادية للسنة المالية لاعتمادها من قبل أجهزة الشركة المختصة. وفي النهاية تكون حساباته دقيقة.
مدير الإنتاج: هو من يقوم بالإشراف
على مرحلة الإنتاج. يخبر العمال بكمية ونوع المواد المطلوب تصنيعها، يعطي الأوامر
لى المسؤول عن المخزن بتجهيز المواد الأولية المطلوبة، كما أنه يتميز بالصرامة
في تطبيق التدابير الأمنية الضرورية الخاصة بهذا النوع من الإنشاءات وكذلك المواد المصنعة. يهتم بالشكاوى المقدمة من العاملين وينظم احتفالات العام الجديد.
أمين المستودع:
هو المسؤول عن جرد المواد الأولية والنفايات وإخبار مدير الإنتاج بذلك بصفة دورية.
كما أنه يتلقى الأوامر من مدير الإنتاج لتجهيز المواد الضرورية لمجموعات التصنيع وجمع النفايات المتخلفة. لا يفهم جيداً سبب هذا الجدل القائم بخصوص النفايات بما أنه من السهل جمعها في صفائح وتخزينها في الفناء.
العمال: هم المكلفون بشحن وتشغيل الآلات بهدف تصنيع المنتجات المبثوقة،
متبعين في ذلك أوامر مدير
الإنتاج. بالإضافة إلى أنهم المسؤولون عن نظافة الآلات. هؤلاء العمال لم يستفيدوا
من أي تدريب خاص، كما أنهم سعداء بهذا العمل، وعادة ما يشترون الجريدة الرياضية أيام الأثنين ويحضرون رهان كرة القدم أيام الخميس.
التقني المسؤول عن الجودة والبيئة: يتمثل عمله في مراقبة استيفاء المنتج المصنّع للمعايير المطلوبة التي بشترطها الزبون. يهتم بجمع شواهد الماجستير. حصل على ماجستير.
في القياس والجودة، والآن يدرس ماجستير في البيئة للتمكن من القيام بالمهام المتعلقة بعمله، في الوقت الذي تزايد فيه ضغط العمل لأن الشركة لا تتوفر على قسم متخصص في هذه الأعمال. أما التكوين المقبل الذي يرغب في تحضيره هو ماجستير في الوقاية والصحة. وهو يعتقد أنه يجب أن يكون حازما في تطبيق القوانين التي تعلمها.
ويؤدي المشرف على التمرين دور ممثل شركة طايسا الذي سيسلم الطلبيات للمدير العام في الوقت المناسب.
المواد | سعر المادة الخام (يورو/غ.) | تكلفة إدارة النفايات (يورو/غ.) | مستخدمو الشركة وتكلفات إنتاجية أخرى (اليورو) | سعر الشراء مثبت حسب شركة طايسا (يورو/غ.) | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
L=2 cm | L=3 cm | ||||||||||
الصنف I | 200 | 40 | 30 | 40 | 400 | ||||||
الصنف II | 1500 | 200 | 50 | 60 | 2500 | ||||||
الصنف III | 4000 | 500 | 150 | 200 | 6000 |
منتجات | المصاريف (يورو/الوحدة) | سعر التكلفة (يورو/الوحدة) | ||
---|---|---|---|---|
مواد أولية | تدبير النفايات | الانتاج | ||
مثلث | ||||
شكل H | ||||
نجمة | ||||
اسطوانة | ||||
الإجمالي |
إن شكل تطبيق الإنتاج الأنظف، مهما بدت سهلة للخبراء، فإنه يستحيل نقلها إلى الطلاب من خلال عرض نظري بنفس الفاعلية الدروس الجامعية التقليدية. ويفترض ذلك تحديا هاماً في مجال التعليم لأن هناك العديد من المفاهيم التي ترتكز على المعدات والتجارب التي تصعب محاكتها في حجرة درس تقليدية. ومن جهة أخرى، فإنه للتوصل إلى تحديد كامل لكافة الفرص، من الضروري التوفر على معرفة خاصة للعمليات الصناعية التي يتم من خلالها تطبيق تقييم الإنتاج الأنظف.
من الصعب إيجاد مشاريع حقيقية للتدريب للحصول على مستوى كافٍ للخبرة في هذه المجال. ويكون أكثر صعوبة في حالة الأخذ بعين الاعتبار العدد المرتفع للطلاب الموجودين بهذا الدروس وصعوبة الولوج إلى الشركات التي تسمح بفتح منشآتها في وجه هذا النوع من التقييمات. ولتذليل هذه الصعوبات، طورت جامعة جيرونا التمرين الحالي الذي يرتكز على النشاطات اليومية للمطبخ المنزلي، التي أُطلق عليه اسم مصنع الطهي [155]. يمكن العثور على أوجه شبه واضحة بين الطهي والعمليات الصناعية، وتوفر هذه العلاقة أداة تعليمية ذات فائدة في الدروس الجامعية.
يقوم الطلاب، خلال هذا التمرين، بإنجاز التقييم حول فرص الإنتاج الأنظف في المطبخ الذي يتوفر عليه الجميع في المنزل (الذي تشترك فيه المجموعة أو ينتمي إلى أحد عناصر المجموعة). يتكفل المشرف بإعطاء التوجيهات الأولية حول طريقة العمل والرد على استفسارات الطلاب خلال فترة التمرين. على الرغم من أن الطلاب يتلقون التوجيهات إلا أنهم هم الذين يحددون طريقة التنظيم. تتشكل فرق العمل من مجموعات تضم من 4 أو 5 أفراد. وعلى فرق العمل تحديد المهام وتنظيم التقييم. وبعد انتهاء التمرين العملي يقومون بإعداد مذكرة وتقديم شفهي. وتتم مقارنة نتائج الفرق ومناقشة الاختلافات.
ويمكن تقسيم العمل إلى جزئين:
الجزء الأول: التشخيص
ويتضمن هذا الجزء الأول المهام التالية:
في غياب معلومات تاريخية، يحدد الطلاب طريقة جمع المعلومات والوقت المخصص لذلك. ويمكن توجيه الطلاب بما يلي:
استطاع الطلاب أن يحكموا بأنفسهم على ضرورة تحديد مدى الدراسة في إطار الحدود المادية التي يتم العمل فيها والمعلومات الجزئية نسبياً التي يتم الحصول عليها (على سبيل المثال: هل يختلف الاستهلاك حسب الفصل المناخي؟، هل هناك معلومات حول الفصول؟، هل من الضروري وقف الدراسة قبل بدء نشاط الأكل أو هل يجب أن تشمله؟، كيف يتم التعامل مع إعادة دوران الأطباق، وفضلات الأكل أو الفائض؟، الخ). ويتعين على الطلاب أيضا مواجهة بعض الصعوبات المتعلقة بتخصيص الموارد بين الأنشطة، والتي حُذف البعض منها من الدراسة (مثل: كيف يتم توزيع استهلاك المياه أو الكهرباء على الأنشطة المنزلية المختلفة؟).
الجزء الثاني: تقييم ومقارنة النتائج، توليد الخيارات والأولويات.
بعد تحديد كميات الاستهلاك والتيارات، تُوضع المعطيات التي تحصل عليها المجموعات المشاركة في جداول، وتتم مقارنتها ومناقشة تشثتها والتفكير في أسباب هذه التقلبات. وتسمح مقارنة البيانات التي تحصل عليها المجموعات المختلفة مع معطيات المراجع بتعريف الطلاب بمفاهيم benchmarking وأفضل التقنيات المتوفرة.
يجب تقييم هذه البيانات بهدف تحديد عمليات وطرق التدبير التي له وقع كبير على استهلاك الموارد و/أو على توليد النفايات. وبالفعل، ومثلما يحدث في الصناعات، نجد عادة –حسب مبدأ باريتو– عدداً قليلاً من الأنشطة أو الأنشطة الفرعية التي تساهم بشكل أكبر في التيارات المتبقية بمنشأة معينة.
أثناء تدبير النفايات من المهم التفكير في أفضل الوحدات القادرة على التعبير عن النتائج، سواء من حيث الحجم أو الوزن. إذا تم تحليل البيانات وفقا للحجم، فإنه يتم التوصل إلى الاستنتاج المتمثل في أن التلفيف هو أكبر مساهم في عملية توليد النفايات. أما في حالة الوزن، فإن المادة العضوية هي المكون الأساس للنفايات الصلبة التي تولّد في المطبخ. من المهم التحري بخصوص هذه المادة العضوية. غالبا ما يعود أصلها إلى مراحل تكييف المادة الخام، وأيضا بسبب تواجد مساهمة مهمة للمواد التي لم تستهلك بعد.
وتتمثل آخر مهمة في إيجاد خيارات لادخار الموارد ولتقليل التيارات المتبقية، مع الأخذ بعين الاعتبار مستويات العمل المتحتمل:
وبالنسبة لتلك الخيارات التي تتطلب الاستثمار، يتم حساب الادخار المرتبط بالتحسينات المقترحة ويتم تحديد فترة الاسترداد.
يُختتم العمل بتبرير التوصيات الخاصة تطبيق الخيارات التي يُظن أنها أنسب.
تفكر معظم المختبرات الجامعية في تطبيق شكل من أشكال الإنتاج الأنظف أو تقليل التيارات المتبقية.ويمكن أن تُنجز هذه العملية مباشرة من قبل التقني المسؤول الذي تم تعيينه لتنفيذ هذه المهمة، أو الاستفادة من إمكانية وجود فريق في مرحلة التدريب، يتمتع بالقدرة التقنية والتواصلية الكافية.
تم نشر العديد من الدلائل وكتب الممارسات البيئية الجيدة في المختبرات تهدف لإدماج الجوانب البيئية في المهام اليومية للمختبر[156]، [157]، [158]. هذه الكتب ومنشورات أخرى مفيدة لبدء تشخيص عملي للإنتاج الأنظف في المختبرات الجامعية.
بعض الأهداف التي يمكن للمراكز وضعها لتوضيح فائدة التشخيص وبالتالي الحصول على دعم الجميع هي كالتالي:
كهدف للإنتاج الأنظف، هناك ميول للتفكير في المختبرات الكيماوية والمواد الكيماوية المستعملة، إلا أنه يمكن أيضا تطبيق مبادئ مشابهة في المختبرات البيولوجية والطبية ذات تفكير متخصص. تعد النفايات الطبية ذات أهمية خاصة بالنسبة لتدبيرالنفايات في المجتمع الحالي. كما يجب أيضا الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كانت المؤسسة التي تنتج هذه النفايات تستخدم مواد مشعة وفي حالة الإيجاب تزويدها ببرنامج خاص [158].
كما هو الشأن بالنسب لأي مشروع يتطلب تغيرات في النشاط، يمكن لمنسق التقييم مواجهة صعوبات أثناء تطبيق تدابير الإنتاج الأنظف. والكثير من هذه الصعوبات هي نفسها المتواجدة في الصناعات، ولكن أثناء إعداد التقييم يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
أمام هذه الصعوبات من الممكن شرح المنافع التي قد تنتج عن التقييم. بالإضافة إلى التحسين البيئي وتقليل التكلفة، سيساهم ذلك في تمكين الطلاب من العمل في محيط صحي والاستفادة من تدريب مهني أفضل من حيث الجوانب البيئية، وكذلك تحسين الصورة العامة للمؤسسة (ودور الريادة في المبادرة التي يمكن أن يحظى به المركز الذي يحرز تقدم في تطبيق التدابير).
لإنجاز تقييم لإمكانيات الإنتاج الأنظف في المختبرات، من المستحسن أن ينجز الفريق المكلف بالتقييم بحثا مسبقاً، عن طريق التحاور مع المسؤولين عن المختبرات بخصوص معايير العمل:
وللحصول على تقييم صحيح للمختبرات، على الفريق المكلف بالتقييم تطوير النشاطات التالية:
لتطبيق هذه الخيارات من المناسب الأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
إن الانتقال إلى التجربة على نطاق مجهري [159] هي تغيير لبعد أخر في الإنتاج الأنظف في المختبرات، لذا فمن الضروري تخطيط مختلف تماما للنشاط. فالفكرة ليست مجرد تقييم فقط ويجب على المؤدين والمعارضين أن يعقدوا حلقات نقاش داخل المؤسسة.
إن الانتقال إلى التجربة على نطاق مجهري [159] هي تغيير لبعد أخر في الإنتاج الأنظف في المختبرات، لذا فمن الضروري تخطيط مختلف تماما للنشاط. فالفكرة ليست مجرد تقييم فقط ويجب على المؤدين والمعارضين أن يعقدوا حلقات نقاش داخل المؤسسة. إن فكرة إنجاز التجربة الكيميائية على نطاق مجهري لسيت جديدة. حاز بريغل على جائزة نوبل عام 1923 بفضل أعماله المنجزة على نطاق مجهري. بعد ذلك، لم تحظى محاولات اعتماد برامج النطاق المجهري بنجاح كبير، والأسباب التي أدت إلى ذلك لم تتغير (قلة الاهتمام بالبيئة أو بجودة الهواء داخل المختبرات وعدم وجود أي تكلفة للتخلص، لأن كل شيء كان يفرغ في نظام الصرف الصحي)، كما أن قلة عدد الطلاب في ذلك الوقت وعدم دقة أدوات القياس كان له تأثيره. بحلول عقد الثمانينات، تزايد الاهتمام بالخطر البشري والبيئي وتزايدت شعبية الميزان الالكتروني. حينئذ، زاد الاهتمام بالنطاق المجهري، خصوصا في مختبرات الكيمياء العضوية.
يفترض مبدأ النطاق المجهري على التقليل الكبير لكمية المواد الفعالة والمذيبات بنسبة قد تصل إلى 100 مرة. تختلف التقنيات التجريبية عن نظيراتها في النطاق التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، تعد معدات الزجاج ومعايير التفاعل أو التحويل مختلفة جدا.
تعتبر التأثيرات الإيجابية ذات أهمية كبيرة، حيث يتم تقليل كمية وتكلفة التخلص من التيارات المتبقية، ولكن إحدى المزايا الأساسية تتمثل في تحسين الجوانب الصحية والأمنية. كما يتم تقليل كمية المذوبات والمركبات العضوية المتطايرة التي تنتقل إلى هواء المحيط، وذلك بنسبة مئة مرة. وكذلك يتضاءل خطر الانفجار أو الحريق. يمثل نقص التكلفة ميزة بيداغوجية لأنه يسمح بمضاعفة عدد التجارب اعتماداً على نفس الموارد. كما أنه يساعد على تخفيض مدة التجارب إلى نصف المدة المطلوبة.
بعد ذلك يتم نقل هذه المزايا إلى الصناعة عندما يكون المحترفون في المستقبل مستعدن للتجربة على نطاق مجهري.
تتراوح قيمة تكلفة التحويل ما بين 200 إلى 300 يورو لكل طالب يتم إهلاكها من 1-3 سنوات حسب عدد الطلاب.
تعد الكليات الجامعية، بصفة فردية أو باعتبارها جزءاً من فحص الجامعة بأكملها، مكاناً متميزاً أخراً يمكن للطلاب أن يمارسون فيه الإنتاج الأنظف، خصوصا كليات العلوم والتقنيات المتعددة التي تعد مجموعة تجريبية معقدة بفضل مختبرات البحث والتعليم. تستهلك المختبرات كميات مختلفة جداً من المواد وتنتج تيارات متبقية. كما أنها تستهلك أنواع مختلفة من المياه والطاقة. وتشترك مع الكليات الأخرى غير التجريبية في كونها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة لأغراض الإنارة والتدفئة والهواء المكيف.
إن إنجاز فحص المراكز الجامعية المختلفة (كليات، ومدارس، الخ.) يعد عنصراً فعالاً ضمن مشاريع التحسيس البيئي بالجامعات، ويسمح في الوقت ذاته بتمكين الطلاب من تعليم عملي. كما أن التوفر على معطيات مقارنة صادرة عن جامعات مختلفة سيكون حافزاً لوضع معايير عامة للتدبير وسيساعد على اختيار أنظمة مستدامة في مرحلة التعليم العالي.
كان فحص كلية العلوم أحد مشاريع التخرج بكلية العلوم البيئية بجامعة جيرونا [160]. انطلاقا من الفحص، قدم الطلاب اقتراحات تخص تدابير الإنتاج الأنظف واقتراح بعض المؤشرات. لم يتم العثور على سوابق لدراسات مماثلة: لذلك نبين هنا المعلومات المحصل عليها لكي تستخدم كمرجع لفحوصات أخرى وأعمال مماثلة.
بالنسبة للحالة الخاصة لكلية العلوم، تم الحصول على بيانات من وضعيتين مختلفين بالكلية: قبل وبعد توسعة المباني. قبل التوسعة، كان يُعتمد في التدفئة على غلاية تعمل بالغاز الطبيعي. أما بعد التوسعة، تم تثبيت مضخة حرارة تولد الحرارة الضرورية للتوسعة (حوالي ثلث المبنى) والهواء المكيف خلال فصل الصيف بالنسبة لمجموع الكلية.
تمت مقارنة العديد من الأرقام مع كليات أخرى غير تجريبية بجامعة جيرونا ذاتها. ومن الواضح أنه يتعين على الاستهلاكات أن تأخذ معطيات معينة لكي تتمكن من إجراء مقارنة بين كليات ذات أحجام مختلفة. فالبعد الأكثر وضوحاً هو عدد الطلبة أو، بعبارة أصح، مجموع الأشخاص الذين يشغلون الكلية. وبما أن بعض المراكز أوالجامعات لها حظ أوفر من حيث الفضاءات المتوفرة فإن البعد الثاني هو المساحة المشغولة. إن سنة واحدة قد لا تتوفر فيها التمثيلية الملائمة من حيث بعض الجوانب، وخصوصاً التأثير المناخي على الاستهلاكات في التدفئة والتكييف. ويجب أن يسمح تجميع المعطيات مع مرور السنين بالتأكد من تطور الحالة والحصول على سلم للقيم التي تغطي الظرورف المناخية المختلفة والتأكد من نتائج تطبيق خيارات الإنتاج الأنظف.
إن أهم نتائج التقديرات المحصل عليها خلال الفحص هي كالتالي:
كلية | العلوم | التقنيات المتعددة | الحقوق | العلوم الاقتصادية |
---|---|---|---|---|
متر مكعب/شخص في السنة | 4,6-6,4 | 3,3-5,1 | 1,2-1,5 | 1,7-2,9 |
التوزيع بالنسبة المائوية لاستعمال الماء بداخل كلية العلوم:
المختبرات | 54,5 بالمائة |
المعدات الصحية | 37,6 بالمائة |
النظافة | 0,2 بالمائة |
الري | 7,5 بالمائة |
كلية |
العلوم التدفئة بالغاز الطبيعي |
العلوم التدفئة بالغاز الطبيعي + مضخة الحرارة |
التقنيات المتعددة | الحقوق | العلوم الاقتصادية |
---|---|---|---|---|---|
التدفئة بالغاز الطبيعي | |||||
كيواط في الساعة/للشخص في السنة | 430-480 | 660-690 | 300-310 | 350-370 | 200-250 |
كيواط في الساعة/متر مربع في السنة | 85-91 | 124-131 | 64-71 | 40-47 | 48-57 |
علاوة على ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار كذلك ساعات البقاء في مختبرات البحث والتي تكون نسبتها أكبر في كلية العلوم.
التوزيع بالنسبة المائوية لاستعمالات الكهرباء بداخل كلية العلوم:
الإنارة | 21 بالمائة |
الحاسوب | 26 بالمائة |
أجهزة المختبر | 17 بالمائة |
مضخة الحرارة | 16 بالمائة |
مختلفة | 20 بالمائة |
كلية |
العلوم التدفئة بالغاز |
العلوم التدفئة بالغاز + مضخة الحرارة |
التقنيات المتعددة | الحقوق | العلوم الاقتصادية |
---|---|---|---|---|---|
التدفئة بالغاز | |||||
متر مكعب/للشخص في السنة | 4,5-6,3 | 4,0-4,7 | 3,3-3,7 | 6,3-6,6 | 3,1-3,4 |
في كلية العلوم، تستهلك نسبة 0,5 بالمائة فقط في المختبرات. أما الباقي فيستعمل في التدفئة.
بواسطة استطلاع بخصوص الوسيلة المستعملة (السيارة، الحافلة، المشي على الأقدام، الدراجة الهوائية)، تم تقدير استهلاكات الوقود المستعمل في نقل المستخدمين بهدف مقارنة التكلفة الطاقية للنقل مع التكاليف السابقة.
الاستهلاك | الكهرباء | الغاز | النقل | المجموع |
---|---|---|---|---|
كيلواط/للشخص | 680 | 265 | 2.600 | 3.545 |
إن تأثير النقل على الاستهلاك الإجمالي من الوقود واضح، بحيث يصل إلى 73 بالمائة. وتعطينا هذه النسبة فكرة عن فوائد عقلنة نقل المستخدمين في إطار البرامج البيئية للجامعات.
المصدر | ورق خاص | نسخ شمية | الإدارة | المجموع |
---|---|---|---|---|
كيلوغرام/للطالب في السنة | 3,7 | 1,5 | 2,1 | 7,3 |
النوع | الورق | الزجاج | مواد التلفيف | مختلفة | خاصة |
---|---|---|---|---|---|
كيلوغرام/للطالب في السنة | 3,9 | 0,35 | 0,16 | 0,60 | 0,42 |
وكأمثلة عن فرص التحسين، في حالة كلية العلوم بجيرونا، يمكن ذكر حالات حنفيات الماء بالحمامات واستهلاك الورق. تتوفر حنفيات الحمامات على نظام أوتوماتيكي يحدد التدفق ومدة التشغيل. وتتراوح الاستهلاكات بواسط نبضات ما بين 0,65 إلى 4,26 لتر، مع معدل 2,8 بالنسبة ل 30 حنفية. يبدو واضحاً أنه يتعين إنجاز مراجعة للنظام. أما فيما يخص الورق، فإنه تم اقتراح حملة للتقليل تشمل دعم مواقع ويب بالنسبة لكل دراسة ودعم التجميع الانتقائي وإنجاز الصور الشمسية على صفحتين وإعادة الاستعمال، الخ.
وفي الوقت ذاته تم اقتراح نظام لمؤشرات الاستدامة يشمل استهلاكات الماء والطاقة وإعادة دوران النفايات وتوليد النفايات السامة والانبعاثات الجوية بسبب الاحتراق والتنقل، وكذلك بذل مجهوذ خاص للتنقل ولا سيما التنقل بواسطة وسائل النقل المختلفة.